الأستاذة ريمة الخاني أجيبك على السؤال الأول:

مصطلح الفكر العربي المعاصر شامل لكل أنماط التفكير في الثقافة العربية الإسلامية المعاصرة، وفي جميع قطاعات الحياة في عالمنا العربي والإسلامي، التفكير السياسي والتفكير الاقتصادي والتفكير الديني والتفكير العلمي والتفكير الإعلامي والتفكير الأدبي والتفكير العامي التفكير الفني والتفكير الفلسفي ...إلخ، النقد بصفة عامة فعل التفكير ومنه جاء التفكير النقدي، والتفكير النقدي يلازم كل أنماط التفكير الإنساني، والنقد نوعان: بناء وهدام، إيجابي وسلبي، النقد في فكرنا العربي المعاصر يتصف بما يتف به هذا الفكر، فهو:خالي من مكارم الأخلاق وغير قائم على الحوار البناء، في معظمه يكون نقدا لأجل النقد لاغير، والنقد مؤداه الحقيقة من جوانبها المختلفة، ولا يكرس التعدد في الرؤى والإثراء في المواقف واستمرار البحث، كما يفتقر إلى مقومات الروح الفلسفية المطلوبة في العملية النقدية والتي تنطلق من المشكلة بفتح الميم فحصر التصور أو التصورات للحل إن كثرت وهو ما يعرف بالصورنة، فإقامة الحجج والبراهين أو ما يعرف بالبرهنة، وفي سياق هذا المنهج والالتزام به، يتحقق الفعل النقدي في الفكر في أي مجال من مجالاته بتحليل الصورنة والبرهنة تحليلا يتميز بالدقة والعمق واليقين النسبي والوفرة المطلوبة، والوقوف على جوانب القوة وجوانب الضعف ومن خلال عرض البديل المقترح والخاضع للنقاش والمساومة على العقل والمنطق والتاريخ والواقع وعلى صاتئر مصادري الوعي والمعرفة في الماضي والحاضر، وموازنته بالبدائل المتاحة، فتكشف عوراته كما تظهر حسناته بالقياس إلى المتاح في التاريخ وفي الواقع وفي الوعي القائم وبالنسبة لاجتهاد العقل وإبداعه في إيجاد البدائل ومسوغاتها، وأهم ما ينبغي أن يتضف به الروح النقد السماحة والإيثار في البحث عن الحقيقة، والموضوعية والحياد في إصدار الحكم، الإيمان بنسبية الأحكام تفاديا للتعصب، وأورد في هذا المقال قولا لأحد العلماء المسلمين يعبر عن قمة الإثار في الحوار البناء والنقد الإيجابي:"ما ناظرت أحدا قط في حياتي إلا سألت الله بيني وبين نفسي أن يظهر الحق على لسانه".