أستاذتنا الكريمة
شكراً لاستمرار الحوار والترقي فيه.
حياة الإنسان الطبيعية تكون على سطح الأرض ، لأن على سطح الأرض تنمو الجنان والبساتين وفيها رفاهيته حيث يستمتع كما أن الهواء النقي والشمس الطبيعية توجد على سطحها.
ولا يمكن الخلود (الهدوء والاستقرار) داخل الأرض حتى لو بنى فيها أجمل القصور فهو بحاجة للهواء النقي والشمس.
ويخلد الإنسان لما يجد فيه راحته وأمنه وسعادته وعندئذ يحب البقاء فيه دائماً ، وهذا لايكون داخل الأرض فداخلها رمز موته وقبرة . ولو قال ولكنه أخلد في الأرض فإن ذلك مستحيل لأنه يخالف النهج القرآني بسرد الحقائق الواقعية .
هل رأينا إنساناً يعيش سعيداً داخل الأرض باستمرار؟
فالخلود يعني البقاء أيضا ، وهذا يعني لو تمكن الإنسان من العيش بسعادة داخل الأرض فإنه يجب أن يوفر في مكان عيشه ما يجده على سطحها من هواء نقي وماء وضوء شمس. وهذا يعنى أنه يعيش على سطحها. كمن نزل على سطح القمر لكنه يحيط نفسه بجو الأرض ضمن البزة التي يرتديها. كما أنه لا يستطيع البقاء هناك.
ومن جهة بلاغية : ولو قال : أخلد في الأرض ستعني مجازاً يخلد للموت في باطنها وهذا خلاف الواقع فهو يحب الحياة سعيداً.
أرجو أن يكون ذلك واضحاً .
والله أعلم