إن من أبشع أنواع الاجتزاء غير البريء ما مارسه الكاتب في حق نص من نصوصي عندما نقل هذه الفقرة..
هؤلاء الصحابة – أيضا – وهم الذين زهدوا في الدنيا ومتاعها، وفي تحري الحق والعدل والإنصاف، كما يُرْوَى عنهم، عندما لا يتعلق الأمر بتسجيل وتوثيق الفتنة!! تكالبوا على الدنيا ومتاعها خلال أقل من عقدين من الزمان بعد موت معلمهم وقائدهم، فتنافسوا على أرض السواد في العراق، وتحول الكثيرون منهم إلى إقطاعيين لا يقلون بشاعة عن إقطاعيي أوربا في القرون الوسطى، وتعاملوا مع "مصر" باعتبارها بقرة حلوبا لنزواتهم ورغباتهم ولثرائهم، مستغلين حب الناس لهم بموجب صحبتهم للنبي الكريم، واقتتلوا من أجل المال ومن أجل السلطة، واتهم بعضهم البعض الآخر بالنهب والسلب، وتمرد بعضهم بلا حق على السلطة الشرعية، وتساهل آخرون في تطبيق العدالة وإقامة حدود الله.. إلخ.
ليرد عليها باعتباري اتهم هؤلاء الصحاب بما ورد في الفقرة.. دون أن يكون علميا إلى الحد الذي يجعله ينقل أنني كنت في نصي أستكثر على هؤلاء الذي رباهم القرآن والرسول أن يكونوا كذلك وبالتالي أستكثر أن يتسببوا في الفتنة بالشكل الذي وردنا والذي حاولت أن أقول أن قبولنا برواية الفتنة هي التي تعني أن الصحابة كانوا كذلك وهو ما أرفضه لنفس الأسباب التي أوردها الكاتب المحترم لذلك رفضت في حقهم رواية الفتنة البغيضة..