بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة ريمة الخاني , وللأخ الشاعر عبدالرحيم محمود , لكما الشكر كله , ولكما الخير من عند الله كله , وأحمده سبحانه الذي جعلكما أول من يرد على مقالتي التي كررتها مراراً ليفهم بعض العروضيين ما معني العروض , وما هي خصائصه وما هي أولوياته , وما هي أغراضه , العروض والموسيقى توأمان , فعندما نذكر العروض علينا أن نوجه أذهاننا إلى زحافات العروض وأجزاء التفاعيل في الأضرب الشعرية لنوظفها وظيفة إيقاعية , وظيفة موسيقية منتظمة , ونبعدها عن القراءة العادية لكي يظهر الشاعر بإبداعة الوزني الموسيقي , فهو شعر موضوع للغناء من قبل أن يوجد العروض :
تغن بالشعر إما كنت قائله /// إن الفغناء لهذا الشعر مضمارُ
فكيف بالعروضيين عندما يقحمون أنفسهم ( جهلاً ) بالتطاول على أيات الله ليضعوها في موضع العروض والموسيقى , إنهم يجهلون خطورة ذلك , وكل همهم ليصلوا إلى شهرة البحث والإبداع الذي لا طائل منه سوى تشويه الحقيقة , ووقوعهم بالإثم بلا جدال في ذلك .
إن العروض هو العروض الذي وضعه الخليل بن أحمد الفراهيدي , بكل تفاصيله وتفاعيله وزحافاته وألقاب تفاعيله وبحوره / فمن شاء أن يكتشف وزناً جديداً بلحن جميل فلا يمنعه مانع من ذلك , أما أن يجعل من العروض دمية ترقص في كل علم من علوم الدنيا , فهذا يعني الجهل بالعروض من العروضيين أنفسهم , لأن الله سبحانه تحدى الإنس والجن على أن ياتوا بسورة منه فلم يفلحوا , فما بالك أنهم يحاولون الآن ( بجهلهم ) أن يصلوا إلى آيات الله بخداعهم الرامي إلى اكتشاف معجزة القرآن .
إن معجزة القرآن ليس أن تجعلوا من آياته ( الفاصلة الشعرية , أو استعمال الزحافات العروضية ) لأن ذلك لا يقبله التجويد بأي حال , ولأن علم التجويد جاء ليمحق انتظام الوحدات الإيقاعية للشعر وفنون الشعر وإيقاع الشعر وضلالة موسيقى الشعر , وعلينا أن ننزه آيات الله من كل هذه الخزعبلات الضالة , وكل من أتى بها فهو ضال ويحتاج إلى هداية من ربه , لكي يتوب عن فعلته البشعة , وعن أفكاره الضالة .
إن للمدود في الآيات أزمنة لا تتعداها لكي تبتعد الآيات عن الشعر , وإن للحركات في أحكام التجويد مدد زمنية لا يقبلها العروض في انتظامه الموسيقي , لكي تبتعد الآيات عن قواعد العروض , ومثال ذلك , لا يجوز أن نقرأ سورة الإخلاص من غير أن نخضع حرف الدال إلى حكم ( القلقلة , فهل للعروض قاعدة القلقلة ؟ ( قل هو الله أحد , الله الصمد , لم يلد ولم يولد , ولم يكن له كفواً أحد )
وإن وجدنا أي أيه من آيات الله تتماشى لفظاً مع تفاعيل الخليل , فمن الخطأ أن ننسبها إلى العروض أو إلى الشعر , مثال ذلك قال تعالى : ( من شر الوسواس الخناس ) هل يحق لنا أن نلحق هذه الآية إلى وزن الخبب ؟ وأي خبب هذا ؟ إن معنى الخبب هو الإسراع في السير , إي الإسراع في انتظام الحركات , وهل يجوز لنا أن نسرع بهذه المقاطع اللفظية لتلحق بالخبب , وهل يجوز أن نلحق الآيات التي قبلها لنجعلها تفاعيل مهملة لوزن الدوبيت , أيها العروضيون , متى تفيقوا من جهالتكم , وماذا يعمل التجويد بهذه المقاطع ؟ , ألم يبعدها عن الإنتظام الوزني لكي يبقى التجويد له خصوصية , وللعروض خصوصية ؟
انظروا ما ذا قلت لكم في هذا البحث وعلى الرابط الآتي :
http://www.omferas.com/vb/showthread.php?t=42017
لكم مني أغلى تحية , وأشكر كل من قدم نصيحة لبعض العروضيين للكف عن تشبيه أحكام التجويد بالعروض .
أخوكم / غالب أحمد الغول