بيلفلد – قنطرة بين البشر والآلة
يعمل معهد(CITEC) في مدينة بيلفلد على تطوير آلات قادرة على التعلم ويمكنها أن تجعل حياة الإنسان أكثر سهولة. ولكن لتحقيق ذلك الهدف ينبغي أولا للإنسان والآلة تعلم الكثير عن بعضها البعض.
نقطتان تمثلان العينين وقوس يمثل الفم، وبهذا يكون قد تم الانتهاء من تصميم وجه الروبوت المستدير كالقمر والذي يطلق عليه اسم “فلوبي Flobi”. ويحدق فلوبي أمامه بنظرة ثابتة، أما العينان فتبدوان مستديرتان من وراء جفنين متعبين وبشرته فاتحة اللون ومصممة من البلاستيك الأبيض. ولفلوبي أنف أفطس وهناك قضيبان صغيران من البلاستيك يمثلان الشفتين.
ويمكن اختيار لون شعر الروبوت بين ثلاثة ألوان وهي الأزرق أو الأحمر أو الأسود، فيبدو وجهه طبقا لذلك تارة كملامح فتاة صغيرة، وتارة أخرى كملامح رجل. تميل زاويتا الفم فجأة إلى الأعلى ويتقوس الحاجبان، ويرتسم على وجه “Flobi” انطباع ودود سرعان ما يعم ويرتسم على وجوه الآخرين داخل الغرفة، وتدب الحياة على الرغم من أن هذا الروبوت شديد السكون، فهو يتفاعل الآن بقوة مع محيطه. لقد تكللت التجربة بالنجاح.
مساعدون مفيدون
“Flobi” هو واحد من روبوتات عديدة لا زالت في الطور التجريبي. وقد عمل العلماء في معهد(CITEC) في بيلفلد بالتعاون مع معهد الروبوتيك (CoR-Lab)، على تصميم وتطوير هذه الروبوتات. ويهدف العلماء من خلال أبحاثهم وتجاربهم المشتركة هذه، إلى تسهيل التواصل بين الإنسان والآلة. ومستقبلا لن يقتصر استخدام الروبوتات في قطاع إنتاج السيارات، بل سيمتد استخدامها إلى البيوت لتساعد في حراستها وفي تأدية الأعمال المنزلية المختلفة أو أيضا لرعاية كبار السن.
وفي المستقبل القريب، سيتم تكييف الروبوتات بحيث تتجاوب مع رغبات الإنسان، ولن تكون قادرة على تشغيل أجهزة الكمبيوتر أو الأجهزة التي تستخدم في الحياة اليومية التي تعمل عن طريق الضغط على زر فحسب، بل ستتمكن أيضا من معرفة رغبات الإنسان من تعبيرات الوجه، وبالطبع الاستجابة للأوامر الصوتية كذلك. ولا يمكن لهذه الآلات أن تعمل بنجاح، إلا إذا كانت قادرة على التعلم والاستفادة من المعلومات التي تم جمعها وتخزينها، ومن ثم استخلاص طريقة التشغيل الخاصة بها.
جنبا إلى جنب مع الآلة
وتتواصل بقية المعاهد العالمية المتخصصة في نفس المجال فيما بينها، وهي تستفيد من التجارب والأبحاث التي تجرى في جامعة بيلفلد، حيث تتضافر جهود علماء من تخصصات متعددة يعملون جنبا إلى جنب، ومن بينهم علماء في مجالات الكمبيوتر وعلم النفس وعلماء الأعصاب والفيزياء والأحياء وعلماء اللغة والمتخصصون في علم الرياضة والحركة.
ويتلقى معهد(CITEC) دعما سخيا من الدولة ليتمكن من الحفاظ على مركز الصدارة التي يتبوأها عالميا، وبحلول عام 2012 سينتقل العلماء الذين يعملون في المعهد والبالغ عددهم 200 عالما، من مقر المعهد المؤقت حيث يعملون حاليا، إلى مبنى حديث تم تصميمه خصيصا لأغراض البحث.
وبهذا ستتمكن مجموعات البحث والبالغ عددها 32 مجموعة في ستة تخصصات، من استخدام المختبر المركزي المجهز بأحدث المعدات لتطوير الآلات التي يتسنى للبشر تشغيلها بيسر، إذ إن الآلات هي التي ستتكيف مستقبلا مع البشر، وليس العكس.
ألكسندر فرويند/ نهلة طاهر
مراجعة: طارق أنكاي