ذكرتني قصة الصحابي أنس بن النضر بالمجاهدين في سوريا، وما يحدث لهم من تعذيب وتمثيل بجثثهم وحرقها فدفن الكثيرون منهم وهو مجهولون الهوية، فلا من دفنهم يعرف من هم ولا أهلهم عرفوا ما إذا كان قريبهم معتقلا أم مختطفا أم مقتولا ... أحببت مشاركتكم ببعض آثار هذا الصحابي الذي رأى بعض الصحابة أن الآية (مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ) نزلت فيه، وأراها تنطبق على كثير من الجهابذ الأبطال – المجاهدين في سوريا -
قال أنس بن النضر: "أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غِبت عنه أما والله لئن أراني الله مشهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرين الله ما أصنع"
فشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد من العام القابل فاستقبله سعد بن معاذ فقال يا أبا عمرو أين؟
قال واها لريح الجنة أجدها دون أحد فقاتل حتى قتل فوجد في جسده بضع وثمانون من بين ضربة وطعنة ورمية
القصة أعلاه رواها مسلم 1903
وقد مثل به المشركون انتقاماً مما صنع بهم حتى لم يعرفه أحد إلا أخته الرُّبَيّع عرفته ببنانه بعد أن نادوها لتتفحصه لأنهم ما عرفوه وشكوا أن يكون هو حين تفقدوه وما وجدوه.
عن أنسِ بنِ مالكٍ رضيَ اللهُ عنهُ قالَ : نُرَى هذهِ الآيةَ نزلتْ في أنسِ بنِ النضرِ} مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ{ البخاري 4783
وروى البخاري بسنده (2703) عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن الربيع (وهي أخت الصحابي أنس بن النضر) كسرت ثنية جارية فطلبوا الأرش وطلبوا العفو فأبوا فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم بالقصاص فقال أنس بن النضر أتكسر ثنية الربيع يا رسول الله لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها فقال(يا أنس كتاب الله القصاص) فرضي القوم وعفوا – أي عفوا عن الربيع أخت أنس- فقال النبي صلى الله عليه وسلم”:إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره» زاد الفزاري عن حميد عن أنس: فرضي القوم وقبلوا الأرش”
)الأرش( بوزن العَرْش, هو المال المؤدى إِلى مجني عليه, أو وليه, أو وارثه, بسبب جناية على ما دون النفس من الأعضاء, مما ليس فيه دية كاملة.
منقول للفائدة – أخوكم أبو رند
لا تنسوا إخوانكم في سوريا من صالح الدعاء