** حــدث في رمضــان **
( 2 ) رمضـــان
| شقحب ... و يوم من أيام مماليك مصر |
... في مثل هذا اليوم من سنة 703 هـ كانت إحدي ملاحم المسلمين الكبري, في يوم أيد الله عباده بنصره أمام عدو جبار لا يرحم فقد عاود التتار هجمتهم علي الشام بقيادة ملكهم (غازان) و قد عزم علي القضاء علي سلطان مصر المملوكي سليل الدوله التي ألحقت بآبائه و أجداده من التتر الهزائم المتعاقبه و قد إستعان غازان في نوبته هذه بملك إمارة أرمينيا الصليبيه و الذي كان خاضعاً بالفعل لسلطانه و قد أعد غازان لغرضه الآثم جيشاً جراراً بقيادة الأميرين قطلوشاه و مولاي ومعهم هيتوم ملك أرمينيا
إلي أن سلطان مصر الملك الناصر محمد بن المنصور قلاوون -رحم الله كليهما- كان قد أعد لهذا اللقاء عدته و وقف في ذلك من الأمراء المجاهدين امثال بيبرس الجاشنكير و سلار المنصوري و بيبرس الدوادار (المؤرخ) و آقوش الأفرم و قراسنقر أتم قيام
وقد خرج السلطان بنفسه صحبة الخليفه العباسي أبي الربيع سليمان المستكفي من القاهره قاصداً الشام علي رأس جيش المماليك المصريه إلي أن كان المصاف عند شقحب - جنوب دمشق بحوالي 25 ميل - في ثاني ايام شهر رمضان و كان الشيخ بن تيميه من بين صفوف المجاهدين يحثهم علي القتال و قد افتي بجواز الإفطار بل و كان يفطر أمام الجند ليشجعهم علي ذلك, و قد ألقي الخليفه خطبه قبل المعركه و منها هذا الكلمات العظيمه " يا مجاهدون لا تنظروا لسلطانكم، قاتلوا عن حريمكم وعلى دين نبيكم صلى اله عليه وسلم "
و عندما حمي وطيس المعركه أبلي الأمراء البلاء الحسن و أعملو سيوفهم و حرابهم في أبدان المعتدين, و في موقف أشفقت فيه جهة الأمير سلار علي الهزيمه فصاح صيحة مهوله قائلاً " هلك والله أهل الإسلام " و صرخ في بيبرس الجاشنكير والبرجية فأتوه وصدم بهم قطلوشاه فارتدوا منهزمين
و قد دارت رحي هذه المعركه علي مدار ثلاثة أيام متتاليه إستبسل فيها المسلمون فيصف الشيخ المقريزي حال المماليك السلطانيه ذلك اليوم بهذه الكلمات " وعملوا فيهم عملاً عظيماً: تارة يرمونهم بالسهام، وتارة يهاجمونهم، واشتغل الأمراء بقتال من في جهتهم، وصاروا يتناولون القتال أميراً بعد أمير. وألحت المماليك السلطانية في القتال واستقتلوا، حتى أن فيهم من قتل تحته الثلاثة أرؤس من الخيل "
إلي أن إنجلي غبار المعركه عن هزيمة التتار شر هزيمه علي أيدي أسود الإسلام الذين وفوا بعهدهم لغازان الذي إنفجر من الغيظ بعد أن أتاه نبأ الهزيمه للحد الذي قيل عنه أنه " اغتم غماً عظيماً وخرج من منخريه دم كثير حتى أشفى على الموت ... " و ليعود السلطان الناصر محمد للقاهره منتصراً بعد أن دفع خطر التتار الذين بالطبع لم يعيدوا الكره إلا بعد قرن من الزمان في نوبة تيمور
و للعلم فإن الناصر محمد بن قلاوون في هذه المعركه كان له من العمر 19 سنه فقط !!... رحم الله ملوك الإسلام و أئمته الأجلاء و كل من جاهد لرفع راية دين الله
![]()