صَبَرْتُ عَلى هُجْرانك

[size="5"]
أقضَّ الفُؤادَ الصَّبَّ هَجْرُ أحبَّتي
ففَاضَتْ لــــــــهُ مِنْ مُقْلتيَّ المدامِعُ
إمِ الليلُ داجٍ مــــا ألِفْتُ سُكونَهُ
فـــــــــلا أنْجُمٌ هَلَّتْ ولا البَدْرُ طالِعُ
إذِ القَلْبُ يا سَعْدي كَويْتِ شغَافَهُ
فقلبي على جَمْرِ الغَضَى مِنْكِ جَازِعُ
ألا ليْتَ شِعْري هلْ أخُطُّ قصائدي
و نورُكِ يـــــــــا بَدْرَ المَحَبَّةِ سَاطِعُ
فَلولاكِ مــا أنْشَدْتُ شِعْراً يَخُطُّهُ
يَرَاعٌ لـــــــــــــهُ نبعٌ مِنَ القَلبِ نَابِعُ
سُعَادُ تُرى هلْ مِنْــكِ للقلبِ لَفْتةٌ
فإنَّ عِطاشَ الوجْـــــــــــدِ فيَّ تُنَازِعُ
أريقي على جُرْحِ الملَّوعِ بَلسَمَـاً
لعَلَّ وصالاً منـــــــــــــكِ للدَّاءِ قاطعُ
أأنْعيْ لَهيْبَ الرُّوْحِ يــا مُوْقِدَاً بها
شُمُوْعَاً لظَاهَـــــــــا بالمُحبِّيْنَ والِعُ
أأنْعيْ جُفوْنَ العَيْنِ تُكْوَىْ جِرَاحُهَـا
بنارٍ وأحْدَاقٌ بهـــــا الطَّرْفُ ضَارِعُ
صَبَرْتُ علىْ هِجْرَانِكِ العُمْرَ نِصْفَـهُ
فَهَـلْ لي إلـــى نِصْفٍ بوصْلِكِ شَافِعُ
كَفَاكِ بسيْفِ الهَجْرِ تُقْصيْنَ عاشقاً
يَجُوْبُ الحِمَىْ شَوْقَاً جَفَتْهُ المَضَاجِعُ
كَفَاكِ فَمَا عَـــــــــادَ الفؤادُ يروقُهُ
سُهَادٌ على ذكْراكِ عَهْـــــــدَاً يُراجعُ
يَخُوضُ عُبَابَ البَحْرِ غَاصَ بقَاعِهِ
و في لجَّةِ الأعْمَــــــاقِ قَهْرَاً يُمَانِعُ
ليَجْني إليْكِ الدُّرَّ يـــا دُرَّةَ المُنى
و يُهْدي إليْكِ الرُّوحَ مَـا عَنْكِ رَادِعُ
لئنْ كُنْتِ بَــــــدْرَاً إنَّني لكِ ليْلُهُ
وإنْ كُنْتِ شَمْساً فالحَشَـا لكِ واسِعُ
وَدِدْتُ عِنَاقَ الموتِ إنْ عِشْتُ دونها
أيــا ليْتَهَا آهَــــــــات وَجْدي تُرَاجِعُ
حَيَاتي لها والكُلُّ حولي يَسرُّهُ
خفوقُ الهوى بَينَ الضُّلوعِ وسامِعُ
بساتينُ قلبٍ طَافَ بالحُسْنِ ذائباَ
ويروي عروقي عَـــابِقُ الوردِ يانِعُ
و رَبُّ فؤادي ربُّ قلبــــكِ إنَّني
على العَهْدِ مَـــــاضٍ لا بغيركِ طَامِعُ
فَكَيْفَ أعيْشُ العُمْرَ دونَكِ فَرْحةً
و بُعْدُك عنِّي يـــــــــا حَبيبَةُ شاسعُ
تَعَالي إليْكِ الخَيْرُ يا نَفْحَةَ الهوى
تَعَاليْ فإنَّ الدَّرْبَ بَعْـــــــــدَكِ ضَائِعُ
لَئِنْ جِئْتِ يا مَرْحَى بِهَا خَيرَ نَفْحةٍ
علينــــــــا و إنْ نادَيْتِ كلّي مَسَامِعُ
وقاكِ إلهي الحَاسدينَ و كيْفَ لا
وطَيْفكِ أنْواعَ المَحَـــــــــاسِنِ جَامِعُ
أ يا خَالِقَ الأكْوانِ فاجْمَعْ قُلوْبَنَا
على حُبِّكَ الأحْبَـــــــــابُ كَمْ تَتَسَارَعُ