أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

(2)


بالله

الباء المفردة
حرف جر لاربعة عشر معنى:

أولها: الالصاق

قيل: وهو معنى لا يفارقها، فلهذا اقتصر عليه سيبويه
ثم إن الالصاق نوعان :
أ- حقيقي : مثل (أمسكت بزيد) إذا قبضت على شيء من جسمه أو على ما يحبسه من يد أو ثوب ونحوه
ولو قلت (أمسكته) احتمل ذلك وأن تكون منعته من التصرف
ب- ومجازي نحو (مررت بزيد) أي ألصقت مرورى بمكان يقرب من زيد
وعن الاخفش أن المعنى مررت على زيد، بدليل (وإنكم لتمرون عليهم مصبحين)
وأقول: إن كلا من الالصاق والاستعلاء إنما يكون حقيقيا إذا كان مفضيا إلى المجرور نفسه :
(أمسكت بزيد، وصعدت على السطح) فإن أفضى إلى ما يقرب منه فمجاز ك (مررت بزيد) .
فإذا استوى التقديران في المجازية، فالاكثر استعمالا أولى بالتخريج عليه
ك (مررت بزيد، ومررت عليه) وإن كان قد جاء كما في (لتمرون عليهم) (يمرون عليها).


ولقـد أمـرُّ علـى اللئـيـم يسبّـنـيفمضيتُ ثُمة قلتُ: لا يعنينى



إلا أن (مررت به) أكثر، فكان أولى بتقديره أصلا
ويتخرج على هذا الخلاف خلاف في المقدر في قوله:



تمرّون الديارَ ولم تعوجواكلامُكـمُ علـيَّ إذاً حــرامُ



أهو الباء أم على ؟



المصدر ( مغني اللبيب-ابن هشام)

</b></i>