السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهعلم التجويد هو تحديد لمواصفات قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته من بعده لكتاب الله ، وهو كتحديد مواصفات العروض من حيث الاكتشاف للمواصفات وليس التشابه بين هذا وذاك ، وللتوضيح نرجع للآيات التالية ففيها ومنها نكتشف الحقيقة :1- واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك . وكل الآيات التي فيها اتل ومشتقاتها .2- فإذا قرأناه فاتبع قرءانه .3-سنقرئك فلا تنسى .والفعل : أتل من تلا : يتلو ، أي أتى بعده ، ومن المعلوم أن سيدنا رسول الله لم يكن يقرأ ، وأن القراءن نزل عليه لسانا وأبلغه للناس لسانا كذلك ، فهو سمعه من جبريل عليه السلام وتلاه أي قرأه بتاليا عد جبريل الذي تلاه كما سمعه من الله تعالى على الوجه الذي سمعه منه جل وعلا ، فالله هو أول من أسمعه لجبريل ، وجبريل جاء ثانيا تاليا له على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .ومن المعروف أن العرب لم تكن تعرف أحكام التجويد من غنة وإخفاء وإظهار ومد وإقلاب .... الخ ، ولم يدخل شاعر أو خطيب أحكام قراءة على نصوصه ، فهذه الأحكام نزلت تطبيقا لا تسمية عبر قراءة جبريل عليه السلام ، وتثبيتها في قلب النبي عليه الصلاة والسلام .وأما سنقرئك فلا تنسى فلها معنيان ، الأول : سنجمع القرءان بقلبك حرفا لحرف ليكون كلمة ، كلمة لكلمة ليكون آية ، آية لآية لتكون سورة ، سورة لسورة ليكون قرءانا كاملا محفوظا من التغيير والضياع والتحريف ، والمعنى الثاني : هو سنجعلك تقرأ آياتنا كما قرئت عليك .وأما : فإذا قرأناه : فهو جمعناه في قلبك ، آيات وتشريع وأحكام .من هنا فأحكام التجويد جاءت توقيفية بالتطبيق ، فلم يقل النبي عليه الصلاة والسلام لصحابته هذه غنة وهذا مد لازم وهذه إمالة وتلك تمد عددا ما من الحركات ... الخ .فأصل علم التجويد موحى به تطبيقا ، وبعدها اجتهد العلماء لتوصيف قراءة النبي صلى الله عليه وسلم كما سمعها من جبريل عليه السلام كما تلاها عليه ربه جل وعلا .تحيتي .