كتب الدكتور في المقدمة:لقد تناولت في الكتاب طائفة من القضايا ,وموقفي منها ,وهي قضايا أدبية وشعرية ولغوية ونقدية وتراثية.
**********
1- قضية أولية الشعر العربي:
إن نماذج الشعر العربي التي انتهت إلينا والمقولة في العصر الجاهلي لاتمثل طفولة الشعر اعربي ولا أوليته.
فلانوافق ابن سلّام فيما ذهب إليه من أول من قصد القصائد المهلهل بن ربيعة التغلبي.
لكنه لايصدق هذا الكلام على تأريخ الشعر العربي.
فلم يكن الشعر في العصور المعرقة في القدم يدون بالكتابة,وإنما كان يتناقله الرواة والناس من طريق الرواية الشفهية.فلم يكن من اليسير حفظ نماذجه الأولى.
لقد أقر امرؤ القيس بوجود شعراء قبله ,وقد اقتدى بهم في بكاء الديار والوقوف على الأطلا :
عُوجا على الطل المحيل لعلنا=نبكي الديار كما بكى ابن حذامِ
أو خذام أو خدام أو حمام.
ويستشهد ايضا عنترة بقوله:
هل غادر الشعراء من متردم=أم هل عرفت الدار بعد توهم.
إذن الشعر القديم أقدم بزمن طويل من امرئ القيس ومهلهل,ولانستطيع أن نحدد تأريخا لأولية هذا الشعر,ولكننا نقطع بأن الشعر هو من نسيج الطبيعة البشرية في كل البيئات,
على أنه لم ينشأ مكتملا ناضجا,وهذه هي سنة الطبيعة ,يبدأ البسيط,قبل المعقد,ولعل السجع كان أولى الخطوات في المشطورة والمجزأ فهي قد وجدت قبل البحور التامة وهذا هو الأمر المنطقي .
يتبع