يوميات الحرب

مذكرات المجاهد / عبدالرحمن الفرا

رئيس بلدية خان يونس عام1948
---------------------------------

يناير /مارس 1948م

كان التنسيق الفلسطيني مع القوى الشعبية المصرية يتم على قدم وساق خاصة من جانب حركة الاخوان المسلمين وعلى المستوى الحكومي كانت محافظة سيناء وحرس الحدود المصري لديهما الصلاحيات الكاملة بمساعدة الفلسطينيين والمتطوعين المجاهدين في قضاء غزة الى ان يتم البت في ارسال قوات الجيش المصري الى فلسطين وهو الذي تنحدد بموعد انسحاب القوات البريطانية بالكامل من فلسطين وليس قبله ولو بثوان هههه - وكان على رأس المجاهدين المصريين في التعاون المبكر مع اللجنة القومية الفلسطينية لقضاء غزة : ضباط حرس الحدود ومحافظة سيناء وهم / مصطفى الصواف وصلاح المغني - وحسن توفيق والمحافظ :زكي احمد - ومن جهة الاخوان المسلمين :الشيوخ : محمد عبدالحميد / توفيق قسمت / فؤاد الصاوي / عبدالرحمن شادي / حسين شادي / حسن ابو السعود / علي رشدي / صبري عابدين /وعلى رأس الجميع كان المقدم : البطل احمد عبدالعزيز السباق الى فلسطين والذي يقود فعلا العمليات العسكرية ضد الصهاينة ويوقع فيهم الخسائر بفدائيته ورجاله

ابريل1948

الصهاينة ينفذون مذابح ضد المدنيين الفلسطينيين

وفي دير ياسين يتم ذبح 250مواطن داخل بيوتهم /جريمة تقشعر لها الأبدان

والانجليز ساهون يتحججون بالرحيل وإنهم قدموا الحل في قرار التقسيم الذي صدر يوم29/11/1947م

ورفضته الهيئة العربية الفلسطينية وكل اللجان الوطنية والقيادات الفلسطينية

ففلسطين جسم واحد لا يمكن تمزيقه أو تقطيعه

وكأن هذا مبررا للبريطانيين في إعطاء الفرصة لقوات الهاجاناه الصهيونية لأعمال الذبح في المناطق التي تقع تحت سلطانهم المغتصب حسب قرار التقسيم الذي شجعت عليه بريطانيا ودول الغرب كل أعضاء الجمعية العامة واتخذ في ليلة كان فيها العرب غافلونومستعمرون من نفس المستعمر الذي أعطى اليهود وطن في فلسطين وقد نشرت هذه المذابح الذعر في أوساط الأهالي فبدأوا النزوح من مدنهم وقراهم على أمل العودة إليها مرة أخرى مع قوات الجهاد المقدس العربية والفلسطينية وامتلأ قضاء غزة وخان يونس بالآلاف من المهاجرين وكان هذا يتطلب توفير المؤن الغذائية اللازمة من الدقيق والأرزوتم توزيع المسئوليات عبر اللجان الوطنية كل في مكانه لاستيعاب المهاجرون القادمين إلى قضاء غزة ويذكر المجاهد عبد الرحمن الفرا في يومياته : أنه سافر للقاء المفتي وتوجه معه لمقابلة عبد الرحمن عزام باشا لتأمين الاحتياجات المعيشية للمهاجرين والمتطوعين الذين تزايدت أعدادهم من الجيش المصري وفي هذا الصدد اجتمع بالضابط المصري لطفي واكد / لشراء السلاح وكان المصدر في المنيا – صعيد مصر – وقد تطلب ذلك لقاء المرشد العام لحركة الإخوان المسلمين المجاهد الكبير الشهيد / حسن البنا في المركز العام لحركة الإخوان لاستلام توصية مكتوبة منه إلى مصدر السلاح في المنيا و تم اللقاء في دار للإخوان هناك وكل هذه الجهود البدائية والشعبية لا يمكن مقارنتها بما كان يجده الصهاينة من دعم رسمي يمنحهم الكثير ليؤمن الغرب / أمريكا وبريطانيا للصهاينة القوة والتفوق العسكري بالأسلحة الجديدة والثقيلة والطائرات التي كانت تغير كثيرا على تجمعات المتطوعين العرب وأفراد الحرس الوطني الفلسطيني وتغطي على هجمات الصهاينة الإرهابية خاصة حين يجدوا مقاومة باسلة تعمل فيهم القتل على امتداد قضاء غزة الذي يشتمل على / غزة والمجدل والفالوجة وبئر السبع وخان يونس وهوالذي سيشهد بعد ذلك الكثير من الأحداث الجسام للدفاع عن القضية الفلسطينية بدئابمايو1948م

-----------

مايو1948

في يوميات المجاهدعبد الرحمن الفرا :-

2/5/1948

إنذار شركة الباصات المحلية بالالتزام بالأجرة المحددة رسميا وإلا تم سحب الرخصة منها خاصة في نقلها للمهاجرين الفارين من مذابح الصهاينة في وسط وشمال فلسطين وحثهم بمساعدة هؤلاءالمهاجرين إلى أن يتحقق النصر ويعودوا إلى بيوتهم سالمين منعمين وغانمين مكرمين وتم تسليم نسخة من هذا الإنذار إلى / الهيئة العربية العليا وجامعة الدول العربية ومحافظ سيناء عن الحكومة المصرية

3/5/1948

شراء سولار وبنزينمن العريش عاصمة محافظة سيناء المصرية – والاجتماع بضابط المخابرات الحربيةالمصرية / البكباشي عبد المنعم النجار ( وهو احد المؤسسين لجهاز امن الثورة بعدالعام1952م ) – وفي نفس اليوم اجتمع المجاهد الفرا بالمناضل الليبي / زكرياالورداني قائد المتطوعين المغاربة الذين وصلوا العريش قادمين من ليبيا وتونس والمغرب والجزائر وتم الاتفاق على استقبالهم في رفح بعد تأمين مكان لتجمعاتهم وتوزيعهم على مناطق المجابهة مع المستوطنين

4/5/2012

خصصت مدرسة عز الدين القسام الثانوية – التي بنيت قبل عدة أشهر فقط – في خان يونس لاستقبال المتطوعين العرب والمصريين في مدينة خان يونس ثم رافق عبد الرحمن الفرا وموسى الصوراني أفرادالقوة الليبية والمغربية لاحتلال عراق سويدان وبصحبتهم الشيخ محمد عواد رئيس بلديةالفالوجة

5/5/1948م

وكان الاتفاق العربي على أن تتولى مصر إدارة شؤون قضاء غزة فور انسحاب القوات البريطانية من فلسطين حيث الكل يعرف أن يوم15/5/1948م سيكون نهاية للانتداب البريطاني الذي بدا منذ احتلالبريطانيا للقدس عام1918م

6-12/5/1948م

عين الحكامالعسكريين المصريين في قضاء غزة وعين اليوزباشي ناجي سلام حاكما لخان يونس وتوابعها والبكباشي حسن حشمت حاكما لغزة وتوابعها على أن تتولى قيادات الكتائب المصرية التي سيتم إيفادها من الجيش المصري بقية مدن القضاء في المجدل والفالوجةوبئر السبع حيث يتزايد هناك الوجود الصهيوني مما يتطلب استعدادات عسكرية لمواجهة صعبة قبل طردهم منها

13-14/5/1948م

أغارت الطائرات اليهودية على منطقة السوق في خان يونس مما أثار الفزع والذعر بين المواطنين دونإصابات تذكر – مع وصول ضباط الإدارة المصرية

15/5/1948م

تم رحيل آخر جنديبريطاني من فلسطين – وانتشرت كتائب الجيش المصري على خطوط المواجهة العسكرية –وأعلنت المنظمة الصهيونية عبر الوكالة اليهودية عن قيام دولتها المغتصبة لفلسطين باسم/ إسرائيل والعلم الأبيض بالنجمة السداسية الزرقاء علامة للنكبة حتى زوال اسرائيل

وصلت اشارة تليفونية الى رئيس خان يونس وتوابعها الملاصقة للحدود المصرية عن دخول طلائع الجيش المصري رفح فلسطين وتم الاعلان عن هذا الخبر وسط هتافات وتكبير الالاف من المواطنين المبتهجين بوصول الجيش المصري