عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنَّ أحدَكم لن يموتَ حتى يستكملَ رزقَه، فلا تستبطِئُوا الرِّزقَ، واتقوا اللهَ أيها الناسُ، وأَجمِلوا في الطَّلبِ، خُذوا ما حلَّ، ودَعوا ما حَرُمَ"
صحيح على شرط مسلم، وأخرجه ابن ماجة ورواه البيهقي في شعب الإيمان وصححه الألباني
شرح الحديث:
"إن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها الذي كَتَبَهُ لها الملك وهي في بطن أمها ... وتستوعب رزقها كذلك فإنه سبحانه وتعالى قسم الرزق وقدره لكل أحد بحسب إرادته لا يتقدم ولا يتأخر ولا يزيد ولا ينقص بحسب علمه القديم الأزلي، ولهذا سئل حكيم عن الرزق، فقال: إن قسم فلا تعجل، وإن لم يقسم فلا تتعب (فاتقوا الله) أي ثقوا بضمانه، لكنه أمرنا تعبداً بطلبه من حله فلهذا قال: وأجملوا في الطلب. بأن تطلبوه بالطرق الجميلة المحللة بغير كد ولا حرص ولا تهافت على الحرام، والشبهات (ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق) أي حصوله (أن يطلبه بمعصية الله فإن الله تعالى لا ينال ما عنده) من الرزق وغيره إلا بطاعته "انتهى الشرح من فيض القدير.
جاء في بعض الآثار أن الله أوحى إلى موسى - عليه السلام - : يا موسى لا تخافنَّ غيري ما دام ليَ السُّلطان ، وسلطاني دائمٌ لا ينقطعُ ، يا موسى ، لا تهتمَّنَّ برزقي أبداً ما دامت خزائني مملوءةً ، وخزائني مملوءةٌ لا تفنَى أبداً ، يا موسى لا تأنس بغيري ما وجدتَني أنيساً لك ، ومتى طلبتني وجدتني ، يا موسى ، لا تأمن مكري ما لم تَجُزِ الصِّراطَ إلى الجنة .( ابن رجب : شرح جامع العلوم والحكم 28).
قال أبو العتاهية :
لا تخضعن لمخلوق على طمع * * فإن ذلك نقص منك في الدين
لا يستطيع العبد أن يعطيك خردلة * * إلا الذي سواك من طين
فلا تصاحب غنيا تستعز به* * وكن عفيفا وعظم حرمة الدين
واسترزق الله مما في خزائنه* * فإن رزقك بين الكاف والنون
واستغن بالله عن دنيا الملوك كما* * استغن الملوك بدنياهم عن الدين
اللهم اكفننا بحلالك عن حرامك، و أغننا بفضلك عمن سواك، وارزقنا الحلال وبارك لنا فيه، وجنبنا الحرام وبغضنا فيه .
--