بين الخوف اليأس التشاؤوم والسلام المتفائل
تراكمت في ذاكرة العراقيين هذه الأمراض من نتائج اللم الذي أصبح متوارث عندهم, أوجه الشبه بين حالة الأعتقاد هذا المتناقض عند العراقيين في الماضي والحاضر كثيرة لتكرار تجارب الظلم والتسلط عليهم والخوف من المستقبل , وأدى الى زرع الأحساس باليأس من الفرج وأبدال الحزن بالفرح و هذا الموقف جعب لأجواء الناس كئيبة وزرع روح التشاؤوم فيهم ألا أن شر البلية ما سضحك تجد داحلهم ضحك وسرور يتردد صداه بالعالم وهم أهل الصوت العالي بالفنون والأدب وصلت اعمالهم كل الناس , والمجالس السياسية الرسمية الحكومية ليست بعيدة عن هذا المرض بل يصرح ليل نهار القادة السياسيون بما يشبه هذه الحالة المتناقضة منهم من يتفائل ويجعلك تحلق في عالم الأمل والأحلام والأخر يجعلك تصاب بالكىبة والتشاؤوم من المتوقع من قابل الأيام القادمة على العراقيين من محاكاة للواقع تقنعك بصحة الرأي وهي الأدراك أن العراق فعلآ واقعى تشكل من قوميات متناقضة وأديان مختلفة العقيدة ومذاهب متحاربة داخل الدين الواحد شعارها الثأر والأنتقام بأبشع الوسائل والنتائج مجهولة وبين الخوف والنفور أكفهرت وأصفرت الوجوه لأنها لاتجد سلاح للدفاع عن نفسها أمام طغيان المحتل ووكلاء أعماله المتسلطون على العراقيين بقوة السلاح الفتاك وبينما الناس مسالمون بلا سلاح الا الصمت وأنتظار الطامة الكبرى والموج العارم الذي سيعصف بالعالم لعله الخلاص للضعفاء مما يعانون منه من ظلم وآلم, وهم يشاهدون ان ما مر بهم أسفر عن حقائق ىليمة , والعراقيون لديهم روح لا تقهر ويؤمنون بمعتقدات دينية لا مثيل لها بالعالم لأنها تتميز بالتوقع والتنبىء بالمستقبل ويؤمنون بالروايات الدينية التي تمنحهم الوعد بقدوم المخلص الفادي الذي ينشر عليهم العدل بعد ان تملىء الدنيا ظلم وعذاب وجور و وهم ليسوا بعيدون عن مواجهة المعاناة لكن عزاءهم الأمل , ولكن ليس بيدهم سلاح يدافعون به ويصلحون أو يغيرون الواقع وهذا مع شدة العلة ادى الى أصابتهم بمرض الأنطوائية وكتمان الالم الشديد , أسترد العراقيون شيء من القوة والنشاط بعد عام 2003م عند تخلصهم من نظام المجرم صدام الذي منع السفر للخارج وجندهم للقتال في حروب لا علاقة لهم لهم بها ودفعوا الثمن حياتهم فيها وساعد صدام دول الجوار للعراق في ذلك وعي خطة الموساد الأسرائيلي في دمار العراق وخشية الخطر منه لوايات ونبؤات دينية أنه ياتي جيش من الشرق يمحو أسطورة أسرائيل ودولتها في فلسطين المحتلة والقدس الشريف المقدس , ولو أن مكة المكرمة والمدينة المنورة ليست اقل معاناة من تسلط أمريكا و وكلاءها آل سعود الحكام الذين حطموا القدسية في الكعبة المشرفة لدرجة أطلقوا أسماءهم على الأبواب الداخلية لها وهي أشبه بمعلقات الشعراء في الجاهلية قبل الأسلام التي علقت في دار الندوة مجاور الكعبة ! ونجد باب الملك فلان وبقي يسمون أبواب بأسم أصدقاءهم بوش وشارون والعلماء المسلمين صامتون والزهر في مصر أفتى وأصدر فتوى هدر دم العراقيين عند غزو صدام الى الكويت عام 1990م بينما لم يصدر الفتوى بهدر دم الأسرائيليين المحتلين لمدينة القدس الشريف ولا الأمريكان عند أحتلال العراق عام 2003م و تراكمات هذه الأحداث أدت الى اليأس والتشاؤوم من مستقبل الأمة العربية الأسلامية والعراق جزء منها بينما يبقى الأمل والتفائل بالمستقبل موجود والتغيير ممكن , والعراقيون بعد حرية الأنترنيت والسفر رغم بعضهم سلك السفر والهجرة مجلرى تحت تأثير التهجير القسري الطائفي القومي والديني والمذهبي لدرجة طلب اللؤ في العالم وهي ظاهرة جديدة عليهم , ولكن المتعجل في قطف الثمار يعاني وهم يشعرون بالفرق بين العراق والعالم الذي قطع مراحل من التقدم العلمي والثقافي كبيرة لكن أخطاء المتعجل وتشاؤمه ربما هي ليست سخط من الأمر بل رضى وتفائل في الوصول عبر الصبر الى الهدف والأنضمام الى العالم , والماضي يبقى مصدر وحي للثقافة والأدب والثروات لكن الحرية لاتمنح أنما تقتطف بثمن وعلى يد أبناء العراق ولو أنهم خدعوا من السياسيين الحاكمين حاليآ الذين جاؤا مع المحتل الأمريكي ورعايته لهم وزرعوا الطائفية المذهبية الدينية والقومية ومارسوا الأنتقام والثأر السياسي ممن سبق وأن حكم العراق , والناس يحتاجون الى بداية موفقة تتفائل بالمستقبل وبينما الحكام حاليآ شعارهم الولاء للفتوى المذهبية الدينية والأنتماء القومي أولا قبل الأنتماء الى العراق الوطن الأكبر هوية العراقيين لذا أنا لا أتفائل ألا أذا أقيمت اقاليم الأكراد بالشمال والعرب السنة في الوسط والعرب الشيعة في الجنوب ومخافظة نينوى للمسيحيين والأقليات لعلها لسنوات تنسي الناس الهموم والظلم !والسياسيون لا يعترفون بهذه الحقائق لأنها تكشغ حقيقتهم وألا اليوم في مصر الترشح لرئاسة الجمهورية يشترط توكيلات من الناس لايقل عددهم عن الاف للموافقة على الترشح بينما في العراق الترشح للبرلمان لا تطبق عليه الشروط الفحص الصحي والقدرة البدنية والعقلية من وزارة الصحة ولا شرط العمر الحد الأعلى هو 61 سنة الحد الأعلى للخدمة العامة بينما رئيس الجمهورية وبرلمانيون أعمارهم أكثر من 90سنة و شرط الجنسية الأجنبية اليوم في مصر مرشح أمه أمريكية الجنسية قامت الدنيا ولم تقعد عليه وبينما في العراق وزراء وبرلمانيون عائلاتهم لم تزور العراق منذ 40 سنة وجنسياتهم أجنبية وولاءهم للمحتل الأمريكي وما يجمعهم بالعراق سوى اللهجة اللغة الناطق بها لسانهم وسرقة ما يمكن من أموال النفط العراقي والثروات واحالتها الى الخارج ! كل هذا يورث السخط والآلم والكىبة و اليأس وربما الجنوح الى ممارسات العنف وتشكيل الميلشيات والعصابات ولا يشفع للناس أن ظلم صدام كان السبب بقدوم المحتل ولكن الكل شركاء في دمار العراق عند أختيارنا لبرلمانيين غير مناسبين !و لازالت الفرصة موجودة للأصلاح ورفع الظلم والفرصة الديمقراطية في انتخابات قادمة ممكن بعد تجارب مريرة مرت , وصمت رجال الدين وقادة القبائل والعشائر العراقية سيسجله التاريخ كما صمت الناس على صدام الذي يزود أسرائيل بالنفط مجانى وروسيا وغيرها والشعب محروم ادخلنا بحروب وبينما أعفى الأكراد من الخدمة العسكرية وأهل تكريت اعتبرهم موظفين في قصوره ومتعهم بأمتيازات من أموالنا و حقوقنا قبل هؤلاء بالتمتع على حساب حزن وكآبة وتشاؤوم مر علينا من ظلم صدام اعتبروه نصر لهم علينا وفرح وسرور وتفائل لهم لكن الدعاء الحكيم يقول اللهم ربي لاتجعل فرحي وسروري حزن وآلم لغيري !



بين الخوف اليأس التشاؤوم والسلام المتفائل
مركز ياس العلي للاعلام_صحافة المستقل