ملخص مبحث (دلالة الجملة العربية) من كتاب (الجملة العربية والمعنى) للدكتور فاضل صالح السامرائي حفظه الله نقلتها عن موقع لمسات للفائدة ..
دِلَالَةُ الجُمْلَةِ العَرَبِيِّةِ / الدِّلَالَةُ القَطْعِيِّةُ والاحْتِمِالِيِّةُ
الجملة العربية إما أن تكون قطعية الدلالة أو أن تكون احتمالية الدلالة
الجملة ذات الدلالة القطعية تدل على معنى واحد ولا تحتمل غيره، أما ذات الدلالة الاحتمالية فتحتمل أكثر من معنى ، وقد يترك القائل الدلالة احتمالية لتحمل أكثر من معنى من باب التوسع، وقد تتحدد الدلالة بقرينة لفظية أو معنوية
الأسباب التي تدعو لدلالة الاحتمال في الجملة
1 ـ الاشتراك اللفظي في معنى المفردة
فيكون للكلمة أكثر من معنى دون ما ينص على أحدهما مثل: العين ـ القرء
ومن الحروف إن ـ ما
مثال: "ما لك خير"، يمكن أن تكون (ما) نافية والمعنى نفي الخير، أو أن تكون موصولية بمعنى (الذي لك خير)
2 ـ الاشتراك في دلالة الصيغة
ففي العربية صيغ مشتركة الدلالة ، نحو:
* (فعيل) وفيها هذه الاحتمالات:
مصدر مثل صهيل + صفة مشبهة مثل كريم + صيغة مبالغة مثل سميع + اسم مفعول مثل طريد
* (فَعول) واحتمالاتها:
صيغة مبالغة مثل صبور + اسم مفعول مثل رسول
(فُعول) واحتمالاتها:
مصدر مثل قُعود + جمع مثل قعود أيضا
أمثلة أخرى "إنني براء مما تعبدون" براء قد تكون مصدرا على المبالغة أو صفة مشبهة كجواد
(لا يشادّ زيد ولا يوادّ لئيم) قد يكون المراد (لا يشادَد ، لا يوادَد ) أو المراد (لا يشادِد ، لا يوادِد)
3 ـ عدم التبين من أن القول كلمة أو كلمتان
مثال : (ما لي عندك)
قد تكون (مالي) = كلمة واحدة من المال + الضمير = الإعراب مبتدأ
أو هي كلمتان (ما) الموصولة أو الاستفهامية + جار ومجرور
4 ـ عدم تبين أصل الكلمة أو وزنها، فإن تبين الأصل أو الوزن كانت الدلالة قطعية
مثال (أنا أكيله) قد تكون فعلا مضارعا من (كال) بمعنى أن أكيل له شيئا، وقد تكون صيغة فعيل من (أكل) بمعنى مفعول أي مأكول
* " ادعوه خوفا وطمعا" واحتمالاتها:
مفعول لأجله = خوفا وطمعا
الحال = خائفين طامعين
6 ـ ذكر ألفاظ تفضي إلى الاحتمال في الدلالة سواء قيودا كانت أو غيرها، ولو لم تذكر لكانت الدلالة قطعية
* (ما جاءني أخوك راكبا) واحتمالاتها:
ما جاء حالة كونه راكبا، أو ما جاء أصلا
7 ـ الحذف الذي يؤدي إلى احتمال إعرابي ودلالي
"فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا" واحتمالاتها:
ضحكا قليلا = مفعول مطلق
زمنا قليلا = ظرف زمان
8 ـ اشتراك في الإعراب يفضي إلى اشتراك في الدلالة
ـ ذره يقول ذاك
الحال = اتركه قائلا ذاك
الاستئناف = اتركه ، إنه يقول ذاك
9 ـ مواقع إعرابية ذات دلالة قطعية أو محتملة
* (اشتريت قدحَ ماءٍ) واحتمالاتها:
اشتريت القدح فقط
أو اشتريت ماء بمقدار قدح
فإن قلت (اشتريت قدحا ماءً) كانت الدلالة قطعية
* وإن قلت (لا رجلٌ في الدار) فيحتمل نفي جنس الرجال، ويحتمل نفي الواحد فقط وقد يكون في الدار اثنان أو أكثر
فإن قلت (لا رجلَ في الدار) بالنافية للجنس فإني أنفي وجود أي رجل بل أنفي جنس الرجال كله
10 ـ الاختلاف في إرادة الحقيقة والمجاز
ـ "حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور ..." يحتمل أن المراد هو تنور الخبز حقيقة، أو أنه كناية عن الشدة
11 ـ جمل تحتمل في تأليفها أكثر من معنى
ـ " فقليلا ما يؤمنون" يحتمل أن المراد هو قلة المؤمنين ، ويحتمل أن المراد نفي الإيمان تماما
ـ "بغير عمد ترونها" يحتمل أنها مرفوعة بعمد غير مرئية، أو بلا عمد إطلاقا
12 ـ عبارات تحتمل أكثر من معنى غير أنه قد تتعين الدلالة بالتعليق أو بالوقف على مواطن ما من العبارة
"فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون"
فالقارئ للآية يلحظ علامة مزدوجة من ثلاث نقاط في موضعين(إليكما + بآياتنا) ، و تعني أن الوقف على أحد الموطنين يعني امتناع الوقف على الموطن الثاني
فإن وقفنا عند قوله (إليكما) لا يجوز أن نقف عند الثانية ويكون المعنى أنكم غالبون بآياتنا
وإن تابعنا القراءة يجب أن نقف عند قوله (بآياتنا) ويكون عدم الوصول إليهما بفضل الآيات
فالوقف يكون بحسب التعليق، إن علقنا الجار والمجرور (بآياتنا) بفعل الوصول وقفنا عندها، وإن علقناهما بالاسم المشتق (الغالبون) وجب أن نقف عند (إليكما) فقط
وفي كل حالة مما سبق تكون الدلالة احتمالية إلا إن وجدت قرينة لفظية أو معنوية فإن الدلالة عندها تصبح دلالة قطعية
(ونقلا عن الأستاذ:أحمد حمود الغنام)