أربعون عاما في الكويت : فيلويت ديكسون(أم سعود)"14"
((ليس بالبترول وحده تحيا الشركات))!!! : من أقوالي غير المأثورة
هذه هي المرة الثانية – رغم أن مسالة التعليق من عدمه تدخل ضمن حرية الأستاذ"سيف" – التي أرى فيها أن بعض المعلومات التي توردها"أم سعود"كانت في حاجة إلى (تعليق) ما .. المرة الأولى – كما أشرت سابقا – كانت عند خبر قصف الطائرات البريطانية،لسيارة المعتمد السياسي،هارولد ديكسون،وقد اعتذروا بأنهم ظنوا أن في السيارة بعض الشخصيات الكويتية النافذة،ممن يؤيدون الإخوان!! ولم يعلق الأستاذ (سيف) على هذا الكلام .. ولم يخبرنا – بموسوعية معلوماته – من هم ألئك النافذون!! والمرة الثانية هنا،فيما سننقله في الأسطر القادمة .. من وجود ما يشي بوجود (مشكلة ما) بين السعودية والكويت .. في تلك الفترة
رأينا في الحلقة السابقة "أم سعود"تذهب في رحلتين،الأولى في شهر يناير،والثانية في شهر فبراير من سنة 1964 .. (وذات يوم من شهر نوفمبر عام 1964 غادرنا الكويت في وقت مبكر بسيارتي همبر،إحداهما صالون والأخرى وانيت وكانت مثقلة بحمولة كبيرة من أمتعتنا وأدواتنا،وقطع غيار،وبترول وماء. وقد تولى علي قيادة سيارتي بينما قاد السيارة الأخرى ناصر جابر المري(..) سلكنا طريق الوفرة متجهين إلى الجنوب الغربي وفي محطة البنزين هناك أخذنا ثلاثين جالونا من البترول. وقد التقينا بعلي الأحيمر المري وزوجته وضحة،وهو صديق قديم سألنا عن وجهتنا. وعندما أخبرته أننا ذاهبون إلى المملكة العربية السعودية قال : "آه .. لعنة الله على ألئك العاملين في مركز الحدود،إن لديهم خيمتين على جانبي كل طريق قرب الحدود".
وبالفعل عندما اقتربنا من الحدود شاهدنا خيمتين بيضاوين فاتجهنا إليهما. وقد ذهب السائقون إلى إحداهما ثم عادوا وطلبوا مني أن أذهب إلى هناك أيضا. وقد كانت الخيمة جديدة جذابة المنظر مخططة بألوان زرقاء وصفراء وحمراء. وبعد أن جلسنا برهة حدثونا فيها عن الطقس سألنا الأمير السعودي عن وجهتنا،فقلت إننا ذاهبون للنزهة والصيد. وعند ذلك سألني ما إذا كان لديّ كتاب توصية.
فأجبت قائلة أطال الله عمرك يا صاحب السعادة .. هذا كتاب أعطاني إياه الشيخ سعد العبد الله وزير الداخلية،وابن أمير الكويت.
تناول الأمير الكتاب وقرأه ببطء وإمعان ثم قال بعد بضع دقائق من التفكير،إن لديه أوامر مشددة من الرياض بألا يسمح لأي سيارة تحمل لوحة أرقام كويتية {هكذا} بالمرور إلى السعودية من هذا الطريق وأشار أن الطريق الوحيد للسيارات الكويتية المتجهة إلى السعودية كان عبر حفر الباطن إلى الزرقاني في جنوبي الخفجي. وقد أوضحنا جهلنا التام بهذه الأوامر الجديدة. وبعد كثير من كلمات الإطراء والمديح لصالحي من جانب ناصر الذي كان دائما يؤيدني بإخلاص،وكذلك من علي،قال الأمير أنه سيستثنينا طالما أنني أحمل كتاب التوصية هذا. (لم أكن أحمل تأشيرة دحول {هكذا} سعودية صالحة) وهكذا بعد أن احتسينا القهوة والشاي غاردنا الخيمة شاعرين بالامتنان،خاصة وأن شخصا كويتيا ذائع الصيب {هكذا} كان قد رد على أعقابه من هذا المكان في اليوم السابق.
في الحادية عشرة والنصف وصلنا إلى خباري وضحة التي كانت تعتبر منطقة صيد مفضلة لدى الملك الراحل عبد العزيز آل سعود. وفي هذا المكان كان زوجي قد تسلم فيصل الدويش ونايف بن حثلين،وابن لامي،يوم 27 يناير 1930 بعد أن استسلموا واعتبروا سجناء لدى الإنجليز الذين سلموهم إلى الملك بعد ثورة الإخوان.
ومن هناك قطعنا السهل الفسيح في منطقة القرعة. وعبرنا خط التابلاين بالقرب من منطقة حرق الغاز في سعيرة،التي تعتبر من مناطق التصييف. ومن سعيرة سلكنا طريقا جيدا يتجه جنوبا عبر السلسلة الجبلية الحجرية في ورية إلى منطقة الوادي في جنوب شرقي لصافة. ومن هناك عبر شعب شعطان وبالقرب من وبرة،حيث تحولنا إلى طريق يتجه غربا،ومررنا بمطقة تصييف أخرى تسمى الضبية،يقع بالقرب منها جبلان قمتاهما منبسطتان. ثم سلكنا طريقا جيدا يتجه جنوبا ومررنا بمستوطنة صغيرة مكونة من عدة منازل وأشجار وبساتين،ولم تتوقف السيارة في المقدمة بل واصلت السير خمسة أميال أخرى تقريبا. وعندما أخبرني ناصر أن المستوطنة التي مررنا بها هي (جرارة) مستوطنة بندر فيصل الدويش سألته لماذا لم يتوقف أو يخبرني باسم المكان الذي مررنا به،حيث إنني كنت أحب أن أزور تلك المنطقة. وقد كانت إجابته الحمقاء هي أنه اعتقد أن الدوشان لا يحبونني. ولأن الشمس كانت على وشك المغيب فقد توقفنا لقضاء الليل بعد خمسة أميال في بقعة رملية على طريق بين أشجار الحمض.(..) وفي اليوم التالي كنا نتناول الغداء مع وضحة،أخت صديقي ناصر وزوجها وحول الخيمة كان هناك كثير من اليرابيع،وقد أغلقوا جحورها خوفا من الثعابين ولكن كان يمكن اكتشافها بتتبع الأثر على الرمل. وقد رأينا آثار أفعى من نوع الكوبرا على الرمال. وجحور حوالي اثنتي عشرة عقربا في أرض أكثر صلابة. وقد اصطاد ناصر يربوعين وبينما كنا نجلس حول نار القهوة،أخرج سكينا ذبح بها اليربوعين ودسهما داخل الرماد لشيهما. وقد غطى جثتيهما بروث الجمال الجاف وبعد فترة قصيرة أخذ القطعة المعدنية التي كانت تستعمل في تقليب حبات البن،واستعملها في تقليب اليربوعين. ثم كدس مزيدا من النار عليهما. وقد عبقت رائحة اللحم المحروق الخيمة. وعندما نضج اليربوعان أخرجهما ناصر من بين الرماد وسلخ جلديهما وقسم اللحم بيننا ويجب أن أقول إنهما كانا لذيذي الطعم.
وفي المساء كنا جميعا مدعوين إلى خيمة وضحة لاحتساء القهوة ووضحة هذه هي زوجة سالم المري الذي لم يكن موجودا في ذلك الوقت. وقد كانت فاتنة جدا وتبدو شديدة الجاذبية وهي تضع على رأسها وبرقعها غلالة من القماش الأسود الرقيق المنقط. وكان ثوبها من القماش المقصب الجميل،وتزين جيدها بقلادة ذهبية مستديرة وتضع في معصمها سوارين عريضين مطعمين بالفيروز وغيره من الأحجار الكريمة. وقد دعوتها لرد الزيارة لي في خيمتي وأعطيتها علبة شاي وعلبة بسكويت. وقد سبب هذا كثيرا من الغيرة بين النساء الأخريات،اللواتي أخذن يسألنني "هل دعوت وضحة للمجيء إلى خيمتك؟" وفي تلك الليلة كانت هناك حفلة عشاء كبيرة أخرى،جعلتني أشعر بأنني قد تقبلت كرم ضيافتهم إلى حد لم يعد يحتمل المزيد،فأخبرتهم بأننا سنرحل في الصباح.
كان محمد أخو ناصر هو الذي يوقم بدور المؤذن للصلاة دائما. وفي كل صباح قبل مطلع الفجر كنت أسمعه ينادي للصلاة، وكان دائما يضيف إلى صلاة الصبح قوله أن الصلاة خير من النوم. وبعد ذلك يذهب إلى الجزء المخصص للرجال في خيمته وأسمعه ينادي على ناصر بصوت خافت أولا،ثم يرفع من صوته وهو ينادي مرة أخرى. وأتخيل ناصر نائما ومتدثرا تماما ببطانيته وربما يكون في حاجة لمدة حتى يستيقظ. وكانت تصل إلى سمعي بعض الهمهمات والاحتجاجات المبهمة يتبعها نهوض ناصر في كسل وعدم رغبة. وكان سائقي علي ينام هناك أيضا ولكن لكونه شيعي المذهب فإنه لم يكن ينهض للصلاة معهم بل يصلي وحده فيما بعد. (..) وبعد ذلك بوقت ليس طويلا،قمت ذات صباح بزيارة خيمة صالح المري،وهو صديق قديم منذ سنوات بعيدة. ولم يكن صالح نفسه موجودا في ذلك الصباح ولكن زوجته جحدة رحبت بي مع بقية النساء،وأدخلنني إلى الخيمة وشرعت في إعداد القهوة لي. وكان هناك رجل عجوز بهي الطلعة يجلس بهدوء في مؤخرة الخيمة. وكان يبدو غريبا على هذا المكان،فقد كان مطوعا وشخصية شهيرة من قبيلة المناصير. وكان صالح الذي كان يقاسي كثيرا من صداع شديد قد دعاه من قطر لأنه كان مشهورا بمقدرته على العلاج بالسحر. وبينما كنت أجلس هناك كان هو يؤدي الطقوس السحرية المعروفة بالمحو،والتي كانت ستشفي صالح من الصداع،وكان يمسك في حجره طاسة مصقولة لامعة وبجانبه فنجان قهوة به خليط من الماء والزعفران. وبواسطة عود كان يغمسه في الفنجان كان يرسم بعناية رموزا داخل الطاسة بادئا بالقاع. وقد رسم عدة دوائر من رموز ذات نمط واحد على هذا الشكل.
وبعد ذلك،رسم على قمة الطاسة،رموزا أكبر من الأخرى ومختلفة عنها وعندما استكمل رسم هذه الرموز،صب الماء في الطاسة إلى أن امتلأت حتى منتصفها،وأخذ يحركها يمنة ويسرة ببطء إلى أن اختفى كل أثر لرسومه وتلون الماء باللون الأصفر. ثم قام بصب هذا الماء في زجاجة،وأعاد العملية من جديد وقد قيل لي أن صالح سوف يأخذ بعض هذا الماء ويشربه بينما يدعك جسده ببقية الماء. وكان هذا العلاج سيستمر إلى أن يشفى صالح. وقد أخبرتني النساء أن هذه الرموز مأخوذة من القرآن الكريم.
وعندما زرتهم مرة أخرى فيما بعد كان المطوع قد ذهب،فسألت عن صحة صالح،فأخبروني أن صحته تحسنت ولكنه لا يزال يعاني من الصداع (!) وكان المطوع قد اقام معهم اثنين وعشرين يوما،وتقاضى منهم ثلاثمائة روبية.){ص 353 - 360}.
وضعت المؤلفة (رسما) لـ(المحو) .. وبه رموز لا علاقة لها بالقرآن الكريم ... السطر الأول به شيء اقرب إلى حرف (m) سبع مرت .. والسطر الثاني به علامة (المربع) الموجودة في الهواتف!!مرتين ثم خط مستقيم عن يمينه دوائر . ثم علامة الجمع (+) وقد وزعت عليها – بشكل غير منتظم – أربع نقاط .. إلخ.
لا أعرف ما هي قصة "أم سعود"مع الظهران !! .. ( في الخامس عشر من فبراير 1965م قمت برحلتي السنوية إلى الظهران لزيارة صديقي توم وكاتي باركر بشركة أرامكو. (..) {قالت لها كاتي} كنت قد سمعت عن قرية الفو التي تقع في أقصى جنوب المملكة العربية السعودية. وهي بئر ماء تقع على طريق القوافل القديم من اليمن إلى السعودية. ولكن أكثر ما يثير الاهتمام بالنسبة لهذه القرية أنها موقع خرائب سبئية قديمة كنت أتوق إلى رؤيتها. وللوصل إليها كنا سنطير قاطعين شبه الجزيرة العربية تقريبا.
في صباح يوم 21 فبراير استيقظنا في الساعة الرابعة والربع صباحا،وأقلعنا من مطار الظهران في طائرة دي سي3 التابعة لشركة أرامكو في الساعة الخامسة والنصف. (..) وطرنا باتجاه الغرب فوق خشم قرية استعدادا للهبوط على السهل المنبسط حيث يقطع الوادي سلسلة جبال طويق. وقد هبطنا على بعد أميال قليلة من قرية الفو وكانت مجموعة الاستكشاف التابعة لأرامكو والتي كانت تعمل في هذه المنطقة قد وضعت علبا سوداء فارغة بمسافات متساوية بين كل علبة وأخرى كتحديد للمطار وأحضروا ثلاث سيارات لاندروفر حمراء وسيارة شحن لتكون في انتظارنا. وبعد ثلاث ساعات من الطيران قامت الطائرة بهبوط ناجح في الساعة التاسعة صباحا على سطح الأرض الحصبائية. وكانت مجموعتنا تتكون من أحد عشر مسافرا واثنين من ملاحي الطائرة. (..) وقد طفنا حول سطح الجبل وغامر البعض بصعود المنحدرات بحثا عن نقوش أو قطع أثرية فوق الصخور. (..) عندما وصلنا إلى الخرائب تتقدمنا شاحنة سعودية،توقفنا للاحتماء بالظل القليل المتوفر أسفل أطول نتوء متبق مما لابد أنه كان جزء من سور وكان هناك برجان أو ثلاثة أبراج صغيرة بفواصل بينها تبين خط سير السياح وأسفل احد هذه الأركان اكتشفنا حجرا مسطحا يحمل نقوشا ولسوء الحظ كسر ذلك الحجر أثناء نقلنا له .. ولكننا انقذناه وأخذه الأمريكيون الذين أعتقد أنهم قد أرسوله إلى متحف في الولايات المتحدة.
وأعتقد أن فيلبي كان قد أعطى أفضل وصف لهذا الموقع بعد أن زاره لأول مرة عام 1948 .. فقد قال عنه (استطعت أن أعثر على مجموعة أخرى من النقوش على واجهة قبر أزيحت الرمال عنها جزئيا بواسطة العرب الذين كانوا يبحثون عن الكنوز ..) ويقوم الدكتور ريكمانز بحل هذه الرموز ويبدو أن هذه الرموز تنسب إلى اللحيانيين أكثر من السبئيين ويحتمل ألا تكون تعني أكثر من أن إحدى الأراضي الرئيسية البارزة في القسم الشمالي من جبل طويق تسمى لحيان .. وهذه النقوش على أية حال ليست ذات قيمة عموما،بينما خرائب المدينة التي تنتمي إليها هذه الرموز لها أهمية كبرى لكونها أول دليل حتى الآن على وجود مجتمع سبئي في هذا الجزء الداخلي من شبه جزيرة العرب .. وقد عثر على أجزاء من أوان فخارية يعود تاريخها إلى القرن الثاني قبل الميلاد.(..) والسبب الواضح لوجود مستوطنة قديمة في هذا المكان هو وقوعه على الطرف الغربي لممر طبيعي في سلسلة جبال طويق. وكمايوضح (ليبنز) فإن (كلمة فو) تعني بالعربية (فتحة) والفو التي تُعنى بها يبلغ عرضها حوالي ثمانية عشر كيلو مترا من خشم قرية إلى خشم لحيان،وفي وسطها المعزول في الرمال جذبت الصخرة (عبيد) انتباه (النحاتين الثموديين) ( وهذه الفقرة مقتبسة من كتاب فيلب ليبنز ترجمتها الكاتبة عن اللغة الفرنسية). ..){ص 361 - 365}.
لابد للإنسان أن يَعجب .. وربما يُعجب بـ(أرامكو) هذه التي تعمل في كل شيء!!! من (البترول) إلى (الآثار) إلى شراء (المكتبات) .. صدق من قال : ليس بالبترول وحده يحيى الإنسان!!!!
س/ محمود المختار الشنقيطي- الطائف
((سفير في بلاط إمبراطورية سيدي الكتاب)) Mahmood-1380@hotmail.com
Zurich
الموقع
هي إحدى أهم مدن سويسرا وأكبرها على الإطلاق. تقع في وسط شمال البلاد على مقربة من الحدود الألمانية على بحيرة زيورخ . تشتهر المدينة بشركات الخدمات المصرفية والتي تصنّف الأفضل في العالم ...
معلومات عامة
تعد أفضل مدن العالم أمنا ونظافة وهدوء والشي الجميل فيها هو جمعها بين الحاضر والماضي فالابنية الموجودة فيها تعود إلى عدة قرون يوجد فيها أكبر سوق للذهب وترتيب بورصتها الرابعة على العالم بعد نيويورك ولندن وطوكيو وفيها شارع بطول 1.5 كيلو متر يدعى بانهوف شتراسه ويعتبر ...
الطقس:
أفضل وقت لزيارة المدينة في الفترة بين شهر 6 (جون) و شهر 9 (سبتمبر))
ويعيب على هذه الفترة غزارة وكثرة الأمطار وتتراوح درجات الحرارة بين 12 و 25 درجة مئوية ...
صور منها :