المدارس النحوية:
المدرسة البصرية:إن تاريخ مدرسة البصرة هو تاريخ النحو العربي ,وقد قدم ابن النديم نحويي الفطرة ,ثم نمت أصوله طبيعيا إلى أن كان عصر الخليل الفراهيدي جمع متفرقه وفصل قواعده وهذ مسائله,واعتمد أصلين:السماع والقياس.
وقد مال أصحاب تلك المدرسة للقياس حال لم يسعفهم السماع,وقد سارت في البصرة نزعتان إحداهما تقدس القياس والأخرى السماع.لكن المدرسة الكوفية لامذهب سماعها صحيح ولا مذهب قياسها منظم.
باختصار ابتدأت المدرسة البصرية بأبي أسود الدؤلي وانتهت بالخليل .
المدرسة الكوفية:
سمى أصحاب المدرسة البصرية على رجالها الكوفيين والتي لم تعرف من قبل إلا في القرن الرابع.
ويكاد ورود اسم الكوفيين مرة واحدة في كتاب المبّرد لايكفي,وربما كان تصرفا من النساخ.
وعرفت من قبل الكسائي والفرّاء,وكان منهج الكائي يقوم على الرواية والسند الصحيح ويعتمد النقل ويجانب الفلسفات الكلامية.
من خصائصها:لقد احترم الكوفيون ما جاء عن العرب,وحرروا الاستعمال اللغو من سطوة القواعد العامة الموضوعة.
لكنهم:وسعوا السماع ووسعوا في القياس وبلا سند مسموعومنها:قضية تقدم الخبر عن المبتدأ فحجبهم التعليل المنطقي..ولم يقبلوا ذلك فهم يدق بروح اللغة والبصريين أخضعوا ذلك للمنطق والفلسفة.
وضع الكوفيون مصطلحات مغايرة عن البصريين:فالصفة نعتا والعطف نسقا والتمييز تفسيرا والمضارع مستقبلا وكذا الأمر...
وزادوا الخلاف:وهو عامل (العامل هو الكلمة ممكنة الصرف) معنوي طبقوه في نصب المفعول معه والظرف الواقع خبرا والفعل المضارع المرفوع المنصوب بعد الواو أو الفاء المسبوقتين بنفي أو طلب ,وبعد أو كذلك في المضارع المرفوع مثال:
على الحكم الأتي يوما إذا قضى قضيته ألا يجوز ويقصد.وربما استوحوه من كلام الخليل عن الاستثناء وان يقول:إنما نصب المستثنى هنا في الأبواب التي عقدها للحال والتمييز كباب ما ينتصب لأنه قبيح أن يكون صفة.....ص 46
لكن البصريين اختصرواه بكلمة ظرف...
وقد وضع الكوفيين :أقيسة جديدة معتدين فيها بالشاذ أو النقل لا العقل فخف بذلك التأويل والتقدير ووضعوا مصطلحات خاصة عرفوا بها.
************
المدرسة البغدادية:
بعد تأسيس بغداد وتمصيرها للدولة العباسية ,ازدهرت الحضارة ,وانتقل إليها النحو الكوفي والبصري وسارا جنبا إلى جنب.فاجتمعت حسنات المنهجين فيها.
نضجت هذه المدرسة على يد الكسائي الكوفي والفرّاء حين انتقل إليها فبدأ باستخدام لفظة البغداديين.
وأول من ذكرها الاخفش..اطلقه على الكوفين وهناك من قال بأنهم خلطوا المذهبين وهنا استعمل لفظ المتاخرين للدلالة على الكوفين المستقرين في بغداد.
لكن هناك من اطلق عليهم ذاك الاسم لتمييزهم عن الكوفيين .
خصائصها:
- الخلط:عرفت بغداد النحو الكوفي قبل البصري إلا أن النحو البصري لم يعدم الفرصة فالغلبة كانت على يد الكسائي والفراء.
وبعضهم من اتهمه بالإفساد مثل أبي حاتم وأبي الطيب إفساد العلم وصرفه عن منهجه الصائب الدقيق.وقواعده المنظمة.
-الانتخاب:وهو الخروج عن دائرة التعصب والتبعية وتحكيم عقله وذوقه في عملية انتخاب الرأي الذي يلائمه.
والبصريون يقولون إن المصدر أصل المشتقات أما الكوفيون فالفعل عندهم هو الأصل قال:
بمثله أو فعْل أو وصف نُصبْ=وكونه أصلا لهذين انتخبْ
ويعني هنا أن الفعل والوصف مشتقان منه وهذا معنى قوله: كونه أصلا لهذين انتخب.
يتبع