هي العلمية أو العلماوية، وليست العالمية أو العلمانية أو العولمة، تعني العلمنة التعامل مع العالم والواقع والحياة وفق النظرة العلمية الوضعية البحتة، وتقصي الرؤى الدينية والأخلاقية والميتافيزيقية السابقة فهو توجّه يتعامل مع ما هو هنا والآن واللحظة الراهنة، و الأفكار السابقة التي انحدرت من التاريخ هي مجرد عبث ولغو خالية من المعنى، والفكر في تطوره عبر العصور انتهى علميا وضعيا وهي النهاية التي تمثل منتهى صحته وقدرته على التحكم في الواقع والتاريخ والوجود والحضارة والحياة عامة، هذا ما يراه أغلب الوضعيين.
* تعود نشأة هذا الاتجاه إلى تعاظم قيمة العلم وتنامي بحوثه ونتائجه وارتباط ذلك بالطبيعة المادية وتحقيق منجزات كبيرة على المستوى الحضاري المادي والعملي، كما ارتبط التقدم العلمي والازدهار التقني والعملي من الناحية النظرية والفلسفية برؤية العديد من منتهجي هذا النهج إلى كل ما هو تاريخي ومقدس من قيم دينية وأخلاقية وإنسانية وميتافيزيقية بأنّه يشكل عقبة في طريق العلم والتقدم والقوة، والاتجاه الوضعي صار موضع تنظير واعتقاد في الغرب وخارج الغرب وكذلك لدى بعض العامة في مختلف بلدان العالم نظرا لطغيان الاهتمام بالمصالح الفردية الضيقة التي أصبحت هي القوة الضاغطة وتقود هذا الاتجاه، وهو اهتمام سمح به التوجه العام للمرحلة التاريخية التي شهدت الحضارة الحديثة التي قامت على الانفجار العلمي والتقني وما ترتب عنه من تحوّل جذري في الفكر والسلوك وفي الحياة عامة.

شيئ محزن فعلا أن نبتعد عن كل ماهو ديني ونتجرد من هذا القرب الروحاني لنصبح حيوانات ناطقة وعقل متفلت دون ضوابط اخلاقية ...
وانت هنا دكتورجمعت مابين العولمة والعلمانية!!
لي عودة