منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 7 من 7
  1. #1

    مأتمٌ لآخرِ حلم

    مأتمٌ
    لآخرِحلم


    شعر : لبنى ياسين



    صوتُكَ يطرِّزُ عباءةَ عشتار

    حيثُ تَغفو على وهمِ الخلود

    مثخنةً بأحلامٍ جائعةٍ

    تزيـِّنُ النومَ بفيروزِ الحلم

    وحيدةٌ بين براثنِ الغيمِ والمطر

    لا أحدَ يحرسُ نومَها

    ولا شيءَ يسجنُ الوسنَ بينَ جفونها

    تخبرُها بأنكَ هناكَ

    من أجلِها تبقى دائماً

    فمنْ أينَ إذنْ تسلَّـلَ اليأسُ

    إلى جسدِ كابوسها الذي لا ينام؟

    وكيف فتحتْ عينيها

    على غيابِ القبلةِ التي تَعِـدُ بالخلود

    دونَ أنْ تُنجز وعدَهَا كلَّ مرَّة؟

    تنظرُ إليكَ الأميرةُ

    التي لمْ تعدْ تغفو على وسادةِ وهم

    تقصيكَ عنْ تاجِها الفضيِّ

    المخضَّبِ بألفِ دمعةٍ ودمعة

    بقلبٍ يرتجفُ بينَ أصابعِ المطر

    لم يعدْ في وسعِها أنْ تصدِّق نبوَّتك

    لأن الصباحات الآثمة

    رهنتْ عريـَّـك بالضوء

    ونبشتْ أمامَ أشلاء روحِها

    ملامحَ اليأسِ

    المنبعثةِ عن شفاهِ صوتك

    الأميرةُ تقفُ على شَفا وجعٍ

    تُهديكَ دمعةً مطفأةً

    رسمَهَا القمرُ

    أطلالاً للموتِ القادمِ

    على كفوفِ خيبة

    وتشعلُ الثلجَ في منابتِ الغواية

    عندمَا تترجلُ منْ مركبتِها

    التي تقودُها جيادُ الصقيعِ

    ودونَ أنْ تنتظرَ الساعةَ الثانيةَ عشرة

    تعودُ أدراجَها إلى العربة

    وفي جعبةِ يأسِها المعلـَّـق

    حقيبةُ وجعٍ تتسلقُ كتفَ أفكارها

    قبضة من براعمِ الحقيقةِ العارية

    وبعض الوهم المكتسي بثوبِ صدفةٍ عابرة

    وشيء من حريرِ خرافةٍ

    قابلةٍ للتصديقِ لوهلة

    لكي تزينَ الجرحَ

    وتقتفي أثرَ الصباح

    إذْ أنَّ منتصفَ الليلِ

    بدقَّاتِه الرتيبة التي لا تعتنقُ

    الفوضى عقيدةَ صمتٍ

    لم يعدْ يليقُ

    بابتهالاتِ الخيبةِ

    المنطفئةِ على خاصرةِ

    حضورها الآسر

    تحتَ سطوةِ وعدٍ لا يتحقَّق

    مثل أنكيدو

    يعتريكَ الغيابُ حينَ تهيمُ بها

    وتعتنقُ عينيهَا خطيئةً مقدسة

    تفوحُ رائحةُ العشقِ من ثنايا جلدك

    عندما تلامِسكَ شفاهُ الحب

    ويختبئُ ضبابُ الغابات

    في أخاديدِ المدنِ الحافية

    ويتلاشى عصيانُك

    غبارَ دهشةٍ صمَّاء

    تحتَ أكمامِ السماء

    تغفو على بساطِ عشقك

    فتنظرُ إليكَ الكائناتُ الأخرى

    يذبلُ الخوفُ في وريدها

    هي التي كانتْ ترتعدُ

    على مرمى ساعدي جبروتك

    هكذا تحبُّكَ أميرتكَ مرتين

    تحبُّ ضعفكَ عندما ترسمُه أصابعُها

    دخاناً يعتلي فوضى حرائقك

    هيَ الكائنُ الضعيفُ منذُ الأزل

    لم تُخْلَقْ إلا لتقلِّمَ أظافرَ قسوتك

    وتعلمكَ أن الحبَ صلاةُ الكون

    وأنَّهُ طقْسكَ الأنقى

    لكي ترتقي إلى مرايَاهَا السِّحرية

    فتمشِّطَ شعرَ ليلِها في مدى عينيك

    تتمايلُ فرحاً بثوبٍ

    حاكته شفاهُكَ بقصبِ الكلام

    وتنحني فوقَ قنديلِ أزهارِها

    ترسمُ كحلَ شوقِها

    على رمالِ سواحلِك المتعبة

    عليكَ أنْ تتسلقَ ضفيرةَ الوقت

    لئلا تهربَ منك معشوقتك

    هكذا تموتُ الأساطيرُ كلَّ مرة

    دونَ أنْ تتركَ بقعةَ دمٍ واحدة

    تقتفي عِبرَ أروقتِها أثر القتيل

    لتبقى آثارُ أقدامِ القاتل

    معلقةً قنديلَ خوفٍ

    على شفاهِ أسئلةٍ عقيمة

    محفورةٍ بإزميلِ السكون

    لئلا تعتنقَ جواباً فاضحاً

    وحدها الحقيقةُ كسيحةٌ

    مكبلةٌ بألسنةِ اللهب

    مسجونةٌ بين ممراتِ مدى

    لا يفصحُ عن أوجاعه

    عليكَ أنْ تركضَ حتى نهاية المطاف

    لِكي تلقَاهَا هُنَاك

    في اللحظةِ التي تدركُ فيها

    أنَّ قاربكَ مثقوبٌ

    وأنكَ على وَشكِ الغرقِ

    قابَ شهقَتَينِ من الموتِ

    لا جدوى إذنْ

    سواءٌ كانتْ هناكَ أو لم تكنْ

    فإنكَ لم تعدْ هناكَ

    ولم تعدْ هنا أيضاً

    -----------

    لبنى ياسين
    لبنى ياسين

    كاتبة وصحفية سورية

    عضو اتحاد الكتاب العرب

    عضو فخري في جمعية الكاتبات المصريات


    ‎‎http://www.facebook.com/album.php?ai...&l=87f56bdf85‎

  2. #2
    واهلا بجديدك دوما أيتها المبدعة
    جميل ماقرأته هنا..
    تحيتي لك دوما
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الدولة
    العراق
    المشاركات
    2,207
    ما شاء الله يا لبنى

    وكانني أمام ملحمة عشق اسطورية .

    زادك الله بسطة في العلم والعمل
    إِلبِس أَخاكَ عَلى عُيوبِه ------ وَاِستُر وَغَطِّ عَلى ذُنوبِه
    وَاِصبِر عَلى ظُلمِ السَفيهِ ------ وَلِلزَمانِ عَلى خُطوبِه
    وَدَعِ الجَوابَ تَفَضُّلاً ------ وَكِلِ الظَلومَ إِلى حَسيبِه
    وَاِعلَم بِأَنَّ الحِلمَ عِن ------ دَ الغَيظِ أَحسَنُ مِن رُكوبِه

  4. #4
    شاعرة سورية اختصاص مناظرات
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المشاركات
    1,675
    استاذة لبنى

    اسجل اعجابي الشديد بهذه الهمسات االاسطورية

    قمة الروعة والجمال ما قرأت هنا

    محبتي وتقديري
    وإني لفي العلياء شمسُ أصائلٍ ***وبدر تمامٍ لا يماثلهُ بدرُأنا القمة الشمّاء لا يرتقي لها ***سوى صارمٍ في نصلهِ ولد النصرُ

  5. #5
    شكرا صديقتي ريمة صاحبة الروح الأجمل-مودتي.
    لبنى ياسين

    كاتبة وصحفية سورية

    عضو اتحاد الكتاب العرب

    عضو فخري في جمعية الكاتبات المصريات


    ‎‎http://www.facebook.com/album.php?ai...&l=87f56bdf85‎

  6. #6
    الفاضل علي أعتز برأيك وبمرورك..شكرا لك، زادك الله فرحا ونعيما في الدارين.
    لبنى ياسين

    كاتبة وصحفية سورية

    عضو اتحاد الكتاب العرب

    عضو فخري في جمعية الكاتبات المصريات


    ‎‎http://www.facebook.com/album.php?ai...&l=87f56bdf85‎

  7. #7
    سعيدة باعجابك صديقتي فاتن
    وسعيدة بمرورك الجميل
    شكرا لك
    لبنى ياسين

    كاتبة وصحفية سورية

    عضو اتحاد الكتاب العرب

    عضو فخري في جمعية الكاتبات المصريات


    ‎‎http://www.facebook.com/album.php?ai...&l=87f56bdf85‎

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •