منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 34
  1. #11
    عشاق الكتب
    محمد عيد الخربوطلي
    من المعروف أن الكتاب أفضل ما أبدعه الإنسان، وهو وسيلة تعامل وتخاطب بين الشعوب، وقد عرف عن الأقدمين حبهم للكتاب فجمعوه واعتنوا به، وخزنوه في مكاتب عامة وخاصة, سواء كتب على الطين أو الحجر أو البردي أو الرق أو الورق.
    وقد كشفت الحفريات في العراق وفي غيرها من بلدان الحضارات القديمة عن خزائن ترتقي إلى عصور بعيدة العهد ، وفي إبلا عثر على /16/ ألف رقيم مسماري يشكل أقدم وأضخم مكتبة وثائقية في تاريخ البشرية تعتبر موسوعات كاملة من أبواب المعرفة, ويعود تاريخها إلى الألف الثالث قبل الميلاد. وبمرور السنين كثرت الكتب في المعابد والمدارس ودور الملوك والأمراء وأعلام الناس فصارت المكتبات تزخر بنفائس التآليف من مختلف العلوم الآداب والفنون لأن الكتاب له قيمته وأهميته باعتباره القناة الوحيدة لنقل العلم والمعرفة، والفنون والثقافة بين الشعوب، وثقافة الكتاب باقية، ومهما أخرج لنا العلم الحديث من اختراعات واكتشافات، سيبقى للكتاب مكانته وللقلم إبداعه، وأينما يكون العلم لا بد أن يكون الكتاب موجوداً محترماً ومقدراً ، فمن دون الكتاب أو الكلمة أو الحرف لا وجود للحياة، ففي البدء كانت الكلمة، وواقعنا الذي نعيشه يؤكد أن الحرف مازال سيد الكلمة، وأن الكلمة المكتوبة والمطبوعة مازالت تحتل مكان الصدارة في حياتنا.
    والكلام على المكتبات في العصور المختلفة أمر يطول شرحه، ولكن أتكلم عن – عشاق الكتب- فقد اهتم الكثير بجمع الكتب من ملوك وأمراء ووزراء وعلماء وأدباء ،و أولعوا في جمعها واحترازها، ولهم في ذلك قصص وأخبار غريبة.
    فقد كان الخلفاء في بغداد والقاهرة وقرطبة يفاخرون بجمع الكتب ، ويعد الحكم المستنصر الخليفة في الأندلس من أكبر عشاق الكتب ، فكان يبعث رجالاً إلى جميع بلاد المشرق ليشتروا له الكتب عند أول ظهورها، وكان فهرس كتبه أكثر من أربعين مجلداً.
    وفي مصر عرف الخليفة العزيز بولعه في جمع الكتب فكان في مكتبته الكتب النادرة ، فقد ذكر عنده كتاب – العين- للخليل بن أحمد الفراهيدي ، فأخرج لهم من مكتبته نيفاً وثلاثين نسخة كاملة منه، ومنها نسخة بخط المؤلف، وحمل إليه رجل نسخة من تاريخ الطبري، اشتراها بمائة دينار، فأخرج لهم أكثر من عشرين نسخة من تاريخ الطبري إحداها بخط المؤلف، حتى قيل إن مكتبته حوت بين جنباتها وعلى رفوفها أكثر من مليون ونصف المليون مجلد من الكتب.
    ومن عشاق الكتب الجاحظ ويعد من أكبر عشاق الكتب المولعين بها، وقد جمع مكتبة عامر بالكتب النادرة النفيسة ، وقال بعض المؤرخين أن كتبه أدت إلى موته، فقد كان من عادته أن يصفّ كتبه فوق بعضها محيطة به فسقطت عليه فقتلته.
    ومن عشاق الكتب الفتح بن خاقان وزير المتوكل ، فقد أغرم بجمعها فصار عنده مكتبة عامرة جليلة القدر في سامراء.
    وكان أبو المطرف قاضي قرطبة من عشاق الكتب ، فقد جمع منها في كافة العلوم ما لم يجمعه أحد من أهل عصره بالأندلس ،وكان له ستة وراقين ينسخون له دائماً وكان إذا علم بكتاب حسن عند أحد من الناس طلبه ليشتريه منه وبالغ في ثمنه.
    ومن طريف ما يحكى عن بعض عشاق الكتب أن السجستاني من شدة عشقه للكتب كان يلبس ثوباً له كم عريض وكم ضيق ! فقيل له لم ذلك؟ قال: الواسع للكتب والآخر لا أحتاج إليه.
    وبلغ من شدة عشق ابن لهيعة للكتب أنه عندما احترقت مكتبته في مصر سنة 169هـ اغتم ومرض ومات بسبب ذلك، وجاء في كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسام الشنتريني أن الأديب الكاتب أحمد بن عباس، كان كاتبا عند زهير العامري صاحب المرية قتله صاحب غرناطة باديس بن حبوس 427هـ، 1036م ، وكان جماعاً للكتب حتى صار عنده ما لم يكن عند ملك، قال وراقه أنه أحصاها قبل مقتله بسنة فبلغت المجلدات أربعمائة ألف، أما الدفاتر المحزومة فلم يقف على عددها لكثرتها ، وفي محنته كان حريصاً قبل كل شيء على كتبه، وطلب من قاتله أن يعتني بكتبه، وبلغ عشق الجغرافي الأندلسي أبو عبيد البكري للكتاب أنه كان يمسكه في سباني الشرب وهي مناديل من رفيع الكتان إكراماً لها وصيانة.
    وكان بعضهم لا يبيع كتاباً من مكتبته إلا لشيء عظيم فيخرجونه بشق الأنفس وروحهم معلقة فيه.
    فقد ذكر ابن خلكان في وفيات الأعيان أن أبا الحسن الفالي الأديب كان عنده نسخة من كتاب-الجمهرة- لابن دريد في غاية الجودة، فدعته الحاجة إلى بيعها، فاشتراها الشريف المرتضى بستين ديناراً ، وتصفحها فإذا بها أبياتاً بخط بائعها تقول:
    أنست بها عشرين حولا وبعتها
    وما كان ظني أنني سأبيعها
    ولكن لضعف وافتقار وصبية
    فقلت ولم أملك سوابق عبرتي
    وقد تخرج الحاجات ياأم مالك
    لقد طال وجدي بعدها و حنيني.
    ولو خلدتني في السجون ديوني.
    صغار عليهم تستحيل شؤوني.
    مقالة مكوي الفؤاد حزين.
    كرائم من ربٍّ بهنَّ ضنين.

    فأرجع له النسخة وترك له الدنانير.
    وهذا أبو أيوب الشاذكوني يفدي كتبه بنفسه لأنها كانت عنده أغلى من كل شيء ، كان في طريقه لأصبهان ، فنـزل المطر ,ومعه كتب، فلم يجد سقفاً يحمي نفسه وكتبه من البلل فانكب على كتب يحميها وعرض نفسه للبرد والمطر, ورحم الله ابن الحداد الوادي آشي عندما قال في حسنات الكتاب معبراً عن حبه وتعلقه فيه:
    ذهب الناس فانفرادي أنيسي
    صاحب قد أمنت منه ملالا ً
    ليس في نوعه بحي و لكن
    و كتابي محدثي و جليسي
    و اختلالا ً و كل خلق بئيس
    يلتقي الحي منه بالرموس


    إنه الكتاب خير جليس في أي زمان ومكان.ونعم الذخيرة والعدة، والبستان الذي يجلو العقل ويشحذ الذهن ويحي القلب ويقوي القريحة ويبعث نتائج العقول ويمتع في الخلوة ويؤنس في الوحشة ويضحك بنوادره ويعطي ولا يأخذ

    Continue Reading





    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #12
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عيد خربوطلي مشاهدة المشاركة
    ليون كايتاني (1869 ـ 1926)
    مستشرق إيطالي جمع مكتبة في التاريخ
    الإسلامي لا مثيل لها في العالم


    محمد عيد الخربوطلي
    عرفت في إيطاليا عائلات عريقة خرج منها الأمراء والعلماء ورجال الدين، ومن هذه العائلات عائلة الأمير ليون كايتاني (1869 ـ 1926)، فمنذ أكثر من ألف سنة كان بيت هذا الأمير في روما يخرج عظاماً في الدين والسياسة، وكان منهم البابوات والأمراء والقادة.
    أنجبت هذه العائلة عام 1869 ولداً دعي ليون كايتاني، درس في مدارس روما، ثم دخل جامعتها وتخرج من كلية الآداب، واهتم بتاريخ الدراسات الشرقية في إيطاليا وصلاتها بالشرق، كما اهتم بالبحوث العربية الإسلامية، وتراجم العرب وتاريخهم وأدبهم، فأتقن سبع لغات (الإيطالية، والفرنسية، والإنكليزية، والألمانية، واللاتينية، والفارسية، والعربية).
    كثرة إنفاقه على العلم:
    قدرت ثروته قبل حرب (1914 ـ 1919) بحوالي خمسة ملايين دينار إيطالي ذهبي، غير ثروة زوجته الأميرة، كان ينفق منها على العلم في السنة عشرة آلاف جنيه.
    وأنفق على ثلاث بعثات علمية أرسلها إلى مناطق الفتح العربي لرسمها جغرافياً وطبوغرافياً، وجمع المصادر من اللاتينية والسريانية والعربية، وتناولها بالنقد والتحليل لتحقيق أخبار المصادر العربية التي لم تنشر بعد، وتحديد ما ينبغي الرجوع إليه منها لمعرفة كل حادثة، كما أرسل تجارب المطبعة على المختصين بالفتوحات العربية ليدققوها وأخذ ملاحظاتهم عليها.
    كما رحل كايتاني بنفسه إلى الهند وفارس ومصر والشام، ووقف على وادي اليرموك ليطلع بنفسه على مكان المعركة الفاصلة بين العرب والروم.
    وكان في مكتبته ثلاثة باحثين من المستعربين المهتمين بالمشرقيات، ينقلون له ما يتعلق بما يصنعه، ثم هو ينظر فيما ينقلون.
    وبعدما نشر مصنفه الكبير نشراً أنيقاً محلى بالرسوم والخرائط المفصلة، وزعه على العلماء والدوائر العلمية.. بعد كل ذلك.. أفلس!
    مكتبة كايتاني:
    عندما أحرز حظاً من العلم والآداب وضع كتاباً في التاريخ الإسلامي بالإيطالية قبيل الخامسة والعشرين من عمره، يغني عن كثير من الكتب، ويرفع كثيراً من المشاكل في تاريخ العرب الذي أدهش العالم، فجمع لذلك مكتبة ضخمة باللغة العربية وغيرها من المخطوطات مما كان مبعثراً في مكتبات أوروبا وغيرها، فجاءت مكتبة قلَّ نظيرها في الشرق والغرب في موضوع التاريخ الإسلامي خاصة، وبالآداب الشرقية، وكان قد استنسخ كثيراً من مكتبة الأب آسين بلاثيوس فيما يخص مشاريعه.
    قال عنه المستشرق الألماني (مارتين هارتمان).. لقد جمع في مكتبته صور مخطوطات صوَّرها بالتصوير الشمسي من خزائن العالم، فيها ما خلفه الثقات من مؤرخي العرب في تاريخ الإسلام مما لم يطبع حتى الآن، فمن زار مكتبة.. فكأنما رأى جميع تواريخ العرب المحفوظة في خزائن الغرب إلى اليوم.
    ويؤكد محمد كرد علي أنه جمع كل مصادر التاريخ الإسلامي مخطوطه ومطبوعه، إذ صور المؤلفات العربية القديمة في هذا الموضوع، وجمعها من أطراف الأرض كلها، وجعلها على أشرطة وصور من الخزائن الخاصة والعامة، ورصفها واحداً بعد واحد في ترتيب تاريخي على رفوف جعلها لهذا الغرض، واصطاد كل ما يطبع في التاريخ من حواضر الغرب منذ ظهور الطباعة بالعربية في الغرب.
    نهاية مكتبته:
    أوقف ليون كايتاني مكتبته الضخمة على مجمع لنشاي العلمي الإيطالي، وفيها بالإضافة للكتب 200 ألف جذاذة جاهزة لاستئناف التصنيف.
    ولم توضع مكتبته في المستودعات كما أنها لم تهمل.. إنما جاء مستشرقون آخرون وعملوا على تصنيفها وأرشفتها وفهرستها ودراستها، فمن ذلك:
    ـ وضع جوزيين جابرييلي (1872 ـ 1942) المستشرق الإيطالي، وأمين مكتبة مجمع لنشاي فهرساً للمخطوطات الشرقية التي أوقفها الأمير كايتاني على المجمع، وطبعه عام 1910م.
    ـ ووضع أيضاً فهرساً لمجموعة المخطوطات الإسلامية الخاصة بكايتاني، ونشره في روما عام 1926.
    ـ في عام 1934 كتب كارلو نللينو عن مخطوطات عربية خاصة في تاريخ اليمن، وهي التي أوقفها كايتاني على مؤسسة كايتاني التي أنشئت عام 1924، وهي متخصصة بالدراسات الإسلامية، وتتعاون المؤسسة مع مجمع لنشاي في نشر المصنفات والمدونات والأبحاث المقلقة بالشرق الإسلامي، كما تسعى المؤسسة لإنشاء مراكز ثقافية للشرق الأدنى.
    ـ فهرس إيطالو بيتزي (1849 ـ 1920) أستاذ الدراسات الشرقية ولاسيما الفارسية وله فيها مؤلفات عديدة، المخطوطات الفارسية التي وهبها الأمير كايتاني لمجمع لنشاي، ونشر الفهرس في المجمع عام 1912.
    آثاره:
    نشر كاتياني كتباً لغيره وصنف كتباً لنفسه، فقد نشر بالعربي:
    ـ كتاب تجارب الأمم لمسكويه، وصدره بمقدمات مفيدة، وذيله بفهرس ضخم.
    ـ ونشر مخطوطاً عربياً مجهول المؤلف بعنوان (غرر السير) في عام 1910، في المكتبة البودلية.
    أما في التأليف فيعد بمؤلفاته أكبر مستشرق في التاريخ العربي، كما عُدّ مرجعاً صحيحاً لكثير من العلماء لما اشتهرت به مؤلفاته بالعمق والسعة والدقة.
    ومن مؤلفاته:
    ـ نمو الشخصية الإسلامية، طبعه عام 1911.
    ـ انتشار الإسلام وتطور الحضارة، نشره عام 1912 في بولونيا.
    ـ تاريخ البحر الأبيض المتوسط والشرق الإسلامي من 133 ـ 144هـ، في 334 صفحة، نشره في مؤسسة كايتاني (مجمع لنشاي) روما 1923.
    ـ دراسة التاريخ الشرقي وهو سيرة الرسول الكريم، نشره عام 1914 في ميلانو.
    ـ حوليات الإسلام، ألفه بالإيطالية، وطبع منه (1905 ـ 1908) ثمانية مجلدات ضخمة محلاة بالرسوم والخرائط المفصلة، انتهى فيه إلى سنة 40 هـ، وكان يرجو أن يفسح من أجله ليكمل القرن الهجري الأول في 25 مجلداً.
    ويقول محمد كرد علي.. أنه لم يطبع منه سوى 250 نسخة فقط، وزعها على المجامع العلمية والجامعات، فقد صنع ما صنعه الأمير يوسف كمال المصري في المجموعة الكمالية الجغرافية (مصر والقارة الإفريقية، وأنفق في تأليفه وطبعه نحو خمسين ألف جنيه، ولم يطبع منه سوى مئة نسخة فقط، وصدر في 12 مجلداً.
    وقد رحل كايتاني إلى وادي اليرموك ليرى بعينيه مكان معركة اليرموك الفاصلة بين العرب والروم.
    وقال بعض المؤرخين أنه في عشرة مجلدات، وسماه حوليات الإسلام، وكتب من اطلع عليه أن المجلد الخامس تضمن حوادث سنة 23هـ، والسادس عبارة عن فهارس علمية للمجلدات (الثالث والرابع والخامس)، أما المجلد السابع فاختص في حوادث سنة 24 إلى 32هـ، وخصص المجلد الثامن لحوادث سنة 32 ـ 35هـ، والتاسع لحوادث سنة 36 ـ 37هـ، أما العاشر فخصصه لحوادث سنة 38 ـ 40هـ، وجاء العمل كله في 3206 صفحة.
    طبعه في ميلانو ـ روما ـ من سنة 1912 حتى سنة 1926، كما رسم مناطق الفتح جغرافياً وطبوغرافيا.
    ـ معجم الأعلام، وهو كتاب في تراجم أعلام العلماء والأدباء العرب والمسلمين في الأندلس.
    اشترك معه في هذا العمل جوزيني جابرييلي، وطريقته فيه.. أن يذكر المترجم ومؤلفاته والمصادر التي تحوي ذكره.. لكن الموت حال بينه وبين إتمامه، فوقف عند الجزء الثاني منه، وطبع ما أنجزه في روما عام 1915، ولو قدر في عمره لبلغت تراجمه ثلاثين ألفاً في 35 مجلداً.
    ثم جمع المستشرق الأسباني (ريبيرا طراجو 1858 ـ 1934) جذاذات هذا الكتاب.
    يقول محمد كرد علي نشر أشياء كثيرة تعاون على تسهيل الرجوع إلى مواد التاريخ، وكان يعد للنشر تراجم ثلاثين ألف عالم وأديب من أهل الأندلس بالتعاون مع جوزيني جابرييلي، وضعها في جذاذات المستعرب الإسباني ريبيرا طراجو (1858 ـ 1934)، وتركها بدوره لتلميذه (آسين بلاسيسوس) ليشتغل بها، ثم يعطيها لمن يتوسم فيه حب العمل من علماء المشرقيات الإسبان، وإن لم يجد أهلاً لها يجعلها في خزانة أحد المجامع العلمية في إسبانيا.. ويقول كرد علي (وقد اطلعت عليها في مدريد عند آسين بلاسيوس).
    محمد كرد علي وليون كايتاني وقصة خطط الشام:
    عرف عن محمد كرد علي علاقاته الواسعة مع كثير من المستشرقين، وقد ذكر ذلك شفيق جبري فقال: (وأما معرفة كرد علي بالمستشرقين وكتبهم فقد تكون آية من الآيات، فقد أحاط علمه بتاريخ الاستشراق والاستعراب، وله صلة بأكثر المستشرقين والمستعربين، وهو مطلع على كتبهم التي نشروها.. فهو حجة هذا العصر في تاريخ المستشرقين وما يتصل بهم..)
    لقد سافر محمد كرد علي إلى أوروبا عدة مرات، وزار معاهد العلم، وحضر خطب ومحاضرات المستشرقين المشتغلين بآثار الشرق، خاصة في فرنسا، وفي بلجيكا سأل عن علماء يعنون باللغة العربية، وفي هولندا كان همه الأكبر أن يزور أحد مشايخ الاستشراق، وفي بريطانيا زار جامعتي كمبردج وأكسفورد، والتقى بيراون ومرجليوث، وزار في هولندا مكتبة جامعة ليدن المليئة بالمخطوطات العربية.
    كان كرد علي يعد نفسه سعيداً لأنه تعرف على المستشرقين واختلط بهم ووقف على أساليبهم في البحث والدرس والتأليف والنشر، خاصة عندما كشفوا له عما في خزائنهم ومتاحفهم من كتب العرب وآثارهم التي فقدت من موطنها الأصلي، من جملة من قصده من المستشرقين واستفاد من خزانة كتبه الأمير ليون كايتاني.. فما سبب اجتماعه به.. وماذا قال عنه كرد علي..؟
    فكر محمد كرد علي في تصنيف كتاب تاريخي سياسي ومدني مطول للديار الشامية، فإنه كما يقول: (لم يَحُمْ) أصحابه حول الموضوع كثيراً، وأخذت أبحث عن الكتب، وأزور المعالم والمجاهل في هذا القطر، واستكثر من اقتناء الأسفار النادرة باللغات العربية والفرنسية والتركية، ولاسيما الأسفار العربية القديمة التي أحياها علماء المشرقيات من الغربيين).
    ويذكر في مذكراته.. وكنت أطالع كل ذلك مطالعة تدبر، وألتقط جواهرها، ولما استوفيت البحث في خزائن مصر والشام، وبعض خزائن الأستانة، تعلقت همتي أن أرحل إلى أوروبا، ليتسع معي مجال النظر في خزائن كتبها العربية والإفرنجية.
    وعندما جاء المستشرق الألماني (مارتين هارتمان) إلى دمشق، أبلغه كرد علي بعزمه زيارة خزائن أوروبة للبحث في خزائنها عن مخطوطات العرب في التاريخ، قال له: (إن الفكرة حسنة، ولكنها غير عملية، وتنفيذها يستغرق من وقتك حولين على الأقل، تحتاج فيها إلى نفقات طائلة، فالأولى أن تذهب إلى روما، وفي خزانة الأمير كايتاني صاحب كتاب تاريخ الإسلام صور صورها بالتصوير الشمسي من خزائن العالم، فيها ما خلفه الثقات من مؤرخي العرب في تاريخ الإسلام مما لم يطبع حتى الآن، فإذا زرت خزانته، فكأنما رأيت جميع تواريخ العرب المحفوظة إلى اليوم في خزائن الغرب..).
    وقبل ذهابه إلى روما، قصد كرد علي مصر، وزوده صديقه أحمد زكي باشا بوصاة منه إلى الأمير ليوني كايتاني في روما، فلما قدم عليه رحب في خزانته مدة شهر، ينقل وينقل حتى استنفد ما يريد لتاريخ الشام.
    يقول محمد كرد علي عن ذلك: (حملت إلى الأمير الإيطالي في سنة 1913 كتاب وصاة من صديقه العلامة أحمد زكي باشا المصري ليقبلني في خزانته حتى أدرس مجموعاته في التاريخ الإسلامي، عساني أجد فيها نصوصاً أنتفع بها في تأليف كتابي (خطط الشام، فأهلَّ وسهلَّ، واعتذر عن مقابلتي بألبسة عمله في مكتبه، أي أنه لم يلبس اللباس الواجب اكتساؤه عندما تدعو الحالة لاستقبال شخصية محترمة، وعين لي وقت حضوري للبحث في خزانته ثلاث ساعات قبل ظهر كل يوم ما عدا أيام الآحاد...)
    ويتابع كرد علي قائلاً: (...اشتغلت في خزانة الأمير ليوني كايتاني في روما شهراً كاملاً سنة 1913، ولما أنجزت عملي قدمت له بضع مجلدات من مجلة المقتبس هدية، واستأذنته بالسفر إلى سويسرا، وشكرت له فضله في قبولي للبحث في خزانته العظيمة، فقال لي وهو مرتبك: ولم هذه السرعة في سفرك؟ أرجئ هذا لأيام أخر، فقلت له: قد ضاق صدري في روما من عدم فهم اللغة الإيطالية وإن كان الخاصة كلهم يكلموني بالفرنسية، وكذلك في المنزل فإن الكلام فيه بالفرنسية وعلى المائدة أيضاً، لأن نزلاءه من أجناس مختلفة من أهل الأرض، ومع هذا فأنا مستوحش، وأريد أن أسمع كلام الشعب، ولا يتيسر لي ذلك إلا في سويسرا الإفرنسية).
    وقال كرد علي: (.. وكان الأمير يتفضل ويسألني عما عساني عثرت عليه من المواد التي أتطلبها لموضوعي، فإذا قلت له: إني وجدت أشياء مهمة تبرق أسارير وجهه، ويعود يدلني على مكان لم أصل إليها، لأن فيها بعض ما يشفي غليِّ..).
    ومما ينبغي ذكره في هذا المقام، أن كرد علي سافر إلى أوروبا ثلاث مرات يبحث في دور كتبها عن المخطوطات التي يرجو أن يكون أصحابها قد تعرضوا لحوادث هذا القطر، وبعد سفرته إلى خزانة الأمير كايتاني سافر إلى ربوع الغرب يطوف مكتباتها، حتى أنفق في ذلك قرابة 1500 ليرة عثمانية ذهب. وعمل له 25 سنة، طالع فيها زهاء 1200 مجلد باللغات الثلاثة العربية والفرنسية والتركية، ومن المكتبات التي زارها لذلك، المكتبات الخاصة والعامة في الشام ومصر والمدينة المنورة والأستانة وروما وباريس ولندن وأكسفورد وكمبردج ولندن وبرلين وميونيخ ومدريد والاسكوريال.
    صفات كايتاني:
    إن أجمل وصف قرأته لكايتاني كان وصف محمد كرد علي وهو الخبير بالرجال، وقد صادقه وعاش معه فترة جيدة في مكتبته بروما، فقال:
    كان الأمير ليون كايتاني مثال العالم النبيل الحرفي قوله وعمله ظهر ذلك منه عياناً بتصريحه يوم غضب للحق في مجلس النواب يوم احتلت إيطاليا طرابلس وبرقة وقال: كان كايتاني في قصره الفخم مثال العظمة والتواضع معاً، تقرأ في سيماه العلم والعمل الدؤوب والأناة والتجرد من الغرض، وكنت أشهده يحضر إلى مقر عمله في وقت معين لا يتعداه في الصباح وبعد العصر، كأنه بعض المستخدمين في مكتبه.
    كان هذا دأبه منذ تخرج في كلية الآداب، أي نحو عشرين سنة، وكان في الخامسة والأربعين يوم نزلت عليه، وقد جعل شعاره في مقدمة كتابه ببيت شعر عربي:
    كفاف عيش كفاني ذل مسألة
    وخدمة العلم حتى ينقضي عمري

    وكان يتعهد مزارعه الواسعة، وأكثرها في ضواحي روما، كما يتعهد رياض العلم والآداب، وهو جد في أموره، ما عرف بغير القيام بالواجب، وما فاته شيء من الكمال مما تزدان به حياة العظماء أمثاله.
    وقال: كان صورة من صور الرجال الممتازين في الأمم، ومثالاً ناطقاً بما انطوت عليه مدينة الغرب حتى نبغ فيها من عيار كايتاني، وقال: لا جرم أنه جمع إلى شرف المحتد العلم، وإلى التواضع شخصية مجموعة من حسنات، وأجمل ما فيه أنه ما كان يقول إلا ما يعلم، يعطف على الضعيف والمظلوم، ولا يتعرف إلى غير الحق والعدل، وكان يتمنى طول عمره تفاهم الشرق والغرب وتعاونهما في سبيل الحضارة والتمدن، ولو سمعت دول العرب إلى من هم على شاكلة هذا الأمير من أرباب النظر العالي، كما تكررت الكوارث في ديارها، ولما أصيب رعاياها بالخطوب الجسام، ولما كانت وبالاً على من استحلت اغتصاب ديارهم وإذلال نفوسهم، ولما دخلت إيطاليا في الحرب العالمية الأولى.
    وقد أورد العلامة المستشرق الإنكليزي سيرتو ماس ارنولد (1864 ـ 1920) في كتاب الدعوة إلى الإسلام العديد من الوقائع والحقائق والشهادات الغربية عن سماحة الإسلام والانتشار السلمي التدريجي لهذا الدين الحنيف، وعلى رأس هذه الشهادات شهادة الأمير ليون كايتاني.. حيث يقول: (.. لم يضطهد العرب أحداً في السنوات الأولى من أجل الدين، كما أنهم لم يعملوا على ضم أحد إلى دينهم، ومن ثم تمتع المسيحيون الساميون في ظل الإسلام بعد الفتوحات الأولى بحرية لم يتمتعوا بها من قبل طيلة أجيال عديدة).
    ويقول عنه فيليب دي طرازي (سار الأمير كايتاني سيركثير من أمراء أوروبا، فلم يبطره غنى ولم يستهوه جاه أو لقب شرف، بل انصرف منذ صباه إلى الدرس فأتقن اللغات اللاتينية والإيطالية واليونانية والفرنسية والإنكليزية والألمانية وأحكم معها العربية والفارسية، وبعدما أحرز نصيباً وافراً من العلم سمت به همته فألف كتب شتى عن الإسلام والعرب والشرق وغير ذلك، وكتابه تاريخ الإسلام أدهش العلماء بدقته).
    وقال أيضاً عن مكتبته وهو خير من تحدث عن المكتبات (.. ولبلوغ أمنيته جمع مكتبة ضخمة عربية وغير عربية، واستنسخ وأخذ بالتصوير الشمسي كل ما اتصل به عن تاريخ العرب من المخطوطات مما كان مبعثراً في خزائن أوروبا وغيرها، فأصبحت مكتبته خير مكتبة شرقاً وغرباً في موضوع التاريخ الإسلامي، على أن زائرها يستغني بها عن مطالعة تواريخ العرب في جميع مكتبات الغرب..)
    وقال: (ولئن امتازت الخزانة التيمورية في مصر باحتوائها على أمهات كثيرة من مخطوطات الإسلام في علوم مختلفة، ولئن تفردت الخزانة الزكية في القاهرة بجمعها أنفس المطبوعات العربية في الغرب، فإن الخزانة الكيتانية في روما حوت على الغالب أهم كتب التاريخ الإسلامي أو ما له علاقة به، وذلك باللغات المختلفة ولاسيما العربية، مما هو جدير أن يرحل في طلبه لا من البلدان الغربية فقط بل من أقصى بلاد اليمن.
    من مواقف كايتاني:
    له عدة مواقف إنسانية، أهمها عندما كان نائب عن مدينة روما في مجلس النواب، فلما احتلت إيطاليا ليبيا ونزعتها من الدولة العثمانية بدون مسوغ شرعي، ندد بعملها في المجلس، وقيل إنه وصف عمل إيطاليا بليبيا عندما اكتسحت طرابلس وبرقة بعمل قرصان البحر، لا عمل دولة قامت في ربوعها النهضة الغربية الحديثة، كما عزز قوله بمقالات كان ينشرها في الصحف مما أدى إلى استغلال خصومه السياسيين لمواقفه في الحملة ضده، وسخروا منه ومن أقواله وأعماله..
    المصادر:
    1ـ الأعلام، خير الدين الزركلي 5/ 250
    2ـ المعاصرون، محمد كرد علي 322 ـ 326
    3ـ المستشرقون، نجيب العقيفي 1/ 408 ـ 429 ـ 430 ـ 431.
    4ـ مذكرات محمد كرد علي 1/ 180 ـ 188 ـ 310.
    5ـ غرائب الغرب، محمد كرد علي 1/ 180 ـ 183.
    6ـ خزائن الكتب العربية في الخافقين، فيليب دي طرازي 2/ 620 ـ 622.
    7ـ خطط الشام، محمد كرد علي 1/ 401.
    8ـ محمد كرد علي، إياد خالد الطباع 58 ـ 59 / 100 ـ 102.



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ريمه الخاني
    جميل...ماذا تحوي من كتب تهمنا نحن كعرب شرقي
    من داخل البحث ....تعد المكتبة أكبر مرجع للتاريخ العربي والاسلامي لما تحتويه من مخطوطات ومطبوعات نادرة .........سيدة ريما

  3. #13
    من مكتبات العالم ................
    مكتبة الكونجرس تعتبر أهم وأكبر المكتبات في العالم تتبع للكونجرس الأمريكي تقع في واشنطن دي سي .

    تأسست مكتبة الكونجرس بمرسوم رسمي من الكونجرس عام 1800 ميلادية عندما وقع الرئيس الأمريكي جون آدمز على قانون لنقل كرسي الحكومة من فيلادلفيا إلى واشنطن العاصمة الجديدة وقد كان الهدف من المكتبة في حينه أن تكون مرجعا لكونجرس فقط.

    ...






    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #14
    صورة لمكتبة الكونجرس من الداخل





    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #15
    ...........بماذا توحي هذه الصورة أيها الأعزاء ...ونحن في زحمة النت .................





    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #16
    ليت لي أكثر من عقل واكثر من 24 ساعة في اليوم.............
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  7. #17

  8. #18
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    | في فضل الكتاب |

    قال عبد الله بن المعتز : " الكتاب والج للأبواب ، جريء على الحجاب ، مُفهِم لا يَفهم ، وناطق لا يتكلم " ( تقييد العلم : 120 )

    نعم المحدث والترفيق كتاب
    تلهو به إن خانك الأصحاب
    لا مفشيا للسر إن أودعته
    وينال منه حكمة وصواب
    ( تقييد العلم : 120 )

    قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى : " سمعت أن قْل رجل يأخذ كتابا ينظر فيه إلا استفاد منه شيئا " . ( صفات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل : 1 )

    من كتاب : ( الطرق الجامعة للقراءة النافعة ) للدكتور محمد موسى الشريف صـ4 .

    * إ : مـــــ *

  9. #19
    المكتبه العموميه بالنرويج .. !!

    يا أمة إقرأ متى تقرئين و ترتقين بين الأمم ..!!؟؟

    الثورة الفكريّـة


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء
    رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ
    **************
    قال ابن باز رحمه الله
 :

    لباسك على قدر حيائك
    وحياؤك على قدر ايمانك

    كلما زاد ايمانك زاد حياؤك
    وكلما زاد حياؤك زاد لباسك

  10. #20
    الكتب أجمل أثاث في البيت حتى إذا لم تقرأها .."

    برنارد شو

    *


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء
    رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ
    **************
    قال ابن باز رحمه الله
 :

    لباسك على قدر حيائك
    وحياؤك على قدر ايمانك

    كلما زاد ايمانك زاد حياؤك
    وكلما زاد حياؤك زاد لباسك

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مارأيكم بطريقة الإسقاط النجمي؟
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الطب النفسي .
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 10-11-2016, 05:12 PM
  2. المكتبة الخضراء 2
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-16-2013, 01:02 AM
  3. مارأيكم دام فضلكم؟
    بواسطة فراس الحكيم في المنتدى فرسان الافتاءات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-01-2011, 01:35 AM
  4. المكتبة الإسلامية
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-04-2011, 12:13 PM
  5. ( المكتبة الرمضانية )
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 09-05-2006, 03:39 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •