أربعون عاما في الكويت : فيلويت ديكسون(أم سعود)"6"
في مستهل هذه الحلقة نترك المؤلفة تحدثنا عن قصة (نصار) أو بعض قصته ... فخاتمتها – سيئة والعياذ بالله- وفي القصة نرى الجهد المبذول من قبل (زرق العيون) في مجال الطب،وهو لابد أن يترك أثره الطيب على الناس .. ولن يطول بهم المقام حتى (يحبوا) ألئك المحسنين .. (كان نصار قد أصيب بجرح في ساقه إبان تمرد الإخوان ولم تشف ساقه ولا أعيدت العظمة المكسورة إلى وضعها الطبيعي. وقد قرر في النهاية أن يموت إذا لم يساعده أصدقاؤه وأقرباؤه في الوصول إلى مدينة الكويت لدخول مستشفى الإرسالية الأمريكية. وبعد رحلة خمسة أيام على ظهور الإبل نقل نصار إلى المستشفى في الكويت وقد كان ذلك في شهر أغسطس والدكتور ملري في إجازة خارج البلاد وكان المستشفى تحت إدارة طبيبة جميلة صغيرة السن وصلت حديثا وكان اسمها الدكتورة (تيفاني). وكان معها شابة أمريكية جميلة أخرى لمساعدتها وهي الآنسة تل. وفي العادة كان الوافدون الجدد من أعضاء الإرسالية لا يمارسون عملهم قبل إجادة اللغة العربية. ولكون هاتين الوافدتين الحديثتين بالذات قد جاءتا من البحرين حيث كانتا تدرسان اللغة وقد جاءتا لتحلا محل الطبيب أثناء إجازته الاعتيادية فقد مارستا عملهما فورا على الرغم من عدم إجادتهما التحدث باللغة العربية.وعندما صل نصار عالجتاه بكفاءة ومنحتاه سريرا في المستشفى وفحصتا ساقه،وقد كانت (الغرغرينا) قد استفحلت في الساق المكسورة وكانت رائحة الجرح النتنة مريعة،وكان من الواضح ضرورة إجراء عملية جراحية على الفور. ولكن الدكتورة تيفاني كانت في حاجة للمساعدة في شرح ما سيحدث لنصار. كما كانت في حاجة إلى شخص يحقن نصار بالمخدر ولذلك أرسلت إلى هارولد طالبة منه الحضور إلى المستشفى. وبعد مناقشة المشكلة مع الدكتورة تيفاني،أوضح هارولد لنصار أن ساقه يجب أن تبتر لإنقاذ حياته. وقد كان ولدا شجاعا واجه هذه الفكرة بهدوء. وقد ثار سؤال عمن يستطيع حقن المريض بالمخدر.قالت الدكتورة تيفاني أستطيع أنا والآنسة تل أن نبتر ساقه يا كولونيل ديكسون بعد أن تحقنه بالمخدر. وبالطبع كان ذلك شيء مفروغ منه لأن هارولد لم يقم بمثل هذا العمل من قبل أبدا. وقد كان البديل الوحيد هو حقنه بمخدر في النخاع الشوكي وهذا ما فعلته الدكتورة تيفاني قائلة لهارولد إن وظيفتك الآن هي وضع صحيفة أمام وجه المريض للحيلولة دون أن يرى ما نفعله أثناء العملية. بدأت {هكذا} العملية وكأنها قد استغرقت وقتا لا متناهيا وكان نصار متيقظا طيلة ذلك الوقت ولا يكف عن السؤال كم ستطول .. وكانت الرائحة والمنظر هي أشد ما قاسى منه هارولد والشابتان الأمريكيتان طيلة تلك العملية. وأخيرا انتهى كل شيء وترك الصبي يغط في النوم تحت تأثير المسكن. وقد أخبرني هارولد فيما بعد كم تأثر بكفاءة وإخلاص الفتاتين لعملهما أثناء إجرائهما هذه العملية الشاقة في حرارة أغسطس المريعة. وببطء عبر الأيام الحارة الطويلة،لم تكن هناك مكيفات هواء بعد .. استعاد نصار قواه وأصبح قادرا على الجلوس ثم بدأ (ينط) هنا وهناك (..) وقد كنا هارولد وأنا نمر لعيادته كثيرا على قدر ما تسمح الظروف. وفي هذه المرحلة فقط استطعنا التحدث إليه ومعرفة اسمه واسم قبيلته.(..) وقد أعطاه المستشفى ساقا صناعية وعلى الرغم من أنه بذل مجهودا كبيرا لاستعمالها إلا أنه لم ينجح في ذلك وعاد لاستعمال عكازيه.){ص 150 - 152}. كانت هناك طبيبة أمريكية أخرى،اسمها (بارني) بذلت جهدا جبارا،إبان انتشار مرض الجدري،وتحوله إلى وباء سنة 1932 (وبصفته معتمدا سياسيا قدم هارولد بارني إلى حكومة الهند لمنحها مكافأة كتقدير على عملها العظيم إبان انتشار الوباء. ولكنها لم تكافأ لكونها من الرعايا الأمريكيين.){ص 155}. بعد وصول السيارات إلى الكويت،هاهي الطائرة تصل إليها،سنة 1932م .. كما يبدأ تسابق (زرق العيون) على (قصعة)البترول المنتظر ... ( كان أحد أول الأشياء التي حدثت بعد عودتنا إلى الكويت هو وصول أول طائرة على خط الطيران الذي افتتح حديثا في الهند وكانت هذه الخدمة قد أصبحت ممكنة بعد الاتفاقية الجوية التي وقعها شيخ الشارقة في شهر يوليو السابق .. وقد شعر هارولد برضاء شخصي لمساعدته في التفاوض بشأن تلك الاتفاقية وكان الكل في الكويت فرحين لوضع الكويت على جدول رحلات الخطوط الجوية الإمبراطورية .. وفي ذلك اليوم من شهر أكتوبر الذي كانت ستهبط فيه أول طائرة وتتزود بالوقود أعد استقبال عظيم على أرض المطار شارك فيه الشيخ والشعب ولمدة ساعة أو أكثر قبل أن يحين موعد هبوط الطائرة،كانت الجماهير المنتظرة تحدق بأعينها محملقة في السماء لتكون أول عيون ترى الطائرة القادمة وقد كان مطارنا في ذلك الوقت مجرد قطعة من صحراء طبيعية خارج أسوار المدينة القديمة مباشرة خالية من أية مرافق فيما عدا كومة من صفائح البترول المعدة لإعادة تزويد الطائرة بالوقود،بالإضافة إلى مؤشر لاتجاه الريح .. وعلى أي حال فإن الأرض الصلبة المغطاة بالحصى كانت ملائمة جدا لطائرات تلك الأيام سواء في الهبوط أو الإقلاع وقد أتمت الطائرة الأولى توقفها المتوقع دون أية صعوبات مما أمتع وأبهج جمهور المشاهدين.وعندما كنت في الخارج في صيف عام 1932م كان يمكن ملاحظة الدلائل الأولى في الكويت لاهتمام العالم الخارجي باحتمال وجود الزيت في هذا البلد .. وفي شهر يوليو أرسلت شركة الزيت الإنجليزية الإيرانية إلى الكويت رجلا إنجليزيا متكيفا جيدا مع الاختلاط بالعرب وكان اسمه ولياموسن وكان يعرف بالحاج عبد الله وليامسون حيث أنه اعتنق الديانة الإسلامية وحج إلى مكة .. كانت مهمة هذا الرجل مقابلة الكويتيين ذوي النفوذ والتحدث إليهم،للدعاية لشركة الزيت الإنكليزية الإيرانية ومحاولة إعداد الكويتيين للتجاوب مع فكرة امتياز النفط .. وبعد ذلك بوقت قصير وصل الممثل الرسمي لشركة الزيت الإنكليزية الإيرانية مستر أي . إتش . تي. شيشولم .. من مكتب لندن لفتح باب المفاوضات مع شيخ الكويت على امتياز بترولي،وقد تبع وصوله مباشرة تقريبا وصول الميجور فرانك هولمز ممثلا للنقابة الشرقية العامة التي كانت تنشد الحصول على امتياز بترولي أيضا .. (..) كانت فترة مفاوضات الزيت بين الشركات المتنافسة والشيخ أحمد وقت اشتغال هارولد كمعتمد سياسي وحيث أن الشيخ أحمد قد ازدادت ثقته فيه كصديق فقد كان غالبا ما يطلب حضوره أثناء محادثاته مع شيوشلم أو هولمز وكانت المناقشات تبدو لا متناهية وكل شركة تزايد على منافستها وقد استمر ذلك خلال عامي 1933 و 1934م وفي النهاية دمجت الشركات المتنافسة قوتها ووقع الامتياز أخيرا في ديسمبر 1934 وظهرت شركة نفط الكويت.){ص 169 - 172}. اضطرت المؤلفة إلى الذهاب إلى إنجلترا من أجل إدخال ابنها إلى المدرسة،وقضت معه عاما هناك .. (قضيت عيد ميلاد عام 1933م مع طفليّ في إنجلترا مقيمة مع عمي وولتر لندلي (..) وقد كانت تلك أول مرة أقضي فيها عيد الميلاد بإنجلترا منذ زواجي ومنذ ذلك الوقت قضيت عيد الميلاد مرة واحد فقط خارج الكويت وكان ذلك عندما زرت والدي في بربرة بعد ستة وعشرين عاما.لقد اشتقت للعودة إلى الكويت واللقاء بهارولد ولكني كرهت فكرة ترك ابني .. وعلى أي حال حالما عاد إلى المدرسة في يناير 1934 انطلقت إلى الكويت مصطحبة زهرة معي،فقد سافرنا بقطار الشرق السريع ومن ثم بالسيارة عبر حدود العراق الشمالية إلى كركوك .. ومن هناك بالقطار إلى بغداد والبصرة،وقد سرّنا أن نجد هارولد في استقبالنا في البصرة،وقد جعلتني السنة التي قضيتها في لندن أدرك أنني بعد ثلاثة عشر عاما من الحياة في الخارج لم أعد أشعر حقيقة بأنني في وطني عندما أكون في إنجلترا لقد كان قلبي في الكويت وبمرور السنين كنت اشعر بذلك الإحساس يزداد قوة في كل مرة أبتعد فيها عن الكويت.){ ص 175}.هذا مقطع تتحدث فيه "أم سعود"عن زيارة الملك عبد العزيز لمنزلهم .. (وخلال إقامتنا في المعتمدية الجديدة قام الملك عبد العزيز بن سعود بزيارة للكويت بدعوة من الشيخ أحمد وفي ذلك الوقت كان ابن سعود في عنفوان قوته وسطوته كزعيم قبلي عظيم أشاع السلام والوحدة في أرجاء المملكة العربية السعودية. وقد حل ابن سعود في قصر دسمان ونصبت خيام كثيرة بالقرب من القصر لإيواء حاشيته الذين بلغ عددهم ثمانين أو أكثر .. وقد تقرر أن يقوم الملك بزيارة هارولد كمعتمد سياسي ذات يوم قبل غروب الشمس بساعة لتناول المرطبات والقهوة وقبل تلك الزيارة بيوم واحد جاء الملا صالح سكرتير الشيخ أحمد لمقابلتنا وطلب أن نطلعه على الغرفة العلوية التي سيستقبل هارولد فيها الملك،وعندما أخذناه إلى غرفة الاستقبال طلب في الحال أن تنزل كل الصور عن الجدران وتبعد أية صورة فوتوغرافية وأذكر أنني امتعضت لهذه الفكرة لأن ذلك سيجعل الغرفة تبدو جرداء وجدران خالية إلا من بعض المسامير المتناثرة هنا وهناك ولكن الملا صالح أكد لنا أن هذا لن يلاحظ. ولتقديم القهوة للملك ومرافقيه استأجرنا صاحب أحد المقاهي في السوق كان يعرف الملك شخصيا في شبابه.كان استقبال الملك مقصورا على الرجال فقط وعلى الرغم من أنني كنت أتوق لأن أكون هناك إلا أنني اضطررت للبقاء خلف الكواليس .. ولكني رغبت في أن تقابل ابنتي زهرة الملك ولهذا انتظرتْ على أعلى السلم وهي ترتدي ثوبا أعد خصيصا لهذه المناسبة،وعندما وصل الملك إلى أعلى السلم،وتقدمت زهرة لتحيته اندفع ساقي القهوة البدين الذي لم يستطع أن يسيطر على انفعاله ليقبل يد الملك وفي اندفاعه المنفعل اصطدم بزهرة وأوقعها تقريبا فولت والدموع في عينيها.){ص 183 - 184}. إزالة الصور عن الجدران من أجل الملك عبد العزيز ذكرتني بكتاب الأستاذ محمد جلال كشك (السعوديون والحل الإسلامي)،فقد تحدث عن الفرق بين الملك (عبد العزيز) و الملك (فيصل) – ملك العراق – فحين علم أحد المعتمدين السياسيين أن الملك عبد العزيز سيزوره في غرفته – كان المعتمد في زيارة للرياض – أخذ يتأكد من عدم وجود رائحة السجائر في غرفته .. بينما كانت الآنسة جيرترود بيل،تمد قديمها في مجلس الملك فيصل،وتشعل سيجارتها!! ولولا أن كتاب الأستاذ (كشك) ليس بين يديّ لنقلت لكم نص كلامه ... فيا من استعرت الكتاب رده فـ(ما بعد السنة إلا الأكل) .. كما نقول .. وقد دفعت ثمنا في الكتاب،عبارة عن مجلدين كبيرين (شاعر وقصيدة) – لوزير الدفاع السوري مصطفى طلاس – وديوان (جرير)!!!!!!! ويحال زوج المؤلفة إلى التقاعد .. (كان ضباط الخدمة السياسية الهندية يتقاعدون إجباريا في سن الخامس والخمسين وقد بلغ هارولد هذا العمر في 4 فبراير 1936 وبهذا وصل نهاية حياته العملية في الخدمة السياسية.وبفضل صداقته الحميمة للشيخ أحمد تمكنّا من البقاء في الكويت،وحيث كان التنقيب عن البترول يأخذ مجراه توقع الشيخ أحمد تغيرات كبيرة في الكويت وكان قلقا من تأثير التطور التجاري على أسلوب الحياة العربية التقليدية .. وقد قال لهارولد إنه يريد التأكد من أن لديه صديقا إنجليزيا واحدا يستطيع أن يثق به ويكون مثابة همزة وصل بينه وبين شركة النفط وقد طلب من شركة النفط أن توظف هارولد في مركز ضابط اتصال أو وسيط (..) وقال الشيخ إن جزءا من عمل هارولد بالشركة سيكون شرح العادات العربية لموظفي الشركة لتجنب الخلاف،كما أراد الشيخ أيضا التأكد من أنه – أي الشيخ – سيحاط علما بكل المشاريع الجديدة والقرارات التي تتخذها الشركة.(..) وكنا غالبا ما نركب السيارة إلى موقع الحفر عندما كان لدى هارولد بعض المشاكل المناط به حلها مع البدو العاملين هناك .. ولم تكن الشركة راضية أن يؤدي المسلمون صلاة الظهر والعصر خلال ساعات العمل وعندها كان العمل على الآلات يتوقف لهذا السبب .. كانت المتاعب تثور لأن الحفر كان يجب أن يستمر ليلا ونهارا .. وسرعان ما كان يجد الحل لمثل هذه الأمور الصغيرة ويقتنع العاملون بالصلاة على دفعات والتغيب لمدة دقائق قليلة.){ص 186 - 189}. نختم هذه الحلقة بلقطة "متعددة"الأبعاد ... فهناك بُعد يكمن في السماح لأزرق العينين بمصافحة زوجة الشيخ .. وهل كان خبر اكتشاف البترول ومصافحة المرأة إيذانا بمرحلة جديدة؟! وبُعد يتعلق بتكتم الشركة على اكتشاف النفط !!! وبُعد آخر يتعلق بلمحة تشي بتجنب المؤلفة الحديث عن بعض القضايا التي تمس بلدها .. والبًُعد الأخير .. تعليقات الأستاذ (سيف) حول زوجة الشيخ،وحول الرجل المصلوب .. تبدأ اللقطة باكتشاف النفط في الكويت .. (وبينما كان هارولد خارج المدينة في سيارته في ذلك اليوم التقى بالحاكم الذي كان أيضا يقود سيارته خارج المدينة وتوقف الاثنان لتبادل الحديث .. وعلى الرغم من التكتم الرسمي أخبره هارولد أن النفط قد اكتشف فعلا .. وعند سماع ذلك فرح الشيخ أحمد وصافح هارولد كما صافح هارولد الشيخة بيبي زوجة الشيخ التي كانت تجلس وحدها في مؤخرة السيارة وكانت هذه أول وآخر مرة يلتقي فيها هارولد بزوجة الحاكم { في الهامش: "هي المرحومة بيبي سالم المبارك الصباح والدة صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد. توفيت سنة 1973م." ..(سيف الشملان)}.انتشر خبر احتمال اكتشاف البترول بسرعة وتلقى الشيخ برقية تهنئة من فرانك هولمز (..) قبل نهاية عام 1938 كانت هناك دلائل قلاقل سياسية في بعض أنحاء الكويت بلغت أوجها عندما استولت العناصر المنشقة على مستودع ذخيرة الحصن القائم في السوق الكبير بالكويت .. وقد استعاد أنصار الشيخ أحمد السيطرة على الموقف بسرعة وأحبطوا محاولة التمرد تلك {في الهامش : "تشير الكاتبة في قولها إلى أحداث المجلس التشريعي في الكويت في عامي 1938 و 1939م. ولم تتحدث عن المجلس التشريعي كما يجب لأنها معاصرة له وتعرف الكثير من أسراره،ربما أن مصلحتها كانت في عدم الحديث عنه لان المجلس التشريعي كان ضد بريطانيا ومستودع الذخيرة الذي استولى عليه أعضاء المجلس التشريعي هو قصر نايف وهو بعيد جدا عن السوق." .. ( سيف الشملان)} وكانت تلك الفترة وقت اضطرابات سياسية في أوربا أيضا .. وفي غضون عدم الاستقرار العام هذا نشطت في شهر فبراير عام 1939 أحزاب معينة تعارض نفوذ بريطانيا في الكويت .. وقد أحطنا علما بما كان يحدث مع أن كل شيء كان هادئا في الظاهر وقد علمنا فقط بأن انقلابا قد خطط له وأحبط عندما كنا عائدين إلى الكويت من رحلة صحراوية،وجدنا المدينة كلها تعج بتجمعات هائلة وقد اتجهنا بالسيارة إلى الصفاة مكان السوق المفتوح الكبير،وتركني هارولد في السيارة ودخل مبنى المجلس ليستطلع الأمر .. وبينما كنت جالسة في السيارة اقترب المتجمهرون حولي قائلين هل رأيت الرجل الجريح؟ وهذا على الأقل ما أعتقد أنهم قالوه،ولكني أخطأت سماع كلمة (مصلوب) واعتقدت أنهم قالوا(مجروح) وقد سألت : أين كان؟ فأفسحوا لي طريقا بين المتجمهرين وقد أصبت بالهلع عندما رأيت رجلا معلقا على صليب من الخشب مثبتا بعمود في الأرض .. وكان رأسه يتدلى على صدره وقد أصبح جلبابه الأبيض شديد الاحمرار وقد شعرت بالغثيان وعدت مسرعة إلى السيارة وقد فهمت أنه كان واحدا من المتمردين {في الهامش : "الرجل المصلوب هو أحمد المنيس".. (سيف الشملان)} ..){ص 194 -196}. ليس عجيبا ما يحدث في الكويت الآن – من تجاذبات سياسية - .. إذا كان لديهم سنة 38 – 1939م (أحزاب).. (تعارض) النفوذ البريطاني .. والأغرب (مجلس تشريعي) يحاول القيام بانقلاب!!!!! إلى اللقاء في الحلقة القادمة .. إذا أذن الله. س/ محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة ((سفير في بلاط إمبراطورية سيدي الكتاب)) Mahmood-1380@hotmail.com Reply Forward