الأخت الفاضلة ريمه الخاني
أشكرك على اهتمامك في مجالات المدارس والتعليم , وأما بالنسبة للقولبة , فما هي إلا دليل على التفرقة والجمود والرجوع إلى القرون الوسطى بتفردها بالقوقعة وعدم الانفتاح إلى ثقافات غيرها , وهي دليل واضح على عنصرية ممقوته لا تحب الانفلات منها , أما من يدرس فلسفة التعليم ( وها هي بين أيديكم من كتاب الدكتور بوبكر جيلالي ) فلا بد من أن يتحول الإنسان من إنسان يدور حول نفسه إلى إنسان يريد أن يعرف أسرار حياته بتهذيبها ورفعتها للوصول إلى سعادتها ليسعد الإنسان غيره , وأنا اعتبر إن الفلسفة التربوية لا تختلف في أهدافها عن الاهتمام بالتربية النباتية لمعرفة كيف نغرس البذرة وكيف نسقيها وكيف يتم إنباتها وإشتالها ثم كيف تزرع بالمشتل وكيف تقلم وكيف يتم تغذيتها بالسماد وكيف ترش بالمواد التي تمنعها من الأمراض , وكيف تقطف ثمارها , وكيف تعلب وتصدر إلى بلدان أخرى , وهكذا الإنسان لا بد أن يمر بمراحل مشابهة من مهده إلى لحده , ولا يمكن أن يكون إنسان متكاملاً إلا بالعناية وهذه العناية لها نظريات فلسفية ينبغي إدراكها وتطورها حسب ما يرتضيه الشعب ليوافق كافة المبادئ والقيم والتعاليم الروحية , لنصل إلى مفهوم صعب وهو تعدد الشعوب وتعدد تلك القيم والمفاهيم لنقول بعد ذلك ــ إن فلسفة التعليم لا تخلو من الصعوبة ــ أشكر الدكتور جيلالي على فلسفته الوافية للتربية والتعليم , وأشكر الأديبة ريمه التي اهتمت بهذا الموضوع وعلقت عليه , تحياتي للجميع .