***********
شكرا لمرورك الكريم دكتور عيد:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" أن رجلا قال : يا رسول الله ! إن لي قرابة . أصلهم ويقطعوني . وأحسن إليهم ويسيئون إلي . وأحلم عنهم ويجهلون علي .
فقال " لئن كنت كما قلت ، فكأنما تسفهم المل . ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ، ما دمت على ذلك " رواه مسلم
معاني الألفاظ من كتاب: صحيح مسلم بشرح النووي "مع إضافة معنى تسفهم"
المل: الرماد الحار
تسفهم : يعني تلقمهم إياه في أفواههم، وهو كناية عن أن هذا الرجل منتصر عليهم.
الظهير : المعين ، والدافع لأذاهم
يجهلون: أي يسيئون ، والجهل هنا القبيح من القول ، ومعناه كأنما تطعمهم الرماد الحار ، وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم ، ولا شيء على هذا المحسن ، بل ينالهم الإثم العظيم في قطيعته ، وإدخالهم الأذى عليه . وقيل : معناه إنك بالإحسان إليهم تخزيهم وتحقرهم في أنفسهم لكثرة إحسانك وقبيح فعلهم من الخزي والحقارة عند أنفسهم كمن يسف المل . وقيل : ذلك الذي يأكلونه من إحسانك كالمل يحرق أحشاءهم " .... انتهى النقل من شرح النووي
من هم الأرحام؟
الأرحام هم الأقارب من جهة الأم ومن جهة الأب، فالآباء والأمهات والأجداد والجدات أرحام، والأولاد وأولادهم من ذكور وإناث وأولاد البنات كلهم أرحام، وهكذا الإخوة والأخوات وأولادهم أرحام، وهكذا الأعمام والعمات والأخوال والخالات وأولادهم أرحام.
أما أقارب زوجتك فهم أصهارٌ وليسوا بأرحام، وهكذا أقارب الزوج بالنسبة للزوجة أصهار، وليسوا بأرحام والإحسان إليهم والصلة بهم أمرٌ مطلوب، ولكنهم ليسوا كالأرحام.
مناسبة ذكر الحديث في هذا الوقت:
سمعت من بعض أصدقائي السوريين قطيعته لأرحامه السوريين ممن يؤيدون محتل سوريا: الطاغية بشار.
فبحثت بالأمر لأجد أنه ليس هناك من مبرر أو أي حال من الأحوال يجوز فيه للمسلم قطع رحمه، إن قطيعة الرحم من أعظم السيئات، وصلتها من أعظم القربات والطاعات. يقول الله تعالى: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ {محمد: 22-23}.
قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: هذا نهي عن الإفساد في الأرض عموماً وعن قطع الرحم خصوصاً، بل قد أمر الله تعالى بالإصلاح في الأرض وصلة الأرحام، وهو الإحسان إلى الأقارب في المقال والفعال وبذل الأموال.
وفي الصحيحين واللفظ للبخاري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خلق الله الخلق فلما فرغ منه قامت الرحم فقال: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك، قالت: بلى يا رب، قال: فذلك لك"
هذا والله أعلم والله الموفق.
لا تنسوا إخوانكم في سوريا من صالح الدعاء
أخوكم أبو رند
--