اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
سؤال طرح من قبل الأستاذ:رامي سمّور:
لماذا قال الله تعالى :
في سورة الاعراف:
( ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ( 176 ) )

أخلد إلى الأرض وليس أخلد في الأرض؟
فالخلد يحفر في الأرض بينما الإنسان لايتصرف مثله...
شخصيا:
بحث هنا فوجدت التالي:
( ولو شئنا لرفعناه بها ) أي : رفعنا درجته ومنزلته بتلك الآيات . وقال ابن عباس رضي الله عنهما : لرفعناه بعلمه بها . وقال مجاهد وعطاء : لرفعنا عنه الكفر وعصمناه بالآيات . ( ولكنه أخلد إلى الأرض ) أي : سكن إلى الدنيا ومال إليها . قال الزجاج : خلد وأخلد واحد . وأصله من الخلود وهو الدوام والمقام ، يقال : أخلد فلان بالمكان إذا أقام به ، والأرض هاهنا عبارة عن الدنيا ، لأن ما فيها من القفار والرباع كلها أرض ، وسائر متاعها مستخرج من الأرض .
هل هذا وضح ماخفي عنا؟
أستاذتنا الكريمة
شكراً لاستمرار الحوار والترقي فيه.
حياة الإنسان الطبيعية تكون على سطح الأرض ، لأن على سطح الأرض تنمو الجنان والبساتين وفيها رفاهيته حيث يستمتع كما أن الهواء النقي والشمس الطبيعية توجد على سطحها.
ولا يمكن الخلود (الهدوء والاستقرار) داخل الأرض حتى لو بنى فيها أجمل القصور فهو بحاجة للهواء النقي والشمس.
ويخلد الإنسان لما يجد فيه راحته وأمنه وسعادته وعندئذ يحب البقاء فيه دائماً ، وهذا لايكون داخل الأرض فداخلها رمز موته وقبرة . ولو قال ولكنه أخلد في الأرض فإن ذلك مستحيل لأنه يخالف النهج القرآني بسرد الحقائق الواقعية .
هل رأينا إنساناً يعيش سعيداً داخل الأرض باستمرار؟
فالخلود يعني البقاء أيضا ، وهذا يعني لو تمكن الإنسان من العيش بسعادة داخل الأرض فإنه يجب أن يوفر في مكان عيشه ما يجده على سطحها من هواء نقي وماء وضوء شمس. وهذا يعنى أنه يعيش على سطحها. كمن نزل على سطح القمر لكنه يحيط نفسه بجو الأرض ضمن البزة التي يرتديها. كما أنه لا يستطيع البقاء هناك.
ومن جهة بلاغية : ولو قال : أخلد في الأرض ستعني مجازاً يخلد للموت في باطنها وهذا خلاف الواقع فهو يحب الحياة سعيداً.
أرجو أن يكون ذلك واضحاً .
والله أعلم