إضافة مقتبسه:
تاريخ كلمة العالمانية
--------------------------------------------------------------------------------
قال الدكتور محمد عمارة في تقديمه كتيب "حوار الإسلامية والعلمانية" هدية مجلة الأزهر لشهر صفر 1433هـ ص6 نقلا عن الدكتور السيد أحمد فرج "علماني وعلمانية .. تأصيل معجمي" المنشور كلامه في مجلة الحوار العدد2 السنة الأولى 1406هـ،1986: وأول من أدخل هذه الكلمة وكتبها هكذا "عالماني وعالمانية" نسبة إلى العالم كمقابل لله والدين والمقدس- هو أحد المترجمين عن الفرنسية إلياس بقطر المصري الذي عمل مترجما للحملة الفرنسية على مصر (1798-1801)، والذي رحل إلى فرنسا حيث عمل مدرسا للعربية العامية بمدرسة اللغات الحية بباريس. كان إلياس بقطر أول من ترجم هذا المصطلح عن الفرنسية عندما ترجم المعجم الفرنسي إلى العربية 1828.
معلومة قيّمة نشكرها لك أيها الفاضل
ولعلي اسعدني فيها تصحيح اللفظ من علماني إلى عالماني
فالأولى وهي الدارجة اليوم والمستخدمة حتى من قبل المتصدّين لهذه الموجة الكفريّة، تجعل المقابل لله والدين والمقدس هو العلم، في حين ان المصطلح الذي مهد به لما نرى اليوم مترجم الحملة الفرنسية على مصر إلياس بقطر المصري يجعل المقابل لله والدين والمقدس هو العالم ... والفرق بين أثر هذه وتلك على المتلقي كبير جدا
شكرا لجهودك المميزة
تحيتي
بارك الله فيك أخي المفضال فريد على التوضيح ، وهذه اللفظة قد تطورت وتشعبت واختلف الناس فيها .
وتكلم أصحاب الاختصاص في علوم اللغة حول هذا الاختلاف وقد أعجبني في هذا الباب تحليل الدكتور عبد الرحمن السليمان المتخصص في علم اللغات السامية عندما تطرق لها ، حيث استنتج ثلاثة أسباب أدى إليها الخلاف في ضبط هذا المصطلح فقال :
1. أن مفهوم (العلمانية) بمعنى جعل الشيء عاميا بعكس الكهنوتي (= "عَوْمَنة")، مفهوم قديم قدم المؤسسات الدينية النصرانية. وقد وُضع مصطلح "العلمانية" في العربية للدلالة على هذا المفهوم بالضبط وليس على غيره.
2. أن مفهوم (العلمانية) بمعنى "الدنيوية" (secularism) نشأ في إنكلترا في القرن التاسع عشر (1846)، وأن الترجمة العربية الدقيقة له هي "الزمانية"، "الدهرية" وليس "العلمانية".
3. أن مفهوم (العلمانية) بمعنى (laïcité) هو إيديولوجية نشأت في فرنسا بعد الثورة الفرنسية (حوالي 1880) وأدق وصف لها هو "إيديولوجية فصل الدين عن الدولة"!
وعليه فإننا نستنتج أن التدليل على هذه المفاهيم الثلاثة بالعربية بمصطلح "العلمانية" وحده حالة شاذة تؤدي بالمثقفين العرب غير العارفين باللغات الأصلية وغير المطلعين على التاريخ الغربي اطلاعا كافيا، إلى الوقوع في أخطاء جسيمة تجعلهم ينتهون إلى نتائج خاطئة أيضا.
باركك الباري مع عاطر تحياتي ،
http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=54604