سيدي الفاضل والله تمتعت بردك ودفاعك القوي المستميت الوجيه واستفدت منه كثيرا فقط أنا أناقش الموضوع معك باعتبارك عالما بأحوال الشعر وعلم العروض وأنا لا أدافع عن أي موقف ولست متخصصا في الأدب ولست شاعرا.
أبدأ مما كتبت سيدي:
"وإن خسر الشعر بعض مواقعه في هذه الأيام , فإن العيب ليس في الشعر وإنما في الشعراء , فقد فقدَ هؤلاء اتصالاتهم بالجماهير
وبالحياة وابتعدوا عنها لاغترابهم وسلبياتهم وتهويماتهم ... وفقدوا اتصالهم بالشعر لابتعادهم عن روحه وعن موسيقاه وتحول الشعر بأيديهم إلى ألغاز وأحجيات بدعوى الحداثة"
ما يقال عن الشعر يقال عن اللغة العربية يقال عن الإسلام يقال عن مكارم الأخلاق يقال عن أي شيء ثمين يفقد قيمته لا في ذاته بل في أصحابه. وإن فقد شعر التفعلة بعض مواقعه تحت ضرابات الحداثة والتجديد لا كلها طبعا ولا يحدث هذا في اعتقادي كيف يُرد الاعتبار له من قبل رجاله وأنت واحد منهم نفخر ونعتز بك؟
أما الدعوة إلى التقليل من قيمة قصيدة التفعلة وربط ذلك بتكنولوجيا الاتصال والإعلام والإشهار المتطورة جدا تقوم على أن الشعر القديم كان له دوره سياسيا واجتماعيا تثقيفيا وإعلاميا هذه الأدوار لم يعد الإنسان في حاجة إلى الشعر لأداءها بل صارت تُنجز بوسائل وأدوات معاصرة متطورة جدا توفر الجهد والوقت وأصبح الشعر عامة للترفيه والتسلية وحتى مناهجنا التربوية لم تعد في العقدين الأخيرين تهتم بتريس الشعر في أطوار التعليم.
ما تعليقكم على الدعوة؟
وأنا متأكد بأن صدركم رحب يسع كل الأسئلة ومعذرة إن كنت أكثرت عليك أنت أستاذنا في الجزائر وفي فلسطين أرضا وروحا وفكرا وأستاذنا في عالمنا العربي والإسلامي حقا أنت موضع احترام وتقدير وفخر واعتزاز.