نفحــــــة يوم الجمعة ۩
زاهية بنت البحر
الأيام تمرُّ مسرعةً دون إستئذان منَّا، وبغروب كل شمسٍ ندفن يومًا كنَّا به نلهث ربما على هدى أو على غير هدى ، خلف خيال قد نمسك به أولا نمسك أو قد يشفق علينا فينظر إلينا معاتبًا، أو ساخراً ، فيلقي تكرُّمِّا منه في سمعنا همسات تتلقاها آذان المنتبهين منا صواعق إنذارٍ مبكرٍ في بهو الوعي .أفيقوا من غفلةِ الأيام وأعيدوا حساباتِكم مع أنفسكم ، وقدموا لها ما يفيد، فالعمر كالسُّكر سريع الذوبان . ولن يستطيع أحد ترميم جروح آخر مهما حاول إن لم يكن عند الجريح رغبة في ذلك .وخير خياطة للجرح الداخلي الذي لايعرف كنهه الآخرون هو مداواة الذات بذكر الله عزَّ وجل فبذكر الله تطمئن القلوب واطمئنانها دواء من كل الجراح التي يتسبب بها الآخرون من بني البشرومن وساوس الشياطين .
ط لا يُطفئ النارَ إنْ شبَّت حرائقُها
بينَ الشرايينِ إلا أنتَ يا سنديإني
أحبُّكَ حـــــــــبًا لا يقربُني
إلاهُ مــنكَ فـــــزد في حبِّهِ يزِدِ
أدري إلهي بأنِّي لستُ قانطةً
من رحمةٍ لا تكنْ إلا من الأحدِ
فامننْ عليَّ بها جبرًا لمنكسرٍ
طردًا لجنٍ ، ووسواسٍ، وذي حسدِ