سلام الله عليك أستاذ أسامه:
سؤال سريع وأنامن المتابعين إنشاء الله:
ما رأيك بتحليلات فضائية روسيا اليوم السياسية؟
اوردت قسما منها عير هذا الموضوع الذي يهمني رأيك فيه أيضا:
http://www.omferas.com/vb/showthread.php?32741-القائد-المخطط-للثورات-العربية-بالصور&p=136771#post136771
مع تحيات: ناجي أبو عيسى
غزة
***********
الأخ العزيز ناجي أبو عيسى من غزة
تحية إكبار وإجلال لكم ولصمودكم وبعد
فإنني دخلت على الرابط الوارد في رسالتك، ووجدت قصة كنت قد قرأتها منذ عدة أشهر على شبكة الإنترنت.لم أعثر على الحوار الذي أشار إليه أحد الروابط الداخلية، ربما لأنني لم أعلم عن أي حوار تتحدث.المهم،كي أتجنب تكرار ما ذكرته في إجاباتي على أسئلة سابقة، فإنني أتمنى عليك أن تقبل مني إحالتك إليها، فبالإمكان العودة إليها، ففيها ما يغنينا عن التكرار.ولكني أود أن أسرد في هذه العجالة مجموعة مختصرة ومكثفة من قناعاتي بخصوص مسائل أحسست بأن لها علاقة ما بموضوع الرابط المذكور، وهي ليست جديدة على كل حال، وهي تُعْرَض كنتائج لا مجال لإثباتها في هذه العجالة، ويمكن أن تكون مواضيع لحوارات مطولة قادمة، أو أن يحالَ بشأنها إلى أماكن سبق وأن أثبتت فيها.. فأنا لست ممن يؤمنون بفكرة المؤامرة على الإطلاق.ولا أعتبر أن اليهود يتحكمون في العالم كما تشير إلى ذلك أساطير السياسة والتاريخ المزورة قديما وحديثا.والماسونية في الوقت الراهن ليست أكثر من مؤسسة جوسسة أميركية وغربية تستهدف علية القوم من مثقفين ورجال مال وصحفيين وكتاب وفنانين وإعلاميين وأدباء ووجهاء وسيدات مجتمع وفاعلي منظمات مجتمع مدني وحزبيين ونقابيين بل ورجال دين أيضا.. إلخ، لتطل من خلالهم على مجتمعاتهم، ولتمرر عبرهم سياساتها، فيما كانت – أي الماسونية - منظمة جماهيرية ساهمت إلى جانب تنظيم "اليعاقبة" في نهاية القرن الثامن عشر في الثورة الفرنسية، إلى أن استغلها نابليون محولا إياها إلى أداة استخبارية لسياساته التوسعية في أوربا وخارج أوربا، وانتشرت في كل مكان غزاه نابليون. ثم انتقلت إلى كل مكان في العالم بعد ذلك. وأصبحت القوى العظمى تتوارث مؤسساتها ونواديها ومحافلها، وتمارس خداعها وتضليلها في تصوير نفسها على غير حقيقتها كي تحقق أهدافها في صمت وهدوء.والثورات تصنعها الشعوب وليس المؤامرات، سواء كانت يهودية أو غير يهودية.وبرتوكولات حكماء صهيون وثيقة مزورة أسهمت في نشرها وإحاطتها بالألغاز، الأجهزة الأمنية الاستخبارية لروسيا القيصرية، التي كانت تلاحق اليهود والشيوعيين على حد سواء، فربطت هؤلاء بهؤلاء كي تُنَفِّر الروس من الشيوعيين، لأن الشعب الروسي كان يكره اليهود، فكانت خطوة أمنية ذكية ربط الشيوعيين الذين يشكلون خطرا على روسيا القيصرية الإقطاعية، باليهود المبغوضين من قبل المواطنين الروس.وكتاب أحجار على رقعة الشطرنج والكتب الشبيهة به، هي من أكبر أدوات التضليل المعرفي في التاريخ. ومعظم ما فيها من معلومات لا أساس لها من الصحة وغير مسنود بحقائق، وهي مجرد تكريس للأساطير التي تعلي من شأن اليهود وتضعهم في بوتقة أكبر من بوتقتهم.وكل دعاوى تحكم اليهود في سياسة الولايات المتحدة لا أساس لها من الصحة، كل ما في الأمر أن المسألة تتلخص في تلاقي مصالح تظهر التواؤم الدائم في المواقف.كما أنني أعتبر اليهود أقل شأنا من يكونوا بالشكل المرسوم لهم في إدارة الأزمات والتحكم في مسار الثورات والشعوب وكل الانقلابات.فهذا هراء وتجديف وهرطقة سياسية، يلجأ إليها من لا يريد أن يتعب عقله في التفكير وتحليل الأمور، ومن يرفض الاستسلام للعلم والعقل، ويستسهل الخرافة والأسطورة في تفسير الأحداث، لأنها لا تكلفه سوى الاستسلام لمصدرها المقدس، بينما العقل والعلم يلزمانه التفكير الذي لا يرغب في اللجوء إليه.ومن كان من هؤلاء فهو لا يريد أن ينجز أو يتحرك أو يناضل بالشكل الصحيح، أما من يفعل ذلك عن قناعة منه ويقين، فإنما يخدم اليهود أنفسهم والإمبريالية نفسها، أكثر مما يخدم نفسه وأمته وقضاياه.ولست ممن يؤمنون برسم خطط السياسة والتغيير على أساس نصوص تنبؤية وردت في التراث ونُسِبت إلى النبي الكريم زورا وبهتانا. فللسياسة أدواتها العلمية التي تتحول بدونها إلى أعمال غوغائية لا قيمة لها.كما أنني أؤمن إيمانا قاطعا بسنن حركة التاريخ وبإمكانات الشعوب على التغيير.وأعترف بأن الأعداء يحاولون دائما القفز على منجزاتنا واختراقها، وهذا حقهم في ضوء عداوتهم لنا.لكن هذا لا يعني أنهم هم الذين يرسمون كل شيء في حياتنا.حتى الشيء الجميل في واقعنا راحت الأكاذيب وعقليات المؤامرة تنسبه إليهم، لأن أحدا لا يريد أن يقر لنا بإمكانياتنا وقدراتنا على زعزعة خطط هؤلاء ومشاريعهم، ولا حتى على القدرة على مقاومتهم.ولا أحد يريد أن ينسب إلينا الإبداع وتعليم البشرية أصول الثورة والتغيير والسياسة والقيادة.يريدون شعوبنا ومثقفينا دائما عالة عليهم حتى في ثوراتهم.إنه منهج التثبيط والتيئيس القائم على التهويل والتسطيح، وهو المنهج الذي لا أجد نفسي مقتنعا منه بشيء.أدعو الجميع إلى العلمية والموضوعية والعقلانية، فمن كانت عنده معرفة مسنودة بمرجعية عقلية وعلمية وفق ما تتيحه قواعد تلك المرجعيات من قواعد للاستدلال، فليتقدم وليتحفنا بها، وسيجدنا مصغين له كل الإصغاء، وإلا فليقف متفرجا مستمعا، فهذا أفضل له ولغيره.ليس هذا ردا على أسئلتك أخي العزيز ناجي، لكنها خلاصة موقف من قضايا حساسة تثار دائما بشكل مغلوط أحسست من خلال ما رأيته من مادة منشورة ومعروضة في الرابط الذي اقترحته، بضرورة ذكرها.
وفي النهاية فإنني أحيلك إلى المادة التي كتبتها في هذا الشأن سواء خلال هذا اللقاء أو في دراسات كانت تنشر لي في موقع "الفرسان" وفي غيره من المواقع.وكل تحياتي لكم، واستصغاري لنفسي، عندما أكتفي بالثرثرة أمام هاماتكم العالية، وأنتم تواجهون كل ذلك الجبروت بصدوركم العارية وبجوعكم وعطشكم وإصراركم.
أسامة عكنان