لسياحة أم إعلاء كلمة الله؟
المهند السبيعي – أبو رند
أقبل الصيف، وانتهى معظم الطلاب من مدارسهم وجاء موسم السفر هذا يريد لآسيا والآخر أوروبا وبعضهم أرادها في دول عربية، تنوعت الوجهات ولكن أتساءل مع نفسي وأطلبك منكم أن تتفكروا؟ هل يجوز لنا السفر في ظل ما يجري من طغيان على سوريا؟
تظن بأن السفر سيجلب لك السعادة؟ لا ورب الكعبة الذي تتقلب القلوب بين إصبعيه، هو من يبث السعادة في صدرك وهو من يذهب الكرب والضيق عن نفسك ... فلتحسن النية وتبرع بما تحبه من مال، قال تعالى: }لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّـهَ بِهِ عَلِيمٌ{ آل عمران : 92، وستجد في نفسك من بعدها سعادة العطاء وراحة الضمير ...
لا تخدعوا أنفسكم وتحقنوا ضمائركم ببعض المهدئات بحجة أنكم متعاطفون مع الشعب السوري، عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ليس المؤمنُ بالذي يشبعُ وجارُه جائِعٌ إلى جنبَيْهِ" صحيح الجامع 5382، وعن أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ ماتَ ولم يغْزُ ، ولم يُحَدِّثْ نفْسَهُ بغزْوٍ مات على شُعْبَةٍ منَ نفاقٍ" صحيح الجامع 6548، فإن فاتكم أجر الجهاد بالنفس فلا تحرموا أنفسكم من أجر الجهاد بالمال وتذكروا أن من جهز غازيا فقد غزا.
عن زيد بن خالد الجهني أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال :"من جهَّزَ غازيًا في سبيلِ اللهِ فقد غزا ، ومن خلَفَ غازيًا في سبيلِ اللهِ بخيرٍ فقد غزا" البخاري 2843
وأذكركم أن ما تنفقوه في سبيل الله هو الباقي وهو أنفس استثمار في بنك الآخرة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: أنهم ذَبَحُوا شاةً فقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما بَقِيَ منها ؟ قلْتُ: ما بَقِيَ منها إلَّا كَتِفُها. قال : بَقِيَ كلُّها غيرُ كَتِفِها" الترمذي 2470
ألغي جميع حجوزاتك –وإن كان هناك خسارة مترتبة على عملية الإلغاء- وآثر الأجر على السفر وتبرع بجميع ما خصصه للسفر للمرابطين في سوريا.
حتى لا يقول البعض ومن أنت أخي المهند حتى تفتينا ؟
قد طرحنا سؤالاً على شيخنا محمدعيد العباسي عن المسلمين الذين خصصوا مبالغا مادية معينة من أجل السياحة في فترة الصيف وكان سؤالنا: هل تصل درجة إنفاق الأموال على السياحة والترفيه في ظل ما يجري في سوريا بدلا من إنفاقها على المجاهدين في سوريا حد الحرمة؟
فقال نعم تصل حد الحرمة وعلى السورين بالخصوص تكون أكثر حرمة من غيرهم.
ثم طرحنا السؤال مرة أخرى على رابطة العلماء السوريين فأجابنا من عندهم الشيخ مروان عبد الرحمن القادري قائلاً:
"إن الجهاد في سوريا جهاد دفع لعدوان نظام كافر يعتدي ومن معه من الغزاة الخارجيين من شيعة إيران وحزب الشيطان وشيعة الخليج والعراق على المسلمين ، ويكون جهاد هؤلاء المجرمين واجبا بالنفس والمال وكل الوسائل الممكنة كل حسب تخصصه وقدرته وظروفه ،قال تعالى {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} (190) سورة البقرة،وقال تعالى {انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} (41) التوبة، وقال سبحانه {وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا} (75) سورة النساء
والسفر للسياحة مباح مالم تخالطه المعاصي ، والجهاد بالنفس والمال ....في سوريا واجب ، وإذا تعارض واجب مع مباح قدم الواجب وحينها يصبح السفر للسياحة معصية ، إلا إذا دفع من يريد السفر مالا للجهاد بقدر ما خصصه للسفر أو زيادة فلعل ذلك يخفف من معصيته ليصبح السفر خلاف الأولى والله تعالى أعلم
وقصة عثمان في إنفاقه على جيش العسرة مشتهرة حين حث رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين على الانفاق لتجهيز جيش العسرة في غزوة تبوك ، جهزهم يومئذ بثلاثمائة بعير بأقتابها وأحلاسها ثم حثهم فقتال عثمان علي ثلاثمائة أخرى بأحلاسها وأقتابها ، وعن عبد الرحمن بن سمرة أنه جاء يومئذ بألف دينار فصبها في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم:"ماضر عثمان ما عمل بعد اليوم مرتين" حديث حسن
ولم يؤثر فيما أعلم أن الجهاد بالمال يجب أن يكون به كله . والله أعلم"
وأخيرا أرسلنا نفس السؤال إلى موقع الشيخ المنجد (الإسلام سؤال وجواب) ولكنهم لم يردوا علينا حتى الآن.
كتبه ونقله لكم أخوكم أبو رند
لا تنسوا إخوانكم في سوريا من صالح الدعاء