ما هو أعظم اختراع عرفه الإنسان ؟
سؤال وجهته لطالب الثانوي ،الجامعي ، المهندس ،الدكتور ، الطبيب ، حتى الأمّـي أي وجهته لجميع الفئات ومختلف المستويات ،، وتوالت على أثره الإجابات أو محاولات اصطياد الجواب منهم من قال "
النار " بلا شك 00 منهم من راهن على " الكهرباء " البعض رأى " الكومبيوتر " البعض انقسم ما بين الطائرة و السيارة ومختلف وسائل المواصلات والاتصالات ، والبعض الأخير تمسك برأيه على أنها اللقاحات الطبية !!
ابتسمت ابتسامة الظافرة
]لأن أيا منهم لم يستطع أن يصيب كبد الحقيقة !؟
الحقيقة التي حاصرتها كل أدوات سمعهم وبصرهم بحثا عنها ،، إنها كلمة واحدة !!
نعم هي كلمة واحدة لا غير غيرت مجرى سير البشرية بأسرها ؟ !
هي كلمة لماذا ؟ !!
نعم هي " لماذا " !!
وأنهيت موضوع أعظم اختراع عرفه الإنسان عند هذا الحد ، إنها وجهة نظر تطاردني من فترة طويلة لماذا هذه الكلمة بالذات ؟
لماذا كلمة " لماذا " هي أعظم أداة اخترعها البشر؟
فإصراري على إعادة بحث السؤال تأكيدا آخر على أهمية تلك الكلمة00
فلماذا هي مفتاح سائر الاختراعات والإنجازات العظيمة التي تنعم بها البشرية00
فقانون الجاذبية مثلا ما كنا عرفناه لولا لماذا هذه ،، لماذا عندما تسقط الأشياء " التفاحة " لا ترتفع إلى السماء أو لا تسبح في الفضاء 0
والطيران بدايته تساؤل 00 لماذا لا يطير الإنسان ؟
والإنجازات الطبية مدخلها لماذا00 لماذا تضعف مقاومة الإنسان الطبيعية أمام هجوم جراثيم المرض ؟ قس على ذلك بقية الاختراعات والإبداعات الإنسانية كالنار والكهرباء ووسائل التكنولوجيا المختلفة
"
فلماذا " هي فاتحة بوابة المعرفة بعد أن تلحق بها بقية أدوات التساؤل
مثل "هل / كيف / من / أين"
فلماذا هي أول كلمة يطرحها على نفسه أي باحث في أي مجال من مجالات العلوم المختلفة " فلماذا " هي التي تفتح المجال أمام تحديد ورصد وجمع المعلومات اللازمة لدراسة وتفسير وعلاج مختلف الظواهر
لذلك كله نجد نظم التعليم في الدول المتقدمة تسعى جاهدة لغرس فضيلة (( لماذا )) أو فضيلة تساؤل الباحث عن الحقيقة في عقلية النشء حتى يتفاعل مع محيطه منذ البداية ومبكرا جدا عن قناعة وإدراك تام وحتى يستوعب أدوات حاضره ، ومتطلبات مستقبله وحتى لا يصبح مثالا حيا للإمعة الإمعة التي مع الناس إن شرقوا شرق وإن غربوا غرب 0
وللأسف على عكس هذا التوجه نسير نحن في عالمنا الآخر " لم أعد ممن تؤمن بتسميته العالم الثالث " إذ أول ما نحدده إن لم نغتاله في أطفالنا سواء في البيت أو المدرسة في هذه الكلمة ليشب أطفالنا على التردد والتلعثم وعلى صمت المتظاهر بالاقتناع مع التيار حتى لا يجلبوا على أنفسهم مشقة البحث عن الجواب أو العقاب أو حتى العتاب!!
لذلك أعتقد أن أول خطوة لردم الهوة ما بين واقعنا وطموحاتنا يجب أن تبدأ من رد الاعتبار لفضيلة التساؤل والبحث والتي تعتبر كلمة " لماذا " هي مفتاحها ومدخلها المنطقي 0
فلندع جيلنا الآتي يجرب متعة التفاعل مع محيطه وعصره وسط إطار لماذا الذي تعتبر بحق أعظم اختراع قدمه الإنسان للإنسان
عن
الواعية الصغيرة-منابر ثقافية