من الخطأ إخواني استعمال الكليات في إصدار القرار , فمنع الكل , أو السماح للكل , أمر به ألف سؤال وسؤال , ونحن في البلاد العربية والإسلامية نحتاج فعلاً إلى تنشأة جديدة بمعايير ومقاييس جديدة حسب التغيرات التي تطرأ علينا قصراً , اليوم ليس كالأمس , وعندما كنا نركب الحمار , كانوا يركبون القطار , وعندما ركبنا القطار صاروا يركبون الطائرات ويحلقون بها إلى ما فوق الغيوم , ولو سمحنا إلى المجتهدين لينفذوا قراراتهم ويفرضون سلطتهم على أهوائهم , فإنهم وبكل تأكيد ( قد كفـّـروا من حاول أن يصعد بالقمر الصناعي لأول مرة إلأى القمر) وقالوا هذا مستحيل أن يصل الإنسان إلى سطح القمر , ووصلوه ولم ينتظروا قرارات المجتهد .
وعندما قرر المجتهد أن يمنع الحريم من الغناء , أصبح التحدي واضحاً , وصار عدد المطربات المسلمات والفنانات والمتبرجات , والسافرات , أكثر من عدد الملتزمات , لأن الأفكار الخبيثة تبرمج كل شيء ضد كل مسلم .
وعندما قرر المجتهد أنه لا مانع من استقدام العاملات في المنازل , كثرت السرقات وانحراف الأبناء , وتفرغت المرأة لأهوائها سواء أكانت أهواء تفيد مصلحتها , أو تضر بمصلحتها .
ويقول المجنهد الملتزم = الخلوي حرام , الرايو حرام , التفاز حرام , ركوب المرأة مع رجل غريب حرام , أن تتكلم المرأة مع الرجل حرام , أن تتقلد المرأة منصب رئيسة بلدية أو وزيرة سياحة أو سكرتيرة مع طبيب خاص أو محام حرام , أن تخرج المرأة بدون حجاب تام حرام , أن تسلم المرأة على رجل أجنبي باليد حرام . وما أكثر الحرام , وما أقل الحلال , هذا إن وجدنا في قاموس المجتهد من الحلال شيئاً . فما هو الحل ؟
والقول الذي أراه هو / يقول الله سبحان ( من عمل صالحاً فلنفسه ) فالمرأة التي تقود سيارتها , هل هي عربية ؟ هل هي كردية ؟ هل هي مسيحية , ؟ أو هي مسلمة شيعية أو سنية أو درزية ؟ لا نعرف منبتها , وإن المرأة الغيورة على دينها وشرفها لو امتلكت سيارة فهي تعرف كيف تقود سيارتها وإلى أين تسير , وتدرك أيضاً أن في الطرق قطـّاع طرق , وتكون حذرة من أن تدعو أجنبياً للركوب معها , هذا لأنها ملتزمة وشريفة , وأما المرأة الأخرى ,( فذنبها على جنبها ), سواء ركبت السيارة أو لا , فهي ستعرف كيف تلبي رغبتها بأي طريقة ثانية .
أشكركم سادتي والله معكم .