تكريت المحمية التاريخية قبل 100عام

[محمد فتحي المقداد]

أستاذ عثمان آل غفار
أسعد الله أوقاتك بكل الخير
على التعريف بهذه النقطة والتي هي من الشمائل
العربية و الإسلامية, والتي تنم عن التكافل والتضامن
الإجتماعي, القبيلة هي الحاضنة لجميع الأطياف وخصوصاً
إذا ساد العدل والمساواة بين رعاياها, وهذا ليس ببعيد فلو
رجعت لتاريخ الفتوحات( القادسية) لوجدت أن توزيع المقاتلين,
فكانت كل قبيلة تجمع مقاتليها تحت إمرة فارسهم القوي, وتدافع
عن قطاعها الذي كلفت به..
و أتوجه كذكلك بالشكر إلى الأستاذ سعد العراقي
على مداخلته الجميلة التي أضاءت كثيراً من جوانب
الحياة في تكريت وربوعها الطيب...
دمت بخير

[سعد العراقي]

بسم الله الرحمن الرحيم

الاخ الكريم ابن الاكارم السيد عثمان الناصري الحسيني المحترم :: تبقى فيكم البركة ان شاء الله تعالى، بقية العلماء وسليل الاصلاء،، فلكم ولأهلكم السبق ولسان الصدق في مجال العلم والتحقيق .. اعانكم الله في مسعاكم وزادكم علمآ ونورأ ونفع بكم لاحياء تراث الامة بخطكم وأعلى راية مدينتكم ببحثكم وجهدكم ..واعان الله الجميع لاظهار كل ماهو حي بضمير الاوفياء حملة الاقلام الشريفة ووفقهم لنشر الطي.. لتبقى الحقائق والمكرمات خالدة لايدفنها غبار الزمن الغي..الزمن العجيب الغريب الذي نعيشه ..اعاذكم الله واعاذنا وكل شريف غيور من شروره وصروف نوائبه وحما عراقنا العربي الاصيل ومدينتنا مدينة الصلحاء الكرماء وهيأ لنا من أمرنا رشدا.. ومنه تعالى وحده العون والتوفيق .. مع شكري واعتزازي وتقديري لجنابكم الكريم بمروركم المبارك وكلماتكم المعبرة ابن العم العزيـــــز..

ولايفوتني ان اتقدم بالشكروالتقدير لإبن حوران العربي الاصيل الاخ محمد المقدادعلى اطراءه وطيب كلامه أسأله تعالى له ولأهله واهل حوران الاصلاء الحفظ والتوفيق والسداد لما يحبه المولى ويرضاه .. مع اعتزازي الاخوي..

ونكمل ما بدأنا بشئ من التاريخ والتراث الخاص بمدينتنا العريقة

وبعد تلك الفترة فتحت مدرسة تكريت الابتدائية الاولى في منطقة الحارة ببيت مستأجر تعاقب عليها الاستاذ الجليل ياسين محمد الخليل وسيد كمال علاء الدين الالوسي ،، وتبعتها بعد فترة مدرسة آخرى مدرسة الثانية نهاية الثلاثينيات وتوالى عليها جمال الالوسي وطه عمر الباشا (رحم الله جمعهم) ،، وفي الاربعينيات بنيت مدرسة ابتدائية كبيرة في منطقة القلعة (موقعها كتف بداية جسر تكريت الحالي) وانتقلت اليها المدرسة الاولى والتي كان لنا شرف تعلم انوار(أ ب ج د ... )على رحلات صفوفها عام 1960.. بادارة مديرها الاستاذ الفاضل رديف الحاج طالب ومعاونه الاستاذ محي علي السينو وكوكبة معلميها المربون المحترمون الاجلاء،، رحمهم الله جميعا واكرم مثواهم في جنات النعيم.
ثم فتحت مدرسة التفيض الثانوية بالمدينة،والقبول فيها بأجور يدفع الطالب ثلاث اقساط سنوية كل قسط ثلاث دنانير وكان اول مدير لها لبناني الجنسية اسمه استاذ معروف صعب وأعقبه في ادارتها المرحوم الاستاذ حسن علي الحاج حسن التكريتي ومن بعده المرحوم خيرالله طلفاح ،وكان من جملة مدرسيها المرحوم الشيخ العلامة الجليل عبدالكريم الدبان ، وضمت ايضآ فيها مدرسين اثنين من اليهود (برهوم ويوسف)..
ثم ساهم اهل تكريت على نفقتهم الخاصة وبنوا ثانوية تكريت الرسمية 1949 للبنين وافتتحت في 1950 وكلف بناؤها 7500 دينار،وأول مديرعين لها (المرحوم الاستاذ توفيق اسماعيل رفيق)،وهيأت لطلابها اول امتحان ثانوي وزاري بتكريت عام 53 ،(هي الان موقع لثانوية تكريت المطورة للبنين قرب سوق المدينة الحالي).
وفي العام 1951 اعلنت تكريت قائمقامية وألحقت اداريآ ببغداد بعد ان كانت ناحية تتبع لسامراء وعين اول قائممقام عليها (محمد علي شريف).. وهكذا تطورت تكريت تباعآ خصوصا بعد ثورة 58 حيث بنيت فيها مستشفى ومكتبة ومدارس اخرى للبنين والبنات وحدائق عامة ومحطة بنزين ومتنزه ومرافق اخرى.. وتدرجت حتى اعلنت محافظة مطلع عام 1976 بأسم محافظة صلاح الدين وعين اول محافظ لها عيادة كنعان صديد..والله تعالى نسأل ان ينشر عليها وأهلها وعموم العراق منشور الامن والامان ونعمة السلام.
*
ومن التراث الاصيل الذي تميزت به مدينة تكريت قديمآ وتناقله اهلها لمئات السنين هو زراعة الشطاطي (واحات خضراء غناء يزرع فيها الرقي الاسود والبطيخ وانواع الخيارواللوبيا..)على ضفاف دجلة الخالد في مواسم الصيف هربآ من لهيبه الحار الى برودة نسيم ونعيم دجلة العذب الطيب، حيث كان اهلها يقضون موسمها يأكلون وينامون ويتسامرون فيها ويزرعونها في ثلاث مناطق :: السحل في الجهة الجنوبية من البلدة // والقائم الصغير في حويجة الخشمان (قرب ومقابل) قلعة تكريت القديمة في الوسط على جانبي النهر// ومنطقة القائم الكبير والسعلوة بالجهة الشمالية للمدينة من حويجة
جلال الى حد شعبة البِغال ،(هذه الشِعبة بكسر الشين كانت موقع للجيش التركي تربط وتربى فيها خيولهم وبغالهم) ..وظل تراث الشطاطي يتناقله اهل المدينة عقودا متتابعة من الزمن وانحسرتدريجيآ مع بناء المواقع الرئاسية بالتسعينيات على ضفاف دجلة، حتى اختفى نهائيا بعد الاحتلال الاجنبي للعراق 2003 وتغيرالاوضاع الامنية بالبلد بصورة عامة.. ولم تبقى منها الا صدى ذكرياتها بعقول وضمائر من عاشوها سالفا..
*
ولنا بحق الشطاطي قصيدة نظمتها عام 2009،، وارددهها كلما رن ناقوس الحنين لتلك المشاهد الراسخة في ذاكرة الشوق وانجذاب الروح لربى تلك الديار العزيزة ،، بعد ان قدر الرحمن سبحانه أن نكون بعيدا عن ثراها الغالي والحمد لله على تقديره..... واختصرمنها هنا بذكرهذه الابيــات:
هـــاتِ الحديث عن تكريت وشطاطيها *** واحاتٌ على النهرِ، دجلة يُباريها

سِيابيط* سوسٍ ما أطيب روائِحُها *** اذا رَشَشت عليها الماء حقآ يُناغيها

ما أطيب من هواها وشذى نسائمها *** إلا في جنة الفردوس هناك تلقيهـا

شيخ مبارك يصدح الله اكبر مُؤذِنآ *** حي على الفلاح يانــُوام لياليهـــــــا

وتنور يُسجر مع الآذا ن مُبَكِــرآ *** حرائرَ شهمات يَخبزنَ رغفانٍ بأيديهـا

شاي على العِيدان في وقت المسا ***** ولمـة الاحبـاب بأحاديث تُسليهــــا

وقهوةٌ صهباء على ركائزَ من حَصا *** مِن دلةٍ سمراء والفانوس يضويها

وما أبهى لياليهـــا والقمـر بـازغآ **** يعكـس على دجلة انـــوار باريهـــــا

ونسمات هواهــا إن هبت مغنيــــةٌ **** تُنعـش الارواح وتُطــرب اهاليهــــا

......*......
فيـا من تشـــكو من ضُرٍ ومـن ألمٍ ***** عليك تذكارهــا لعـــل الله يبريهـــا

ولآثارِ ماضيها تخيل وارتشـِــف ***** مِن عبقِ أصالتها شـــمات تداويهـــا

وإســـكب العبرات شـــوقآ وحنينآ **** والدموع ألوان وهذا اللون صافيها

.....*.....
تكريت بلدتي ياقلعة الاسود ومربضها *** حروفك شموخ والتاريخ يحكيها

حماكِ الحافظ الرحمن من كل شر **** وحما بيوت اهلك من كيد اعاديهـــا

إن الزمان يدور والرموز باقيـةٌ ***خوالد فيها وهل للشمس غربال يغطيها

والليالي تزول وإن طالت عِتمتها *** فلا بد من فجـــرٍ بالنـــور يجليهــــــا
.....*.....
نصبُر والصبر محمود في عَواِقبه *** فأوُلي العزمِ بالصبرِ نالُوا مَعاليهـــــا
************

_____________________________
*(السيباط على شكل كوخ مربع او مستطيل ضلعه (3-5متر) من اعمدة الاشجارالخشبية يغلف بحزم من اوراق السُوس اوالغَرب .. تفرش ارضيته
بالحصا الناعم.. له باب مفتوح مطل على الشاطئ)*
*******************
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين