منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    حقيقة بطعم المأساة / مصطفى ابراهيم

    حقيقة بطعم المأساة / مصطفى ابراهيم
    7/10/2012


    ليس سهلا أن يقدم شاب في مقتبل العمر على اشعال النار في نفسه، امر قاس ان تتقبله النفس البشرية، ويبعث على الحزن والأسى لإقدام شاب على وضع حد لحياته في عجز واضح عن تحدي الذات والظروف التي يعيشها، وفقدان القدرة على الاحتمال، وهو يرى التناقض الحاصل في حياتنا، وغياب العدالة الاجتماعية.الأوضاع الاقتصادية قاسية والفقر تزداد معدلاته والبطالة تضرب اطنابها في صفوف الناس خاصة فئة الشباب، اشعال شاب النار في نفسه لا يحتاج لأن يقول لنا قائل إن ما قام به انتحار او حرام، فعندما يقدم شخص ما على فعل من هذا النوع يكون فقد الامل في ان يحقق الحد الأدنى لما يحلم به أي شاب في التعليم والعمل وحقه في مسكن ملائم، وبناء اسرة والعيش عيشة حرة كريمة.إحراق شاب نفسه يوم الجمعة 5/10/2012، ليس الحادث الاول وقد لا يكون الاخير، وما جرى يجب ان لا يمر هكذا من دون التوقف امامه، وغير كاف زيارة اهل الضحية وتقديم مساعدة مادية لعائلات الضحايا كما جرى في حادثتين سابقتين احدهما فقد حياته الشهر الماضي، هذا لا يحل ازمات الناس، والتكتيم اعلاميا أيضاً عن الحادث وحجب المعلومات والأخبار عن الناس خطير جداً، فمن حق الناس معرفة حقيقة ما جرى.الشاب يبلغ من العمر 22 عاما كان يساعد والده في محل لبيع الملابس، تراكمت عليه الديون جراء الاوضاع الاقتصادية الصعبة، باع بيته المتواضع وقام بشراء بيت اخر أكثر تواضعاً من الاول في منطقة اخرى لتسديد ديوانه.بيته الجديد، بيت مع وقف التنفيذ، جدرانه مبنية من الحجر ومسقوف بالزينكو، يفتقر لأي مقومات الحياة للعيش الكريم، هو مكان للسترة فقط.وعلى الرغم من تدهور الاوضاع الاقتصادية والمعيشية للعائلة، إلا انها تحتفظ بعزة نفس وكبرياء وأنفة والحفاظ على مظهرها العام، وكأن لا مشاكل اقتصادية لديها، ولا احد يشعر انها تعيش على الكفاف، وأفرادها يعيشون باحترام وتقدير لذاتهم وأنفسهم، وثقتهم بأنفسهم عالية، لكن بداخلهم حزن عميق وقهر، وشعور بالظلم جراء جور الايام وتداولها عليهم.كثيرة هي العائلات التي تعاني بصمت من دون ان يعرف حتى الجيران معاناتهم، والحكومة تفرض طوقا اعلاميا على المستشفى، وعلى الرغم من ان الناطق الاعلامي باسم وزارة الصحة فعل خيرا وتحدث عن الحادث بشكل اولي، لكن هذا غير كاف، من حق الناس معرفة كافة التفاصيل، فالأمر يتعلق بحياة انسان يصارع الموت.التكتيم وعدم الافصاح عن ما جرى ومنع الصحافيين من التغطية والكتابة عن تلك الحوادث، هو كمن يدفن رأسه في التراب، والحكومة يجب ان لا تخجل مما يجري، وتستطيع الحديث بشفافية، واستغلال الحادث كعادتها وتحميل الاحتلال المسؤولية عن ما يجري في قطاع غزة من حصار خانق وظالم، والحقيقة ان الاحتلال سبب رئيس في خنقنا وعقابنا جماعياً.لكننا نصر على ان نظهر للعالم ان قطاع غزة منطقة محررة، ونؤسس لدولة، وان تلك الحوادث عابرة وطبيعية وتحصل في أي دولة، ولا تؤثر على المسيرة في بناء الدولة، وأن الاوضاع المعيشية هي افضل من كثير من الدول المحيطة بنا.لا يا سادة الاوضاع صعبة، والحكومة يجب ان تعترف بمسؤوليتها عن الناس الذين يشاهدون التناقض في ما تعيشه الحكومة من مبالغة في المصروفات والاهتمام بالمظاهر والسيارات الحديثة التي تكلف الموازنة الكثير من الاموال، وآلاف العائلات المستورة، وربما في كل واحدة منها هناك شخص واحد يفكر في التخلص من حياته لفقدانه الامل بالحياة، ولا تستطيع توفير الحد الادنى من العيش الكريم.لا يكفي مطالبة الناس بشد الاحزمة والصبر والثبات والمقاومة، فالناس قدراتهم على الاحتمال مختلفة، ونحن نعيش ونرى بأعيننا ما تقوم به الحكومة، وما تضعه من خطط خمسيه وعشرية ومشاريع الاكتفاء الذاتي، وما تجبيه من ضرائب و 50% من موازنتها السنوية تعتمد على الايرادات المحلية، وما تقدمه اقل من الحد الادنى.الحكومة عليها اعادة النظر في خططها وموازناتها، ووضع خطة وطنية لتوفير الحماية الاجتماعية للفقراء والعاطلين عن العمل، وضمان توفير الحد الادنى من فرص العمل، والحد من نسب البطالة العالية، وإعادة دراسة حالات الناس الاجتماعية التي تتلقى المساعدات الانسانية والإغاثية، والعمل مع مؤسسات المجتمع المدني ومشاركتها والفصائل الفلسطينية التي تتحمل المسؤولية ايضا في قصورها ولنتشارك جميعا في وضع حد لهذا التدهور لتحقيق العدالة الاجتماعية.
    Mustafamm2001@yahoo.com
    mustafa2.wordpress.com
    mustafa2.wordpress.com

  2. #2
    أخي الأستاذ مصطفى إبراهيم , مقالتك هذه مؤثرة في النفس , ولها ما يبررها , فنحن شعب عربي واحد من المحيط إلى الخليج , كانت في العهد العثماني دولة واحدة , وحدودها مفتوحة , والتنقلات بها حرية تامة , وهذه البلاد من أقصاها إلى أقصاها قد فتحها جدي وجدك , وأجدادنا السابقون , وكل مدينة عربية هي لنا كعرب , وكل شبر من أرضنا العربية هي لنا كعرب , وكل قطرة بترول في داخل الأرض وخارجها , هي لنا كعرب , ومكة والمدينة هي لنا كعرب , والثروة هذه المكدسة في البنوك يجب أن تكون لنا كعرب , لأننا نحن الذين حررنا أرضنا العربية من الفرس والروم والصليبيين , ويجب توزيع الثروة العربية للعرب , فكيف يعقل أن تكون دولة عربية بحجم قبضة اليد تملك من الثروة البترولية تريليون من الدولارات , ودولة أخرى يموت أهلها جوعاً , لقد ماتت النخوة العربية , وتحكم الفكر الصهيوني بمصيرنا , ولا حول ولا قوة إلا بالله .

المواضيع المتشابهه

  1. الشرف/ مصطفى ابراهيم
    بواسطة مصطفى إبراهيم في المنتدى فرسان القانوني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-26-2014, 02:21 AM
  2. فقر تحت الصفر/ مصطفى ابراهيم
    بواسطة مصطفى إبراهيم في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-21-2014, 09:25 AM
  3. حول استدعاء الدكتور ابراهيم ابراش/ مصطفى ابراهيم
    بواسطة مصطفى إبراهيم في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-27-2013, 12:37 AM
  4. حقيقة بطعم المأساة / مصطفى ابراهيم
    بواسطة مصطفى إبراهيم في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-07-2012, 07:51 PM
  5. رسالة الى امي / مصطفى ابراهيم
    بواسطة مصطفى إبراهيم في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-06-2012, 01:53 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •