سراديبُ الخَوفِ
عدنان كنفاني
************
يا رَفيقي
وأنتَ تَوأمُ رُوحي
أنتَ مِني
وَمِن شَذى
أَشعاري
أنتَ نَبضُ القَوافي
وَمِفتاحُ سِرّي
أنتَ مِجدافُ مَركبي
وَدياري
كَم سُؤالٍ تَنَفَسَ الصَبح
بَوحاً
كُنتَ أنتَ الجَوابُ
كُنتَ قَراري
وأنا في الدِيارِِ
أعتاشُ صَبراً
وأُعاني كَما يُعاني اِقتِداري
والمَنافي تَعودُ بِي
لِفَضاءٍ
كانَ حُلمي الأَثير
كانَ سِواري
أنقِذيني
مِن سَراديبِ خَوفٍ
مِن ظَلامِ السُجون
مِن أَفكاري
تَتَلظّى في عُروقِيَ نارٌ
حَرُّها مُهلِكٌ
وَيُذكي أَواري
تَكتَوي فَرحَتي بِسَميري..
كم وَدَعتْني عَيناهُ دَمعاً
وَكَم..
كانَ في زَفَّةِ الوَداعِ رَقيقاً
كما كُنتُ.
وَكانت دُموعي
في رَفَّةِ الجَفنِ حَيرى
وَهي مِثلي..
وكُلّها أَقداري.
وَالكَناراتُ حالِماتٍ بِنَبضي
يا لِنَبضي..
رَصيدُه أَخباري
في الغِيابِ الضَنينِ
أُعلِنُتُ بَدءاً
لا انتِهاءً
وَالوقتُ شَدوُ انتِظاري
بَينَنا مَوعِدٌ يَشتَهينا
وَطَريقٌ ما مَلَّ مِن أسفاري
رَبِّ.. أنتَ المُجيرُ
ما عُدتُ أَقوى..
هَدَّني الشَوقُ
خَانَني اصطباري
فَخُذيني، يا بَعضَ رُوحي فَإنّي
مِثلُ ذاكَ الحَزينِ أدمَنتُ صَمتاًً
مِثلَ صَمتِ الأَسيرِ ذاكَ الكَناري..