بسم الله الرحمن الرحيم , مضى على هذا البحث الهام ما يقارب سنة تقريباً , قرأت كل ما أدلى به أساتذتنا الكرام , ولكن لم أر حلولاً ناجعة , وأرى أن البحث جدير بالتوسع والمناقشة لما له من فائدة كبرى , فلماذا سكتم وأنهيتم الموضوع , ؟
إخواني الكرام , إن هذا الموضوع له شعب كثيرة , بدايتها , (( الكاتب ولمن يكتب , والقارئ لماذا لا يكثر القراءة ,)))
أما الكاتب فهو يكتب بما يختزن من ثقافة ونوع هذه الثقافة , وعمق هذه الثقافة , والمدرسة التي أهلته سابقاً لنيل هذه الثقافة , فليس كل كتاب له قيمته اللغوية والعلمية , وليس كل كتاب يناسب القارئ الكريم , وليس كل كتاب يصل إلى أيدي القارئ , وهنا نستعرض الأفكار الموجبة الآتية .
نفترض أن الكاتب ألف كتاباً يناسب المستويات التعليمية والتثقيفية عامة , وكتابه يتمتع بسهولة المفردات والتركيز على توصيل الفكرة لذهن الكاتب , وخرج الكتاب من بين أيدي النقاد ناجحاً بفكرته العميقة التي تخدم المستويات كلها , وهنا نتساءل :
كم عدد النسخ التي يريد المؤلف أن يطبعها ؟
سؤال يجب أن نفهم المقصود منه , إنه إن كان يريد ستر أحواله , فلن يطلب أكثر من 500 نسخة , وهذا العدد كبير جداً , وما هو السبب في ذلك ؟
السبب لأن الكتاب غير مدعوم وزارياً , وليس له أي واسطة لدعمه , فينبغي على المؤلف أن يحمل كتبه على كتفه ليبحث عن دور النشر التي تستغله ولا يخرج الكاتب بأدنى فائدة , ولا يستطع إعادة أجرة المطبعة إلى جيبه , وإن اعتمد على نفسه ليغدو إلى المدارس أو إلى الجامعات , فإنه أي المؤلف الذي يمتهن مهنة بائع الكتب , سيخسر من جيبه أكثر من ثمن الكتاب بسبب غلاء أجرة المواصلات والتكاليف الأخرى , ومن هنا يصاب المؤلف بالإحباط , ولن يعود إلى التأليف مرة ثانية قط .
ثم لنفترض أنه باع كل النسخ ( 500 ) كتاباً , فكم نسبة القراء الذين يقرؤون كتابه , وهل يصل هذا الكتاب المميز إلى جل الطبقات المثقفة ؟ بالطبع لا , ومن هنا نحكم على أن عدد القراء يتضاءلون ولم نقل بأن عدد النسخ المطبوعة ضئيلة , بسبب سياسة المطبوعات والنشر ,
هذا جانب ينبغي أن يأخذ حقه في المناقشة لننتقل بعده إلى باب آخر ,,,, وشكراً