إن الله إذا أراد أن يُهلك نملة أنبت لها جناحين... ترقبوا سقوط السيسي


ضعف جناحيها يجعل طيرانها مرتبكاً فسرعان ما يتلقفها الطير.
البترودولار وجوقة تمرّد، جناحا السيسي اللذين طار بهما إلى القصر الجمهوري إتضح أنهما أضعف من جناحي النملة.

البنك المركزي المصري لم يستلم دولاراً وحداً من الـ 12 مليار التي وعدت بها الإمارات والسعودية والكويت. مصادر البنك المركزي تقول إن هذه الدول تتذرع بعدم انجلاء الموقف. لديهم مخاوف من عودة مرسي إلى الحكم بسبب تخبّط الانقلابيين وتعاظم الاحتجاجات الرافضة لهم.
واضح أن مصر ستقبض هذه المليارات بالمشمش.

كوكتيل حركة تمرّد ضربته شمس تموز وبدأ الناس يستفرغون مكوناته المتفسخة. خلطة عجيبة لا تنهضم. فلول على برادعيين على ناصريين متخلفين عقلياً مع ديناصورات حزب الوفد وشراذم عمرو موسى العميل، بالاضافة إلى بعض المأسوف على شبابهم من ثوار 25 يناير وحركة 6 أبريل.

في الصباحية غير المباركة بعدما راح كل واحد لحال سبيله، اكتشف عرسان الغفلة أن عرسهم تم بمباركة الكنيسة القبطية التي جهزته بنصف مليون مسيحي ضختهم إلى ميدان التحرير.
اليوم أصبح الميدان خاوياً إلا من حفنة بلطجية ومباحث أمن دولة سابقين، عددهم أقل من عدد اللافتات والخيام المنصوبة هناك.

من سبق له أن زار القاهرة يعرف أن ميدان التحرير في الايام العادية يتواجد فيه ما يربو على الألف من المارة والباعة المتجولين. بعد 30 يناير اصبح الميدان سئ السمعة. صار البعض يسميه ميدان الطراطير والبعض الآخر ميدان الحمير (في إشارة إلى امتطائهم من قبل العسكر). لذا يتجنب المصريون المرور به.

في المقابل زاد عن 3 ملايين عدد المعتصمين في رابعة العدوية. ناهيك عن مئات الالوف في ساحة نهضة مصر ومقابل مقرات الحرس الجمهوري. محافظات مصر كلها باتت غاضبة تطالب بسقوط العسكر.أفواج النادمين على تورطهم في مظاهرات حركة تمرّد تتوافد بلا انقطاع على منصة رابعة العدوية.

الانقلابيون الجهلة راهنوا على رمضان وحر الصيف في كسر صمود المعتصمين. ولما سقط رهانهم ورأوا راي العين أن عدد مصلي التراويح في رابعة العدوية وحدها تجاوز عدد حجاج بيت الله الحرام، طلبوا العون من أبي جهلهم شيخ الأزهر عسى أن يفرق شمل المعتصمين. أطل من شاشة التلفزيون المصري (صاحب الكذب الحصري) داعياً الناس إلى ترك الساحات والصوم في بيوتهم مكتفين بالدعاء. وما هي إلا سويعات حتى نزلت العوائل بكامل عددها وعدتها إلى الساحات مصممين على الصوم فيها حتى هلال العيد.

الصبر والعناد كالكريات الحمراء والبيضاء مكونان اساسيان للدم المصري. تشهد على ذلك شجرة الدر التي أسقطوها بثمانين يوما لم يبرحوا خلالها الساحات والشوارع.
فرحة السيسي الذي اهترأ جناحاه بوقت مبكر لن تطول. زنازين (أبو زعبل) تترصد طيرانه المتخبط. وما هي إلا مسألة وقت حتى تبتلعه خلف قضبانها.

يقول أينشتاين الغباء هو أن تكرر استخدام نفس الطريقة التي قادتك إلى الفشل.
ما لا يريد العسكر العرب أن يفهموه أن انقلاباتهم المتوالية منذ ستين عاماً والتي سموها كذباً وزوراً ثورات هي التي مسختنا إلى أمة متخلفة يتندر العالم بغبائها.
العسكر لا يصلحون لإدارة الدول. هذا ما أدركته دول أوربا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية فحصرت دورهم باختصاصهم وسلبت منهم حق الترشح والانتخاب لذلك تقدمت. بعكس اوربا الشرقية التي استطال فيها حكم الجنرالات إلى أن سقط الاتحاد السوفييتي فبقيت متخلفة مقارنة بالغرب.

يجب استخلاص الدرس مما جرى
صبرنا ستين عاماً على حكم رجال أكملوا الثانوية بشق الانفس ثم بقدرة قادر أصبحوا جنرالات فاستولوا على السلطة بالدبابات وحكمونا بالنار والحديد وجعلوا من أمتنا أضحوكة للعالمين.
لماذا لا نصبر ثلاث سنين على دكتور مهندس أستاذ سابق في الجامعات الأمريكية حافظ للقرآن نظيف اليد واللسان فاز مرتين بانتخابات نزيهة واستقال من حزب الحرية العدالة وجماعة الإخوان ليقف على مسافة واحدة من الجميع وأخلى السجون من السياسيين ومعتقلي الراي؟

هل نتبدّل الخبيث بالطيب؟
(إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا) النساء 2

لبيد الصميدعي

12/7/2013