خذلان ...نادية عاشور
الطائر الجريح
بقلم : نادية عاشور(فلسطين ..غزة)
عندما يخذلون إحساسك الجميل
..ويكسرون أحلامك بقسوة
..ويرحلون عنك كالأيام..كالعمر
..وينبت في قلبك جرح بأتساع الفراغ خلفهم
..ثم تأتي بهم الأيام اليك من جديد
..فكيف تستقبل عودتهم
وماذا تقول لهم؟؟؟
قل لهم
..انك نسيتهم
وأدر لهم ظهر قلبك,وأمض في الطريق المعاكس لهم
فربما كان هناك..في الجهة الأخرى..أناس يستحقونك أكثر منهم
:قل لهم
..ان الأيام لا تتكرر
وان المراحل لا تعاد
وانك ذات يوم..خلفتهم
تماما كما خلفوك في الوراء وان العمر لا يعود الى الوراء أبدا
:قل لهم
انك لفظت آخر أحلامك بهم
..حين لفظت قلوبهم
..وانك بكيت خلفهم كثيرا
حتى اقتنعت بموتهم
وانك لا تملك قدرة إعادتهم إلى الحياة في قلبك مرة أخرى
بعد أن اختاروا الموت فيك
:قل لهم
..إن رحيلهم جعلك تعيد اكتشاف نفسك
..واكتشاف الأشياء حولك
..وأنك اكتشفت أنهم ليسوا آخر المشوار
..ولاآخر الإحساس
..ولاآخر الأحلام
..وأن هناك أشياء أخرى جميلة
..ورائعة
.تستحق عشق الحياة واستمراريتها
:قل لهم
..انك أعدت طلاء نفسك بعدهم
..وأزلت آثار بصماتهم من جدران أعماقك
..وأقتلعت كل خناجرهم من ظهرك
وأعدت ولادتك من جديد
,وحرصت على تنقية المساحات الملوثة منهم بك
..وان مساحتك النقية ما عادت تتسع لهم
:قل لهم
..انك أغلقت كل محطات الأنتظار خلفهم
..فلم تعد ترتدي رداء الشوق
..وتقف فوق محطات عودتهم
..تترقب القادمين
..وتدقق في وجوه المسافرين
..وتبحث في الزحام عن ظلالهم وعطرهم وأثرهم
.عل صدفة جميلة تأتي بهم اليك
:قل لهم
..ان صلاحيتهم انتهت
..وان النبض في قلبك ليس بنبضهم
..وان المكان في ذاكرتك ليس بمكانهم
..ولم يتبق لهم بك سوى الأمس
..بكل ألم وأسى وذكرى الأمس
:قل لهم
..انك نزفتهم في لحظات ألمك كدمك
..وانك أطلقت سراحهم منك كالطيور
..وأغلقت الأبواب دونهم
.وعاهدت نفسك ألا تفتح أبوابك الا لأولئك الذين يستحقون