نعم أ. ريمة وأ. ظميان
هذه القصيدة لابن الأبرص تخالف قواعد العروض في شيئين
أولا التزام العروض أو التفعيلة الأخيرة في البيت وهذا يعمل به في جميع بحور الشعر العامودي الخليلي
كما اتفق العروضيون .. !!
ثانيا في مخلع البسيط هناك أشكال متعددة ولكن لا يتم خلطها في قصيدة واحدة أيضا كما اتفق العروضيون .. !!
وقد صادفني شكل عجيب وجميل لمخلع البسيط :
متفعلن فاعلن مفاعلتن .... مستفعلن فاعلن مفاعلتن
\\0\\0 \0\\0 \\0\\\0 ... \0\0\\0 \0\\0 \\0\\\0
و فَرَّتِ الذِّكرياتُ مِنْ جُدُرٍ .. لا قُبْلَةٌ خَلْفَها و لا بَلَلُ
عموما تعليقي على هذا الأمر هو أن الأسبقية للشعر والإبداع على اللغويين والعروضيين
حيث أن الشعر والإبداع العربي سبق اللغويين والعروضيين بقرون ثم جاء بعد ذلك
هؤلاء اللغويون والعروضيون ليستنبطوا ويوثقوا قواعد الفصاحة والأدب والشعر من قصائد هؤلاء
الشعراء ولكل قاعدة شواذ وربما كان الشواذ أكثر قيمة من القاعدة نفسها في بعض الأحيان
وكلنا نعلم أن هناك حالات لغوية في القرآن الكريم تخالف القواعد اللغوية العربية ..
ومعلقة ابن الأبرص كانت قبل الفراهيدي وقبل كل العروضيين وهو لم يكتبها على قواعدهم
بل هم استنبطوا القواعد العروضية مما كتب هو وغيره ..
لذلك هو أعظم بملايين المرات من أعظم عروضي أو لغوي مهما علا شأنه وسما برأسه
بدءا من الفراهيدي نفسه لأن ابن الأبرص يعتبر مرجعا لكل هؤلاء المتعيشين على ضفاف إبداعه ..
ونحن اليوم كمبدعين لابد أن نلتزم أولا بقواعد الإبداع قبل أي قواعد وضعية أخرى
ولنفعل هذا يجب أن نفعله كما فعل بن الأبرص ورفاقه .. فعلى أي بحر كتب ابن الأبرص قصيدته ..؟؟
وزهير وكعب وامرئ القيس ؟؟ هؤلاء لم يكن هناك بحور خليلية ليكتبوا عليها بل كتبوا وفقا لفطرتهم
الإبداعية وعلى السليقة لديهم المستنبطة من كل الأصوات المحيطة بهم ..
وهكذا نحن يجب أن نكتب على قواعد إبداعنا كما فعل أولائك
وليس على بحور الخليل أو شفيق أو حسنين .. وبعد ذلك ليأت العروضيون ويستكشفوا على ضفاف إبداعنا
ويروا في أي بحر سيصنفون قصائدنا ..
تحيتي للجميع