الدرس(11)
السياسة بين المحلى الضيق والاستراتيجى الكبير
اشرت فى المقدمة إلى نوعين من الدروس مازلت اتعلمهما ،النوع الأول لا يمكن استيعابه إلا بعد فترات زمانية كافية من ظاهرة التحولات المجتمعية و مضامينها السياسية والاقتصادية و الاجتماعية و العسكرية ، والنوع الثانى ممكن أن نتناوله من خبرتنا بالأحداث التى مرت ومازالت تمر بها الثورات العربية الحالية.
و ما تعلمته فى هذا النوع الثانى ومازلت اراجعه يلف و يدورحول السياسة ببعديها المحلى الضيق و الاستراتيجى الكبير و ما بينهما من تداخلات وتفاعلات و تشابك و خلط المحلى بالمحلى و المحلى بالقطرى ، و المحلى و القطرى بالعالمى فى طبخاتلا أعرف مذاقها لأن المذاق و نتيجة الطبخه لا تظهر سريعا.
وأنا فى حيرة من أمرى هل أكتب ما تعلمته حتى الآن من درس استراتيجى أولاً ، أم أكتب عن دروس السياسة على المستوى المحلى الضيق التى نسمع قصصه وحوادثه و فصوله من الإعلام وتوابعه، ونقرأ عنه مما ينقل ويبث بطريقة انتقائية ؟ أو نكرر ما يتناقل على الانترنت من حوارات فوضوية عقيمة فى أكثرالأحيان ، واختيار موضوعات و مقالات و عناوين تظهر تحيزات ضيقة لناقلها..تحيزات لإتجاه محلى ما لا يرى أبعد من أنفه؟
سأبدأ يإذن الله لتوضيح صورة عامة لمشكل أساسى لما يجرى تحت السطح فى الثورات الحالية ، ولم اصادف طرح جاد لهذه الإشكالية ، و بعد ذلك سأطرح تصور عام للعبةالسياسة من منظور استراتيجى للمنطقة و دول الجوار و دول العالم التى لها مصالح بمنطقتنا العربية ، على أن أعود مرة أخرى للحديث عن السياسة المحلية كما تجرى على الأرض بهدف ربط البعد المحلى الضيق ببعد الجوار الجغرافى و البعد العالمى.
( يتبع)