اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
هو سؤال هام فعلا: لماذا يدخن الاطباء؟ فهم القدوة...لنجد من نسأله وناتي بالإجابة مارايكم؟
أستاذتنا الفاضلة
لي كتاب في التدخين (معالجة التدخين بين الأطباء والمشرعين) ألفته منذ كنت طالباً في السنة السادسة للطب البشري وجعلته شاملاً في الحقائق الطبية التي تبين ضرره الدامغ ، وتناولت فيه حتى الجوانب الفقهية من قاعدة لا ضرر ولا ضرار وقول الشيخ البوطي رحمه الله بتحريمه.
من لا يطبق ما يعلم كثيرون حتى أحبار اليهود .. يعلمون الحقائق ولا يدلون بها لأغراض دفينة في نفوسهم .. وحتى المنافقين الذين يدعون الإيمان يقولون مالا يفعلون فقال لهم الله تعالى : "يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون "
إن التفاوت بين القول والعمل (ليس كل ما يقوله الإنسان من فكره يعتقد به اعتقاداً قلبيا راسخاً- أي يعقله، لأن العقل في القلب النفسي ) يرجع إلى أن كل معتقد فكري لا يستقر في قلب الإنسان (لبه النفسي وهو مركز تكوين الدوافع) لن يكون موضع التطبيق . فالطبيب المدخن يعلم فكرياً أنه ضار لكن هذه الحقيقة لم ترسخ في قلبه الروحي لوجود شهوته بالتدخين وهذا يمثل عائقاً من دخول الحقيقة واستقرارها في القلب.
والدليل على هذه النظرة النفسية قول النبي عن وصف الإيمان الحقيقي عندما سألوه عن الإيمان قال: ما وقر في القلب وصدقه العمل.
باختصار الطبيب المدخن يعلم فكرياً ( ظاهراً أو سطحياً) بضرر التدخين لكن هذه الحقيقة لم يصدقها قلبه ولذلك لا يدفعه إلى الامتناع عن التدخين.
ليس فقط الأطباء فهناك شيوخ يدخنون وهم يعلمون بحرمته واستقرار أهل الفقه مؤخراً على حرمته من ثبوت ضرره الطبي الذي يوجب تحريمه من قاعدة لا ضرر ولا ضرار.
أرجو أن يكون ذلك واضحاً