السيدة الغالية ريمة الخاني
موضوع هام متشعب ، يخطر ببال القلوب الحائرة
والنفوس الخاطئة ، وكلنا خطاؤون ، قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : كل ابن آدم خطاء وخير
الخطائين التوابون .
والخطاؤون والتوابون صيغ مبالغة تدل على التكثير .
ويقول عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي : إذا
أذنب العبد فاستغفر الله ، قال الله تعالى : علم عبدي
أن له ربا يغفر الذنوب فغفر له ، ثم يذنب فيستغفر
الله فقال الله : علم عبدي أن له ربا يغفر الذنوب
فغفر له ، ثم يعود فيستغفر الله فيقول الله تعالى :
عبدي لو أتيتني بقراب الأرض خطايا وأنت لا تشرك
بي أتيتك بقرابها مغفرة .
والستر على النفس فرض ، قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : كل أمتى معافى إلا المجاهرون . قيل وما
المجاهرون ، قال : يبيت العبد يعصي الله وهو يستره
فيصبح فيكشف ستر الله عنه .
أما حديث لا يسرق السارق وهو مؤمن .... الخ .
فقد قال العلماء إن إيمان المرء يفارقه فوق رأسه وهو
يقارف الذنب فإن نزع عاد إليه .
وإن من أعظم الذنوب أن يعتقد أحد أن ذنبه أكبر من عفو
الله تعالى .
وانظروا إلى سورة القصص ، فقد قتل موسى رجلا فلم
يفعل أكثر من الاستغفار ، ولكنه أي سيدنا موسى كاد
يعاود فعلته في اليوم التالي .
وانظروا لحديث الذي قتل 99 نفسا ....
وإلى آية استبدال الذنوب بالحسنات في سورة الفرقان
وأما العبادات فهي مكفرة للذنوب بنص حديث النبي صلى
الله عليه وسلم عندما جاءه رجل فقال : يا رسول الله إني
ارتكبت حدا من حدود الله - ولم يسمه - فأقم علي كتاب الله
فأذن بلال لصلاة العصر ، ولما انتهت الصلاة أمسك الرجل
بالنبي عليه الصلاة والسلام ، فقال له مفالته تلك ، فقال النبي
صلى الله عليه وسلم : أولست صليت معنا ؟
قال الرجل : نعم يا رسول الله .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اذهب فإن الله قد غفر حدك
أو غفر ذنبك . أخرجه البخاري .
الله أرحم بكم من أمهاتكم اللاتي ولدنكم / تحيتي ومحبتي .