إلى الذين يحفظون المتون ويقصرون في استخدام العقول..
من أوليات المحاججة الملزمة عند العقلاء ما يلي..
1 – لا يجوز إلزام المحاجَج بما لم يُلْزِمْ به نفسَه، إلا بعد ثبوت بطلان ما ألزمَ به نفسَه..
2 – لا يثبتُ بطلان ما ألزمَ به المحاجَج نفسَه بتعارضه مع ما ألزمَ به المحاجِجُ نفسَه، بل بملزِماتٍ توافقية من خارج ما ألزم به المحاجِجُ والمحاجَجُ نفسيهما..
3 – في حال الاختلاف بين محاجَجٍ ومحاجِج، يستمران في التراجع في الحُجَج والأدلة الثابتة عند أيٍّ منهما دون الآخر، إلى أن يصلا إلى نقطة انطلاقٍ مشتركة ينطلقان منها في مسيرة المحاججة..
4 – في حال عدم الوصول إلى أيّ نقطة انطلاق مشتركة، فهذا يعني أن الحوار بين الطرفين مغلق الأفق ولا قيمة ولا معنى له، والأفضل ألا يتحاورا..مع الأسف لم أجد في تعليقات ومداخلات الأستاذ الفاضل "الزغبي" أيَّ التزام بقواعد المحاجَجَة التي يلتزم بها العقلاء، فهو..
1 – يلزمني بما لا ألزم به نفسي قبل إثباته لبطلان ما ألزم به نفسي..
2 – وهو عندما يحاول إبطال ثوابتي التي ألزم بها نفسي يفعل ذلك فقط بإظهار تعارضها مع ثوابته هو منطلقا من بطلان أي تعارضٍ معها..
3 – وهو لا يلزم نفسه بالتراجع في الحجج إلى الوراء كي يرى أين يمكننا أن نلتقي في نقطة مشتركة لنبدأ الحوار..
وهذا ليس منهج حوار أو محاججة في عرفِ كلِّ العقلاء..
لذلك أعتذر عن مواصلة أيِّ حوار من هذا النوع..
فأنا لا أحب المراء والجدل غير الموصل إلى حقيقة بمنهج محاججة "عاقل" ومنطقي ومنصف وملزم يقره طرفا الحوار..
وأكتفي بإحالة الأستاذ "الزغبي" إلى كتابي "تجديد فهم الإسلام"..
مؤكدا على أنني مستعد لمحاورته بعد قراءته إذا أعلن استعداده الالتزام بقواعد المحاججة الأربع السابقة..
مع خالص التقدير له ولك سيدتي..
وعتبي عليه بسبب إفراطه في إطلاق التهم والأوصاف والأحكام عليَ، وهو ما لا أظن أن ديننا العظيم يسمح به خلال التحاور أيا كان مستوى الاختلاف..
أسامة عكنان