اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور ضياء الدين الجماس مشاهدة المشاركة
نظرة سريعة في بحر شوقي : (الذي نظمت عليه هذه الموشحة)
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور ضياء الدين الجماس مشاهدة المشاركة

وزنه الأصلي تكرار التفعيلة الخماسية الثالثة (مَفعول/*/*/) أربع مرات . وهو بحر يكمل مع المتقارب والمتدارك دائرة. ولا يوجد شواهد قديمة على هذا البحر، لكنه استخدم في الموشحات وبعض الأشعار في الستينيات.
الوزن الأصلي :

مَفْعولُ مَفْعولُ مَفْعولُ مَفْعولُ.... مَفْعولُ مَفْعولُ مَفْعولُ مَفْعولُ
/*/*/ /*/*/ /*/*/ /*/*/ .... /*/*/ /*/*/ /*/*/ /*/*/

وضربوا مثلاً عليه ما ورد في مسرحية مجنون ليلى لأحمد شوقي :
زياد ما ذاق قيس ولا هَمَّا
طبخ يد الأمِّ يا قيسُ ذقْ مما
الأم يا قيس لا تطبخ السُّمَّا
وقد أضيف الساكن الأخير لأن العرب لا تقف على متحرك .
وقد وردت دراسة هذا البحر في دراسة الدكتور أحمد مستجير في علم العروض ، وسماه بحر شوقي بناء على نظم شوقي عليه في المسرحية المذكورة.
والواقع أن هذا البحر ليس مخصصاً بشوقي فقد ورد في كثير من الموشحات مثل :
قد باح دمعي بما أكتمهْ ... وحن قلبي لمن يظلمهْ
رشأٌ تـمرَّنَ في لا فمُهْ ... كم بالمنى أبداً ألثمهْ
جوازات التفعيلة : ويجوز فيها حذف ساكن السبب الأول ممكناً إلا إذا سبقتها تفعيلة متعدية. وتكون التفعيلة الوليدة : مَعولُ //*/ =وزن فعولُ في بداية الشطر فقط. ويجوز حذف ساكن السبب الثاني لتصبح : مَفْعَلُ /*// = وزن فاعلُ /*// في جميع الحشو والضرب. (عن كتابي أساس الشعراء)

والله أعلم



شكرا لك أستاذي الكريم

أورد د. مستجير الشاهد التالي على هذا البحر:

أحلم أن أشرب الشهد من ثغرها = 2 1 3 2 3 2 3 2 3

ولو أضفنا قبله متحركا : لأحلم أن أشرب الشهد من ثغرها = 3 1 3 2 3 2 3 2 3

وهذا = فعولُ فعولن فعولن فعولن فعو .

تصنيف د. مستجير لهذا الوزن بحرا يأتي ضمن منهج متكامل ل د. مستجير

لم أفهم تخريج ( رشأٌ تمرن في لا فمهه ) لينتسب لهذا الوزن .

وإن صح التخريج فهو لا ينتمي لمستجير - بما له وعليه - ولا للخليل وكلاهما نهجان شاملان .

وأنقل هنا قول أستاذي د. خلوف :



وفي دراسته المتميزة لعلم العروض؛ أشار د.أحمد مستجير إليه وزناً مستقلاًّ، ولكنه نشأ عنده من تكرار التفعيلة (مفعولُ) أربع مرات في الشطر الواحد:

مفعولُ مفعولُ مفعولُ مفعولُ!
ممثّلاً له بقول شوقي متّصلاً هكذا:
زيادُ ما ذاقَ قيسٌ ولا هَمّا
طبخُ يدِ الأمِّ يا قيسُ ذُقْ مِمّا
الأمُّ يا قيسُ لا تطبُخِ السّمّا
ولذلك أطلق عليه اسم "بحر شوقي!! وواضح تماماً أنَّ ما أشار إليه مستجير هو (بحرٌ مهمل) لم يَكتُبْ عليه أحدٌ أبداً. وهو وزنٌ لا ينطبق على وزن اللاّحق مالم يُحذف من آخره سببان وجوباً، هكذا:
مفعولُ مفعولُ مفعولُ مفْـ ....ـعولُ
/ه /ه //ه /ه //ه /ه //ه...../ه /ه
مستفعلن فاعلن فاعلن

وليست أبيات شوقي إلاّ على الوزن الرجزي -منفصل الشطرين-: (مستفعلن فعْلن * مستفعلن فعْلن) الذي أكثرَ منه الوشّاحون والمعاصرون، كما في قول الأعمى التطيلي:
دِنْ بالصِّبا شَرْعا = ما عشْتَ يا صاحِ
ونزّه السمْعا = عن منطق اللاّحي
وقول أبي ريشة:
أمشي على رسْلي = في مدرج الرمْلِ
حيران أستقصي = دربي وأستجْلي
والريحُ في سخْرٍ = منّي ومنْ ظـلّي
وممن تحدث عن هذا الوزن أيضاً؛ الأستاذ سليمان أبو ستة في دراسته القيّمة عن العروض، حيث تابع نازكاً الملائكة في تسميته "الموفور"، مشيراً إلى ذِكْر الجوهري والقرطاجني له، وإلى قصّة انبعاثه مرةً أخرى على يد نازك الملائكة. كما أشار أبو ستة إلى إمكانية وروده على الضرب (فالن /ه/ه) دون أن يضع له المثال، وإلى إمكانية وروده على الضرب (فاعِلانْ)، مستشهداً بقول محمود درويش:
الطفلة احترَقَتْ أمّها = أمامَها ، احترقتْ كالمساءْ
منبّهاً إلى سَبْق درويش لنازك الملائكة بالنظم على هذا الوزن، حيث صدر ديوانه " أحبّك أو لا أحبّك" عام (1972م)، أي قبل رسالة نازك إلى د.بدوي بعام واحد.
وسنلاحظ بعد قليل أن لسيد قطب قصيدة موشحة على هذا الوزن تسبق قصيدة نازك بما يزيد على خمسة وثلاثين عاماً، حيث يعود تاريخ نشرها إلى عام (1937م). بل لقد وجَدْتُ قصيدةً لعبد الباقي العمري (-1278هـ)، سبقت هؤلاء جميعاً، إذ يزيد عمرها على مئة وأربعين عاماً، خلطت بين المخلّع واللاحق. بل وجدت موشحة على وزن اللاحق لابن سناء الملك (608هـ)، وأخرى لابن خاتمة الأندلسي (-770هـ)، غير مستبعدين طبعاً أن يكون هنالك آخرون كتبوا على هذا الوزن قبل ذلك أو بعده.





والله يرعاك.