( وسؤال هامشي: معظمنا مسلمون نفخر بإسلاميتنا فلماذا لما نطرح موضوع لقراءة القرآن ودفع البلاء لاينتابنا الحماس؟
ـ أسعد الله أيامك منار ..
الصحيح أن لهذا الكسل أكثر من سبب .. ولعل من أهم هذه الأسباب، مادة ونوعية الموضوع المطروح والتعاطي معه .. فمثلاً لو كان الموضوع اعتداء وتهجم من دولة أو أفراد على ديننا أو على القرآن .. لوجدنا المنتديات والساحات الثقافية والفكرية تعج بالمشاركات ووسائل الرفض والاحتجاج .. حتى من قبل المسلمين غير المتدينين.
السبب الثاني أو الأساسي هو بعدنا عن ديننا العظيم .. وهذا يعكس الصورة السلبية لثقافتنا .
ثالثاً وهذا رأيي الشخصي أن الدعاء وليس القرآن هو ما (قد) يدفع البلاء الشخصي وليس الجماعي وقد لا ينفع الدعاء في غالب الأحيان لأن من شروط القبول، اللقمة الحلال ونحن (وللأسف الشديد) لا نلتفت مجرد التفاتة ونسأل أنفسنا هل ما أخذته من مالٍ هو حقٌ حلالٌ طيبٌ لي ؟ هذا عن انحرافاتنا الأخلاقية و زيف معاملاتنا (رُبّ أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبرّه) وربما ناسك معتزل لو دعا في اليوم ألف مرة ما استجيب له لأسبابٍ في كينونته الدينية الناقصة فالقرآن كتاب هذه الرسالة الخالدة هو كتاب عملٍ وجدٍ واجتهادٍ وجهادٍ .. وليس كتاب مطالعة أو رواية .. فبقراءة القرآن لا يمكننا دفع البلاء عنا كشعوبٍ مقهورة ولا يمكننا رد الظلم بالتلاوة .. بل بالعمل بما ورد في القرآن من آياتٍ محكماتٍ .. وعبرٍ بيناتٍ لأولي الألباب .. وتناولها على أنها فكرٌ ومنهاجٌ للمسلم الذي يبغي الخير له وللإنسانية .. و استراتيجية فكرية تعالج مناحي الحياة كافة صغيرها وكبيرها، (ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها) ..
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من تعلّم القرآن فلم يعمل به وآثر عليه حبّ الدنيا وزينتها استوجب سخط الله .وعن أبي جعفر قال : قرّاء القرآن ثلاثة :
رجل قرأ القرآن .. فاتّخذه بضاعة، واستدرّ به الملوك، واستطال به على الناس ،
ورجل قرأ القرآن فحفظ حروفه، وضيّع حدوده، وأقامه اقامة القدح، فلا كثر الله هؤلاء من حملة القرآن .
ورجل قرأ القرآن فوضع دواء القرآن على داء قلبه، فأسهر به ليله، واضمأ به نهاره، وقام به في مساجده، وتجافى به عن فراشه، فبأولئك يدفع الله البلاء ، فبأولئك ينزّل الله الغيث من السماء، فوالله هؤلاء في قرّاء القرآن اعزّ من الكبريت الأحمر .
وإلا لانتفت مشروعية الجهاد والدعوة إلى الله وحل محلها قراءة القرآن وحسب . فبها وانطلاقاً من الموضوع محل البحث هذا ندفع البلاء ونطرد الأعداء عن فلسطين ونزيد من أموالنا ..... وووووالخ ..
هذا ناهيك عن استخدام القرآن والدين كله مطيةً للإرهاب والقتل (المشروع) بأبشع طرق القتل والسحل من التمثيل بالجثث مروراً ببقر البطون وليس انتهاءً بالذبح بالساطور غير الحاد (حسب فتاوى بعض مشايخ (زمن الزمر) ..
أصلحنا الله منار ولك مني وافر الشكر وعظيم الامتنان .