بور سعيد

المدينة الباسلة
شعر
عبدالمجيد فرغلي
بفم القناة أمام خط النار .. وقفت كمثل المارد الجبار

وبدت بكل شجاعة وصلابة .. عنها تصد جحافل الفجار

وقفت تقول أنا الطليعة في الفدي .. لبني العروبة والثبات شعاري

انا لن لن ألين لغاصب قد جائني .. يغشي حماي ويستبيح دماري

رام القناة فلم أدعه يمسها .. بل صنتها بمشيئة القهار

لم اعط للأعداء أية فرصة .. يتمكنون بها من استعماري

جابهتهم بعزيمة جبارة .. ضربت بها الأمثال في الأمصار

ولكم غدوت حديث أبناء الوري .. حين انتصرت وكنت رمز فخار؟

أصبحت في الدنيا مثال شجاعة .. يجثوا لها التاريخ في إكبار

صفحات تاريخ تظل علي المدي .. سفرا يسجل أعظم الاّثار

شهداء أحيائي سيعلو هامهم .. تيها ويخلد ذكرهم بجواري

أنا للعزة حشدت شم كتائبي .. وبلغت ما أهوي من الأوطار

كنت الطليعة والفداء لأمتي .. ولكل أقطار السلام جواري

وعلي القناة غدوت درع وقاية .. قد صانها من غاصب غدار

أنا للعروبة قلعة قد شادها .. تصميم عبدالناصر المغوار

هذا الفتي المي قهار العدا .. بثباته وبروعة الإصرار

لم يخمد العدوان منه عزيمة .. أبدا ولم يذعن إلي الإنذار

بل قالها : وهنا سمعت دويها .. كالرعد يسري في قلوب صغاري

فتسابقوا نحو الردي وتدافعوا .. تحت الرصاص تدافع التيار

ولظي الحماس بكل شيخ قد سرى .. فجرى يقول أريد أخذ الثار

أين العدو وأين حل جنوده .. أنا سوف أصليهم حريق النار

أيظن باغي الغدر أني أنثني .. ذلا وأطلعه علي أسراري ؟

أو أن يظن بأنني متخاذل .. أنسى بني وطني وأترك داري ؟

هربا من الميدان : كلا إني .. سأموت تحت جدارها المنهار

والبنت في الميدان سابقت الفتي .. فتطوعت بكتائب الثوار

فتقلدت بالنار وانطلقت بها .. تلقي قذائفها علي الأشرار

لم ترهب النيران أو بطش العدا .. بل إنها انطلقت كوحش ضار

وبدت تقول فداك يا وطني دمي .. سأموت أو أحيا مع الأحرار

جاء الغزاة بكل ما في وسعهم .. لكنهم فشلوا فيا للعار!!

حشدوا الأساطيل الضخام وصوبوا .. في كل أنحائي قذائف نار

في البحر أسطول يحاصر ساحلي .. والقاذفات تؤز ليل نهار

والنقع في وسطي يمد سحابه .. والنار تصرخ من خلال دياري

والشعب والجيش استماتا في الفدى .. أو بعد هذا موضع لفخار ؟

جيش وشعب بالبطولة حققا .. خير انتصار دك كل حصار

دكت أساطيل البغاة ولم تزل .. " لك بور سعيد " قلائد من غار

يكفيك أنك قد وقفت أبية .. شماء باسلة بكل وقار

ماارتاع قلب بنيك من جند العدا .. بل قاوموا العدوان في إصرار

وقفوا كأمثال الجبال وأحبطوا .. " كيد الغزاة " بوقفة الأبرار

كم من فدائي تصدى للعدا .. من هابطين وعصبة فجار ؟

كنت الفخار لأمة عربية ... صفحاتها كتبت بماء نضار

وشباب مصر نموزج لفدائها .. ووقوفهم في ساحة الأخطار

يتلقفون الهابطين كأنهم .. يتلقفون حوائم الأطيار

ما جند " إيدن " قد أتو في نزهة .. بل للفناء ونيل كل بوار

ما " بور سعيد " غير مقبرة لهم .. " ولجيش موليه "مصارع عار

دول ثلاث حطمت أحلامها .. " في بور سعيد " قلعة الثوار

من جاء يغزوها أذيق عذابها .. وارتد يحمل أفدح الأضرار

يا بور سعيد علي المدى كوني الفدى .. خلدت ذكرك في مدى الأعصار


القصيدة عدد أبياتها 47بيتا شعريا

وقيلت في 23-12-1956 عقب فشل العدوان الثلاثي علي مصر

من وحي ووقفة أهل
" بور سعيد "
الخالدة

للشاعر:عبد المجيد فرغلي.. نسأل الله له الرحمة والمغفرة

وهي ضمن الأعمال الكاملة في في الجزء الأول

" وستبقي يا وطني حيا"


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



وقفة بور سعيد الخالدة

شعر
عبدالمجيد فرغلي
من ديوان العملاق الثائر الصادر في عام 1959

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




نشيد بور سعيد
شعر
عبدالمجيد فرغلي
من ديوان العملاق الثائر الصادر 1959


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

في 26 من يوليو 1956 ذكرى تأميم قناة السويس

نتذكر

بورسعيد

ووقفتها الخالدة في وجه العدوان الثلاثي علي مصر في 23 من ديسمبر 1956