قصيدة رائعة
الشاعر الكبير زياد بنجر
نلاحظ أن الشاعر من البداية
يتسائل وكأن الارق بالنسبة له تجربة أولى
وراح يصف تلك اللحظات القلقة بابيات إلا ان وصل للبيت الذي يقول
وَ لَكِنَّ قَلْباً وَ أَحْزَانَهُ
تَجَرَّعَهَا بِانْصِبابِ الْغَسَقْ
ومن هنا نستطيع ان نعرف ان سبب ذلك الارق هو الحزن
ولكن ما سبب ذلك الحزن ..
فالشاعر كما يقول أنه شخص ذو صفات حسنة
لم يهضم حقوق الاخرين وليس لديه عدوات وليس لديه امور تنغص عيشته
فهو صاحب قلب سليم
يُلاقي الْأَنامَ بِخَفْضِ الْجَناحِ
وَ لكِنْ إذا سِيمَ خَفْضاً سَمَقْ
وَ لا كُنْتُ مَنْ يَزْدَرِي الْآخَرِينَ
وَ مَنْ يَهْضِمُ النَّاسَ مِنْ غَيْرِ حَقْ
وَ ما عِشْتُ لا أَنْسِبُ الْفَضْلَ لِي
وَ لا أَجْحَدُ الْفَضْلَ مَا بِي رَمَقْ
وَ قَدْ أَغْتَدِي بِابْتِسَامِ الصَّدِيقِ
وَ فِي الظَّهْرِ مِنْ إفْكِهِ مَا اخْتَلَقْ
يُغَرِّدُ ما شَاءَ فِي ذَمِّنَا
فَتَذْوِي الْغُصُونُ وَ يَأسَى الْوَرَقْ
وَ كَانَ يَهِيمُ بِوُدْيَانِنا
وَ يَلْثِمُ رَضْرَاضَهَا الْمُدَّهِقْ
أَنا لَسْتُ يَا لَيْلُ بَدْرَ الدُّجَى
وَ لا نَجْمَةً نَازَعَتْهُ الْأَلَقْ
إذا بارِقٌ شَقَّ صَدْرَ الْغَمَامِ
فَلَسْتُ أنَا الصَّارِمَ الْمُمْتَشَقْ
وَ لَمْ أُرْسِلِ الشّهُبَ الرَّاصِدَاتِ
إِذا مَا السَّمَاعُ دَنَا وَ اسْتَرَقْ
وَ مَا النَّهْرُ يُعْرِبُ عَنْ رَوْعَتِي
وَ لا رِئْمُهُ لِاحْتِفَائِي وَدَقْ
أَ يَا لَيْلُ أظْلَمَ وَجْهُ العُبَابِ
فَإمَّا النَّجاةُ وَ إمَّا الْغَرَقْ
فَدَعْنِي أَذُبْ فِي شُجُونِ الغِيابِ
وَ لَا تَلْقَنِي مَا وَرَاءَ الْأُفُقْ
هَتفتُ بِهِ إِذْ يَحُثُّ الْخُطَا
هَلِ الشَّمْسُ مَنْ أَدْرَكَتْهُ احْتَرَقْ ؟
فَصَاحَ رُوَيْدَكَ لَا تَبْتَهِجْ
فَإِنَّ لَنَا كَرَّةً وَ انْطَلَقْ
كل هذه الصفات التي ذكرها الشاعر كفيلة بأن لا يكون
صاحب هذه الصفات مؤرق ومسهد وقلق
فهو يملك قلبا لا يعرف الضغينة ولا هضم الحقوق ولا الحسد
ولا مراقبة الناس واستراق السمع ....
فكيف بعد هذا كله يحزن ويعيش قلقا ومضطربا غير مرتاح البال؟؟
ربما نجد الاجابة في قصائد اخرى ..وربما لنا
تحيتي
حيَّاك الله أخي الشاعر المتألِّق
" ظميان غدير "
قراءة شاعر عزيزي صالح ، تصيب المعنى المراد
و تضيء المدى الشّاعريّ ، فما أحوجنا إلى ذلك
سعيدٌ بك يا شاعرنا فلا أفيك الشكر و التَّقدير
دمت بحفظ الله و رعايته