| البروانــــاه (2) |

[رغد قصاب]

| البروانــــاه (2) |

خرج السلطان الظاهر ركن الدين بيبرس من القاهره في رمضان من سنة 675 هـ قاصداً بلاد الروم (الأناضول) , و مما حصل له في هذه السنه أن إلتقي بالجيش الذي سيره ابغا ابن هولاكو إلي هذه الجهات و كان جيشاً كبيراً يفوق تعداده الـ 20000 جندي ما بين مغول و تركمان و جورجيين و كان عليهم خيرة نبلاء المغول و معهم البرواناه , و بعدما إلتحم الجيشين في الأبلستين (مدينة البستان – تركيا)؛ و سحق جيش المسلمين جيش المغول و ألحق بهم كل ذل بعدما أبلي الظاهر و فرسانه البلاء الحسن .

كان مجيئ الظاهر إلي بلاد الروم نتيجه لمراسلات بينه و بين البرواناه و أخذ كل منهم الضمانات من اللآخر حتي يتم الأمر بما يكون فيه المصلحه للجميع , لكن حقيقة هذه المراسلات انها لم تكن سوي جزء من الحيل السياسيه التي اتقنها البروانا علي طول حياته .

فالرجل و المملكه التي يقوم بأمرها – مملكة سلاجقة الروم – و السلطان الصغير الذي يحميه - غياث الدين كيكاوس - كانوا جميعاً واقعين في أسر خانات المغول الأوصياء عليهم ، و علي ما يبدو أن البرواناه لم يجد من يغثه سوي سلطان مصر القوي صاحب الأيادي البيضاء علي المغول، فما كان منه إلا أن إستدعاه كما ذكرنا .

و ما يظهر أن البرواناه كان يريد أن يكون هو ومملكته أكبر المستفيدين من الصدام ما بين المغول و المماليك بحيث ينهك الطرفان جراء صراعاتهما و يُظهِر البرواناه سلطان الروم في النهايه خصوصاً مع بعد بلاده عن مركزية الحكم المصري .

و ليتحقق له ما أراده فقد حث البرواناه أبغا للمسير للأناضول بعد هزيمة جيشه بحيث يتمكن من الإجهازعلي الجيش المملوكي الموجود بالبلاد و علي رأسه بيبرس، فلم يتأخر أبغا في الإجابه و خرج علي رأس جيش كبير قاصداً مباغتة الجيش و مس أثر الهزيمه و العار الذي لحق بسمعة جيوشه , و قد طلب بيبرس بعد دخوله بلاد الروم البرواناه ليلقاه بقيساريه معقل سلاجقة الروم ليوفي كل منهما عهده للآخر لكن البرواناه كان يتلكأ في الإجابه ففطن الظاهر بيبرس لما خطط له البروانه فخرج بجيشه عائداً للشام لأسباب عسكريه بحته، فقد كان بقائه بالأناضول بمثابة إنتحار له و لجيشه خصوصاً مع إنقطاع المدد الذي قد يأتيه سواء من مصر أو الشام .

بمجئ أبغا للروم يكتب الفصل الأخير من قصة البرواناه ، فما الأسباب ؟ و ماذا حدث بعد ذلك ؟ ... هذا ما نتناوله بإيجاز في منشور لاحق بإذن الله ... تابعونــــا .

________________________________________
* البروانــــاه (1) http://goo.gl/upiF5

أ.س

[رغد قصاب]

معين الدين (البروانـــــاه) الوزير السلجوقي الكبير ، رجل المكائد و السياسه .

كانت دولته مسرحاً للتصارع ما بين القوي العالميه الكبري في زمانه، فمن جهه كان يقف سلاطين المماليك المسلمين و من الأخري ينابذهم المغول أعداء الدين ... فإلي أي مصير اخذت هذا الأمير صنائعه ؟!

هذا ما نحاول ان نتعرض لجوانب منه في الحلقه الثالثه من موجز ترجمة ( البرواناه ) ... إنتظرونا بإذن الله اليوم .

_________________________________
* البروانــــاه (1) http://goo.gl/upiF5
البروانــــاه (2) http://goo.gl/c9FAa

أ.س