الإخوة والأخوات الكرام
سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
ليس من الخطأ أن يسعى الإنسان إلى التقدم العلمي بمحض إرادته وتفعيل نشاطه والعمل ليلاً ونهاراً في سبيل التحصيل العلمي والثقافي , ولكن من الخطأ محاولة تجسيد هذه الأعمال في كرتونة علمية , قد لا تضر ولا تنفع سوى الحصول على ألقاب لا طائل منها غير النقد والغيبة والنميمة . وهكذا فعلت .
حينما أقنعني كثير من الأصداقاء بتقديم أوراقي العلمية وكتبي الصادرة, للجهات المانحة للألقاب . للحصول على شهادة الدكتوراة التقديرية والفخرية , وللحصول على لقب أكثر متعة من غيره من الألقاب. من هنا اعتبرت أنني خدعت نفسي وأوقعتها في مأزق النقد الإجتماعي .
وبعد أن قدمت أوراقي وكتبي , وحصلت على الكرتونة التي يعتبرها بعضنا ( حلم العمر ) لما تحمله من التمجيد والزخارف البراقة الخادعة , وقفت حائراً وقائلاً , هل أنا اليوم أفضل من الأمس ؟
وكان الجواب بالنفي , لأن الكرتونة التي أعطتني اللقب الجديد ليست أفضل من اللقب الذي أعطاني إيـّاه جمهوري من المثقفين , لأنه لقب عملي ولمسه المثقفون مني وسلـموني زمام الثقة العلمية , فكنت في بيتهم الثقافي مثقفاُ ناجحاً وشاعراً أو أديباً أو كاتباً , فهذه الألقاب المحسوسة واقعية لايوجد بها رياء أو مجاملة أو تزييف أو شك وريب , وهذا الذي يريح القلب والضمير ,وبهذا أقول كلمتي , لا للدكتوراة التي تجعلني مثقفاً ناجحاً ولا لألقاب كل الدنيا ,بل الذي أريده : هو لقب واحد فقط , الشاعر أو الكاتب أو الباحث تخرج لك من أفواه المثقفين أمثالك .
تحيتي للجميع ووفقنا الله وإياكم