قال الإمام ابن هشام فى المغنى": وقد حمل بعضهم على هذه اللغة ((ثم عموا و صمّوا كثيرٌ منهم)) , و (( وأسروا النجوى الذين ظلموا)) , وحملها على غير هذه اللغة أولى لضعفها".

وحُمِل عليها أيضاً قول النبىّ _صلى الله عليه و سلم_((يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل و ملائكة بالنهار))
قال ابن عنقاء فى غرر الدرر":والأوجه فى الحديث أن (ملائكة) بدل من (واو) يتعاقبون , ثم كونه مبتدأ وخبره جملة (يتعاقبون) ؛ لأنّها ليست من لغة قريش ولا الخطاب لبعض أهلها فيخاطبه _صلى الله عليه و سلم_ بلغته , ولأنّها لقلتها نصّوا على ضعفها فلا يخرّج عليها القرآن و الحديث ما أمكن".
ويستعملها بعض الناس حتى الآن بلغتهم (العامية)
بقول صغارهم : ضربوني الأولاد ,
سرقوني الحرامية
فهل يجوز أن يُحمل عليها بغير ضعفٍ ما يحتمل ذلك من الآي، نحو (ثم عموا وصموا كثيرٌ منهم) ونحو (وأسروا النجوى الذين ظلموا)
أم أن الأمر مختلف بالنسبة للقرآن؟
-
لا مانع من حمل الآيتين على هذه اللغة؛ لأن الحمل هو نوع من التخريج والأمر فيه واسع.

والذين ضعفوا هذه اللغة تأولوا الآيتين على أوجه سائغة أيضا.
-وهل يتأولون الأحاديث على هذه الأوجه السائغة؟

وهل الإعراب السابق لهذه اللغة يصح أن نقول بفاعلين في الإعراب : ( الواو علامة الجمع في محل رفع فاعل ) والبراغيث ( فاعل )؟.
-قال الإمام الكرجي القصاب : (( مَنْ لَمْ يُنْصِفْ خُصُوْمَهُ فِي الاحْتِجَاجِ عَلَيْهِمْ ، لَمْ يُقْبَلْ بَيَانُهُ ، وَأَظْلَمَ بُرْهَانُهُ ))
-الذي أراه أنها معذورة في ذلك، بل فعلها صواب.
لأن هذه اللغة - المتنازع في صحتها - لا ينبغي للطالب أن يسلكها، وإنما عليه سلوك الجادة المعروفة.
وهذه اللغات النادرة إنما تصلح عند تخريج كلام أهل الفصاحة، أما أهل هذا الزمان فليس لهم منها نصيب.
والله أعلم
-يقول ابن جني في الخصائص:
(وإن شذ الشيء في الاستعمال وقوى في القياس كان استعمال ما كثر استعماله أولى، وإن لم ينته قياسه إلى ما انتهى إليه استعماله. من ذلك اللغة التميمية في (ما) هي أقوى قياسا وإن كانت الحجازية أسير استعمالا (..) إلا أنك إذا استعملت أنت شيئا من ذلك فالوجه أن تحمله على ما كثر استعماله، وهو اللغة الحجازية، ألا ترى أن القرآن بها نزل..).
هذا في لغتين صحيحتين، إحداهما أكثر استعمالا من الأخرى. فكيف بلغة تنازعوا في صحتها أصلا، ومن صححها وأثبت نسبتها لبعض العرب، لم ينازع في كونها نادرة مخالفة للجادة المطروقة؟

وفي المزهر للسيوطي نقلا عن ابن جني أيضا:
(.. فإن قلت إحداهما جدا، وكثرت الأخرى جدا أخذتَ بأوسعهما رواية وأقواهما قياسا. (..) فالواجب في مثل ذلك استعمال ما هو أقوى وأشيع، ومع ذلك لو استعمله إنسان لم يكن مخطئا لكلام العرب، فإن الناطق على قياس لغة من لغات العرب مصيب غير مخطئ، لكنه مخطئ لأجود اللغتين؛ فإن احتاج لذلك في شعر أو سجع فإنه غير ملوم ولا منكر عليه).

وعليه فإذا كتب طالب في هذا العصر مثلا:
(يجمعون الطلابُ كتبهم ولم يطوي الأستاذ بعدُ صفحت المجلس)
ما أظن أستاذ عربية يقره على ما كتب، مع أن توجيه كل ذلك في لغات العرب وارد.
ومثل ذلك لو قال: (با اسمك؟) أو (نِكتبُ الدرس) الخ

والمقصود أن لغات العرب واسعة جدا، وليست كلها على نفس درجات الصحة والفصاحة، وتجويز جميعها للطلاب دون تمحيص ولا تدقيق، فتح لباب فتنة، وجلب لشر عظيم على العربية وأهلها.
-كنا في المحظرة يوما و كان أغلب الطلاب يدرسون النحو فسمعت خادمة لشيخ المحظرة تقول
(أَعْطِ كَاسُ للشَّيْخْ) أي اعط كأْسَهُ للشيخ فاستغربت حيث أن هذه اللهجة ماسمعتها من قبل فقيل لي أن أهل تلك المنطقة دارجون عليها
بوركتم ياحراس الإسلام و حماة العقيدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=75971