القضايا السياسية لا تتحق فقط بعدالتها ، ولا بحقائقها التاريخية ، ولكن لا بد من وجود قوة المنطق ومنطق القوة لتجعل من الكثير من المباديء النظرية شيئا قابلا للتطبيق ، فالفلسطينيون وبزعامة م . ت . ف . ورئيسها ياسر عرفات وافقوا في اتفاق أوسلو على إعطاء الدولة العبرية 78 % من أرض فلسطين التاريخية ، مع أني في الواقع أفهم التاريخ والجغرافيا ولكن أحدا لن يصدق أن حدود لبنان كانت حتى تحت بحيرة طبريا وأن كل التعديلات البريطانية الفرنسية أجرت التعديلات على الحدود الجغرافية التاريخية لإعطاء كيان لليهود قابل للحياة بموارد مائية وموارد زراعية ، وغير ذلك ، ولكن لو قلنا هذا فسنرى الكثيرين يجعلوننا في نظر من يقول بفلسطين التاريخية خارجين على تراب الوطن .
لقد تنازلت منظمة التحرير عن 78% من الأرض التي احتلت عام 1948 واعتبرتها بجرة قلم أرضا لدولة إسرائيل دون منازع مقابل اعتراف بأن المنظمة هي الممثل الشرعي الوحيد والأوحد للشعب الفلسطيني ، وجعلت الفلسطينيين يدافعون ويموتون من أجل شعار استقلال القرار الوطني الفلسطيني المستقل الذي هو في النتيجة كان حبل المشنقة الذي لفه الفلسطينيون على عنق قضيتهم وعزلوا أنفسهم وقضيتهم عن عالمهم العربي والإسلامي واستفردت بهم إسرائيل مستغلة وهم ذلك الشعار المجرم وجهل المفاوض الفلسطيني المتباهي بجهله .
الحقائق التاريخية والحدود دائما تغيرت بمنطق القوة لا بقوة المنطق ولذا لا قيمة لرأي تقف ضده آلة عسكرية ضخمة مدربة ومستعدة للقتال ضد قوة المنطق بمنطق القوة .
ولقد قال بن غوريون عندما سئل عن حدود إسرائيل عام 1948 فقال : حدودنا عند كل حفنة تراب يقف عليها جندي من جنود جيش الدفاع الإسرائيلي .
تلك هي حقائق الوضع منطق بصطار الجندي لا منطق السيدة التي تتكلم بجمهورية يهودية في روسيا !!