كرسي الفضفضة الاخوي الجزء 2

[عبد الله راتب نفاخ]

أما المنتديات الإلكترونية فهي برأيي ضرورة و فائدة رائعة هذه الأيام
و أحسبها تحل محل المجلات الأدبية الكبرى التي كانت منتشرة في النصف الأول من القرن الماضي لو قامت شيء من التشذيب و الرقابة على من و ما ينشرون فيها
و إن كان لها مساوئ قليلة فيمكن معالجتها بقليل من حسن الإدارة و الاهتمام و إعطاء المناصب و الإشراف لمن يستحقها لا لأي امرئ كان

[فراس الحكيم]

السلام عليكم واهلا ومرحبا بالأستاذ عبد الله:
لو قدمنا لك بعض الأسماء فكيف تعرفها بطريقتك؟
الأم
الوطن
المنتدى
الثقافة
اللغة العربية
الخيانة
الوطنية
النصر
الشهرة
البخل
******
ولنا عودة
محبتي لك

[عبد الله راتب نفاخ]

أما الأم ... فلها حديث يطول
فأنا إنسان كانت الأم له كل شيء يعرفه زمناً طويلاً
و لا تزال أكثر حياته حتى اليوم
أما المحبة
فلا أجد خيراً لتعريفها من كلمات المبدع جبران ال في كتابه النبي
و لقد كنت جبرانياً تماماً في مرحلة مراهقتي
( إذا المحبة أومت إليكم فاتبعوها,

وإن كانت مسالكها صعبة متحدرة.

إذا ضمتكم بجناحيها فأطيعوها,

وإن جرحكم السيف المستور بين ريشها.

إذا المحبة خاطبتكم فصدقوها,

وإن عطل صوتها أحلامكم وبددها كما تجعل الريح الشمالية البستان قاعاً صفصفاً.

لأنه كما أن المحبة تكللكم, فهي أيضا تصلبكم.

وكما تعمل على نموكم, هكذا تعلمكم وتستأصل الفاسد منكم.

وكما ترتفع إلى أعلى شجرة حياتكم فتعانق أغصانها اللطيفة المرتعشة أمام وجه

الشمس,

هكذا تنحدر إلى جذورها الملتصقة بالتراب وتهزها في سكينة الليل.

المحبة تضمكم إلى قلبها كأغمار حنطة.

المحبة على بيادرها تدرسكم لتظهر عريكم.

المحبة تغربلكم لتحرركم من قشوركم.

المحبة تطحنكم فتجعلكم كالثلج أنقياء.




المحبة تعجنكم بدموعها حتى تلينوا,
ثم تعدكم لنارها المقدسة, لكي تصيروا خبزاً مقدساً يقرّب على مائدة الرب
المقدسة.
كل هذا تصنعه بكم لكي تدركوا أسرار قلوبكم, فتصبحوا بهذا الإدراك جزءاً من
قلب الحياة.
غير أنكم إذا خفتم, وقصرتم سعيكم على الطمأنينة واللذة في المحبة.
فالأجدر بكم أن تستروا عريكم وتخرجوا من بيدر المحبة إلى العالم البعيد حيثما
تضحكون, ولكن ليس كل ضحككم; وتبكون, ولكن ليس كل ما في مآقيكم من الدموع.
المحبة لا تعطي إلا ذاتها, المحبة لا تأخذ إلا من ذاتها.
لا تملك المحبة شيئاً, ولا تريد أن أحد يملكها.
لأن المحبة مكتفية بالمحبة.
أما أنت إذا أحببت فلا تقل: "أن الله في قلبي", بل قل بالأحرى: "أنا في قلب
الله".
ولا يخطر لك البتة أنك تستطيع أن تتسلط على مسالك المحبة, لأن المحبة إن رأت
فيك استحقاقاً لنعمتها, تتسلط هي على مسالكك.
والمحبة لا رغبة لها إلا في أن تكمل نفسها.
ولكن, إذا أحببت, وكان لا بد من أن تكون لك رغبات خاصة بك, فلتكن هذه رغباتك:
أن تذوب وتكون كجدول متدفق يشنف آذان الليل بأنغامه.
أن تخبر الآلام التي في العطف المتناهي.
أن يجرحك إدراكك الحقيقي للمحبة في حبة قلبك, وأن تنزف دماؤك وأنت راض مغتبط.
أن تنهض عند الفجر بقلب مجنح خفوق, فتؤدي واجب الشكر ملتمساً يوم محبة آخر.
أن تستريح عند الظهيرة وتناجي نفسك بوجد المحبة.
أن تعود إلى منزلك عند المساء شاكراً:
فتنام حينئذ والصلاة لأجل من أحببت تتردد في قلبك, وأنشودة الحمد والثناء
مرتمسة على شفتيك. )

[عبد الله راتب نفاخ]

و الوطن
حروف قليلة لمعنى كبير
يصعب أن تجمعه الكلمات
و كم أبدع الأدباء و الفلاسفة في تعريفه
و قد حاولت مرة أن أكتب في هذا الشأن قبل سنين
و اليوم أجد كتابتي أقل بكثير مما ينبغي
ربما لأننا اكتشفنا أن للوطن قيمة أكبر بكثير مما كنا نحسب
كما تغيرت مفاهيم كثيرة لدينا لعله كان أهمها
و مهما يكن من أمر فالوطن ... جامع لكل تلكم التعريفات و ليس مقصوراً على أحدها

[عبد الله راتب نفاخ]

اما الكتب فقصتي معها قصة حياتي نفسها
في بيتنا القديم
حيث كانت الكتب كل ما يحيط بي
و حيث كان أبي لا يغلق كتاباً إلا ليفتح آخر
و حيث كان الناس يتوافدون إلى بيتنا ليصنعوا حلقات علم لا تنقطع
و حين كان رحمه الله مصراً على أن يزرع فيّ حب التراث و الكتب
قصتي مع الكتب طويلة .. قديمة
لم تنته
و لعلها لن تنتهي حتى أودع الحياة

[راما]

السلام عليكم
ونرحب بالأستاذ عبد الله ولقاء ممتع نرجوه له:
حقيقة سؤال يلح علي كلما مررت بمواضيع الأستاذ عبد الله..شعور خاص يدور في ذهني:
لماذا لايدخل أبواب الادب الواسعة وهو يملك هذا المخزون اللغوي اللافت؟
مع تحيتي له وبانتظاره.

بانتظارك أستاذ عبد الله وما قصدته هو لماذا تحصر نفسك عبر القصة والخاطرة فقط؟
واهلا بك بيننا

[عبد الله راتب نفاخ]

أما شاعرية الكتابة فقد قذفها الله في صدري منذ الطفولة
كنت أحوم في عوالم تأملية عميقة حين أرى الفجر
أو أسمع أصوات التسابيح و الأذكار من المآذن قبيل أذانه
أو حين يحملني والدي و يدور بي في شرفتنا فيما الشمس ترسم بأشعتها على قاسيون لوحة شاعرية الصباح فيعلمني من شموخ الصالحية و جبلها أشياء و أشياء
أو حين كنت أسرح بخيالي محلقاً في معاني أبيات الشعر التي يحفظنيها والدي لتقوم لساني
أما حين بدأت أحمل القلم و أخط ما أشعر به و يخرج على لساني أحياناً
فأذكر أنني كنت في الصف الثامن
و أذكر أول قصة قصرة كاملة كتبتها بعنوان ( عريس الوطن ) و أنا في الصف العاشر مطلع انتفاضة الأقصى
عن ضابط أمني فلسطيني يترك عرسه القريب و ينفذ عملية استشهادية يهاجم فيها موقعاً عسكرياً صهيونياً
و كان أسلوبي فيها ميالاً لأسلوب غسان كنفاني
ثم باتت الكتابات تترى ......

[عبد الله راتب نفاخ]

بانتظارك أستاذ عبد الله وما قصدته هو لماذا تحصر نفسك عبر القصة والخاطرة فقط؟
واهلا بك بيننا

ربما حُصرت و لما أحصر نفسي
أنا أرى نفسي - و ربما هذا مؤقت - غير قادر إلا على غير هذين الفنين
فالقضية ليشت قضية مخزون لغوي فحسب
بل تدخل فيها اعتبارات كثيرة أخرى
سلمت أستاذتي الفاضلة
و بارك الله بكم

[ريمه الخاني]

لو سألك أحدهم ماذا تريد من الادب؟ وماهي طموحاتك عبره ..كيف سيكون ردك بموضوعية وصدق ؟فهل مازال الادب في عصرنا قادر على الإصلاح الفعلي؟
لك التحية والتقدير دوما اديبنا العزيز.

[ريمه الخاني]

وإلى حين عودة الأديب عبد الله راتب النفاخ...سنكون على موعد مع الشاعر الكبير:
رمزت ابراهيم عليا:
فأهلا وسهلا به معنا:
من رمزت ابراهيم عليا وماذا يشكل الشعر في حياته..؟
ونترك المجال مفتوحا للفرسان.